دعا خبراء وأكاديميون ورواد أعمال إلى تغيير النظرة التقليدية نحو القيادة ومؤهلاتها في عصر الذكاء الاصطناعي، داعين الحكومات إلى التأقلم مع مستجدات التقنية حتى لا يفوتها قطار الحداثة.

جاء ذلك خلال جلسات ضمن محور «استراتيجيات القيادة» في القمة العالمية للحكومات 2025.

وقال الدكتور تيم ستوري، وهو مؤلف كتب مرموق، في جلسة حملت عنوان «معجزة القيادة»، إن الثقافة وحدها لا تكفي لإعداد القائد، مشيراً إلى عدة عوامل تشكل بتضافرها صفات القيادي الجيد.

وقال: «إن القادة عليهم أن يؤدوا 3 مهام رئيسية حتى يؤهلوا الناس، أولاً تثقيفهم، وثانياً تسليحهم بما يحتاجونه من مقومات الحياة الفكرية، وثالثاً تغذية روحهم».

التعليم والمستقبل

وتحدث محمد كاندي، الرئيس التنفيذي لـ«بي دبليو سي»، في جلسة بعنوان «التعليم والمستقبل» عن أهمية الذكاء الاصطناعي في خدمة البشرية.

وقال: «عندما نفكر في الذكاء الاصطناعي فإن أول شيء يتبادر إلى أذهاننا، هو الوصول إلى المعلومات، لكن هذا ليس كل شيء»، مضيفاً «كلما رأيت التوسع في مجالات الذكاء الاصطناعي، تأكدت من أنه سيؤدي إلى تخفيض التكاليف الإنتاجية، لكن هناك أزمة تتمثل في خشية الناس من الذكاء الاصطناعي، بدلاً من جعله ذا أهمية لديهم بحيث يتأقلمون مع اشتراطاته».

وأوضح أن هذا الأمر تطبقه «بي دبليو سي»، حيث تعمل على رفع الوعي وإطلاق مبتكرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي ذلل الكثير من العقبات التي كانت تكتنف عالم الصناعة.

تغيرات سريعة

وقال كاندي: «ليس هناك شك أن نموذج بيئة العمل الراهنة لن يبقى على حاله خلال السنوات العشر المقبلة، والمؤكد أيضاً أن التكنولوجيا ستغير قواعد التنافس، وعلى الحكومات أن تدرك ذلك حتى لا تتخلف عن مسيرة الحداثة».

من جهته قال ديفيد باخ، رئيس «أي إم دي»، عن تجربته كقيادي شاب: «إن تطوير التعليم بما يناسب متغيرات العصر هو الأساس في كل شيء، مشيراً إلى أن التعليم يجب أن يراعي أن البشرية بعد الذكاء الاصطناعي ليست هي البشرية بعده».

انتهاء الإدارة التقليدية

وأكد فيشين لاكياني، المدير التنفيذي لـ«مايند فالي»، أنه يوظف الذكاء في كتاباته، ويستخدمه في إطلاق تنبؤاته المختلفة، موضحاً أن لديه فريقاً من 400 شخص يؤمنون جميعاً بأن الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر ذكاء منا في المستقبل. وقال إن هناك انخفاضاً في أعداد المديرين، فالعالم يشهد انتهاء ظاهرة المدير التقليدي، إذ انحسر دوره في وضع اللمسات الطفيفة على العمل، وليس تسييره بالكامل كما كان الأمر سابقاً.

الذكاء الاصطناعي والإنسانية

ورأى إجناسيو غارسيا آلفس، الرئيس التنفيذي لـ«أرثر دوليتل»، أنه عندما تكون مديراً تنفيذياً فينبغي أن تتأهب للمستقبل، قائلاً: «لدينا تعقيدات وعلينا أن ندرك ما يحدث، ونستعد له، لكي تصير قائداً فعليك التحلي بصفات القيادة، ومنها القدرة على التفكير والتضامن مع الموظفين وكذلك خلق بيئة إبداعية».

وتوقع آلفس أن يستبدل الذكاء الاصطناعي الإنسان بشكل سلس، بحيث تتولى الروبوتات الكثير من المهام، وسيغدو هذا هو الحال بحلول عام 2040 على الأرجح.

العلاقات الإنسانية والحياة المهنية

وفي جلسة بعنوان «اقتصاد الشبكات الاجتماعية والوجه الجديد للقيادة»، قال بليك لاويت نائب رئيس «لينكد»، إن «منصتنا تعد شبكة هائلة للتواصل، غير أننا متمسكون كل التمسك بالعلاقات الإنسانية»، فيما قال سوميترا دوتا، عميد كلية سعيد للأعمال بجامعة أكسفورد، إن «العلاقات الإنسانية تحدث فرقاً في حياة الإنسان المهنية، وهو أمر لا يحدث بمحض الصدفة، ذلك أن الحياة المهنية تخضع لتحولات عدة ويجب بناء العلاقات بصورة صحيحة واستثمارها». وأضاف «نحن نهتم بتعليم طلابنا بأن شبكات العلاقات الاجتماعية هي التي ستستمر في الرحلة المهنية، وسيزداد تأثيرها مع تراكم خبراتهم».

الإدارة الناجحة

وقال سيلفا بانكاج المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«ريجينت غروب»، إن الإدارة الناجحة يجب أن تتعلق بما يمكن أن تعطيه وليس ما تأخذه، مضيفاً أن «ريجينت» تختص بالدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولدينا آلاف الطلبة، ونشاركهم أفكارنا بالتثقيف والتعليم وبناء الشخصية.

وأكد أن التكنولوجيا تسهل وتساعد في تقوية العلاقات وتمتينها، وليس إضعافها كما يدعي البعض، مشيراً إلى أن علينا إيجاد تفاعل بين الطلبة وإيجاد الحلول والآليات التي ستمكن من مواجهة المستقبل لأن التغيير واقع لا محالة.