متابعة - رحاب حلاوة، منى خليفة وجميلة إسماعيل
أكد مسؤولون أن اعتماد 18 يوليو يوم «عهد الاتحاد»، يشكّل محطة وطنية بارزة تستحضر البدايات الأولى لمسيرة الاتحاد وتؤرخ لمستقبل مزدهر، وتؤكد استمرارية الالتزام بالمبادئ التي تأسست عليها الدولة، وقالوا لـ«البيان» إن هذا اليوم يعكس إدراكاً وطنياً بأهمية استحضار اللحظات المفصلية في تاريخ الدولة، وتوثيقها في الوعي العام بما يعزز من تماسك الهوية الاتحادية ويرسّخ معاني الانتماء والولاء لدى الأجيال.
عهد
وأكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، أن يوم 18 يوليو من عام 1971 لم يكن يوماً عادياً في تاريخ المنطقة، بل كان يوم العهد والانطلاق نحو الدولة الاتحادية الحديثة.
وأضاف: «الاتحاد لم يكن نصاً دستورياً فقط، بل ترجمة لرؤية عظيمة آمنت بها القيادة والشعب، واستمدت قوتها من وحدة القلوب قبل أن تتجلى في وحدة الأرض»، مشدداً على أن «هذه المناسبة فرصة لتجديد الولاء لوطننا الغالي، والتأكيد على أن راية الإمارات ستظل خفاقة طالما هناك رجال ونساء مخلصون يسيرون على نهج زايد».
وأكد أن يوم «عهد الاتحاد» يحمل رسالة تربوية مهمة موجهة للنشء، إذ يُعد فرصة لغرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، وربطهم بتاريخ وطنهم ورجاله العظام.
وأضاف أن تعريف الأبناء بهذه اللحظة التاريخية، وما رافقها من تضحيات وقرارات مصيرية، يسهم في بناء وعي وطني راسخ، ويزرع فيهم الإيمان بأن ما ينعمون به من أمن وتقدم هو ثمرة عمل جماعي وإرادة اتحاد.
ذاكرة وطن
بدوره، يستحضر الشيخ محمد حمد بن ركاض العامري تاريخ الوطن الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومسيرته الزاخرة بالمحطات، وصولاً إلى ذكرى عهد الاتحاد، وتشكيل الاتحاد الذي يعد انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
ويكمل تلك المسيرة حالياً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكداً على أن عهد الاتحاد يحمل في مجمع أسمى المعاني النبيلة التي تتمثل في روح الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن، والالتزام بمواصلة المسيرة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً تحت راية الاتحاد.
وقال الشيخ محمد حمد بن ركاض العامري: «إن القادة المؤسسين، طيب الله ثراهم، استندوا إلى حكمة تجاوزت الصعوبات وحدود الزمن، واتسموا بالتصميم والإرادة في مواجهة العوائق والتحديات، ليبلوروا الحلم في تأسيس اتحاد يجمع الإمارات في دولة واحدة، قوية وشامخة».
رؤية استشرافية
من جانبه، أفاد الدكتور خليفة السويدي، المدير التنفيذي لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، بأن يوم «عهد الاتحاد» يمثل الشعلة التي مهدت لوحدة الكلمة والرأي والموقف والتنمية المستدامة إيذاناً للازدهار الذي تحقق برؤية استشرافية عظيمة وضعت الإنسان الإماراتي في قلب مشروع النهضة.
مشيراً إلى أن الوثيقة التي وُقعت في 18 يوليو 1971 كانت بمثابة ولادة فكر اتحادي متقدم في فترة مليئة بالصعوبات والتحديات، وأكد أن «كل ما تحقق من تطور صحي وتعليمي واقتصادي واجتماعي منذ ذلك التاريخ، يعود إلى تلك اللحظة التأسيسية التي جمعت الحلم والمصير بين أبناء الإمارات في وحدة قوية وتحت راية واحدة.
وأضاف: «نستذكر في هذا اليوم تضحيات الجيل المؤسس بقيادة المغفور لهم الشيخ زايد والشيخ راشد وإخوانهما، طيب الله ثراهم، وخلفهم من جيل التمكين، مؤكدين إننا على نهجهم سائرون ولمسيرتهم المباركة مواصلون في خدمة الوطن والإنسانية بروح الاتحاد.
وأشار إلى أن «عهد الاتحاد» هو التزام متجدد بالريادة في مختلف القطاعات، بما يرسّخ مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً، وأضاف أنه في هذه المناسبة نجدد العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة التي جعلت الإنسان غاية الأوطان.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد مراد عبدالله، الأمين العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث أن يوم «عهد الاتحاد» ليس مجرد تاريخ نحتفل به، بل رسالة مستمرة تعكس مدى ترابط القيادة بالشعب، وإيمان الإماراتيين جميعاً بوطنهم ومصيرهم المشترك.
وأوضح أن الاجتماع التاريخي الذي عُقد في 18 يوليو 1971 وضع ميثاقاً وطنياً قائماً على وحدة الأرض والقرار، وهو ما مكّن الدولة من تجاوز التحديات وتحقيق الريادة.
وأضاف أن هذه المناسبة الوطنية تعزز مشاعر الانتماء وترسخ في نفوس الأجيال الصاعدة صورة مشرقة عن الآباء المؤسسين وتضحياتهم، مشيراً إلى أن الاحتفاء بيوم عهد الاتحاد يعزز الهوية الوطنية، ويجدد الإيمان بأن وحدتنا هي الدرع الأول في مواجهة المتغيرات، والطريق الآمن لمستقبل مزدهر.
دبلوماسية فاعلة
من جهته، أوضح الدكتور محمد الحوسني، المحاضر في أكاديمية الإمارات للهوية والجنسية، أن يوم عهد الاتحاد في دولة الإمارات يمثل عهداً تاريخياً ووطنياً، إذ مثلت جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقادة المؤسسين نموذجاً في الحكمة والرؤية المستقبلية، إذ إنهم آمنوا بأن الوحدة هي السبيل لتكوين دولة قوية ومزدهرة تحمي حقوق شعبها ضماناً لمستقبل الأجيال القادمة.
وتمثل هذه المناسبة الوطنية المهمة مرحلة مفصلية في عهد تمكين جديد لدولة الإمارات، ويجسد قيم الوحدة والولاء والهوية الوطنية، ويعد امتداداً لليوم الوطني للدولة، حيث يجدد الشعب الإماراتي ولاءه للقيادة الرشيدة ويؤكد التزامه بمواصلة مسيرة التنمية والازدهار.
كما تكمن أهمية هذا اليوم في تعزيز الانتماء الوطني خاصة بين الشباب وتذكير الجميع بالقيمة السامية للاتحاد والإنجازات التي تحققت في وقت قياسي، كما يعد فرصة لغرس مفاهيم التضحية والمسؤولية والتلاحم في نفوس الأجيال القادمة وتعمل الدولة على ترسيخ هذه القيم من خلال التعليم والبرامج الشبابية ووسائل الإعلام التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وأضاف الحوسني:
«منذ تأسيسها تبنت الإمارات دبلوماسية فاعلة قائمة على السلام والتسامح، ولذا يؤكد يوم عهد الاتحاد على استمرارية روح الاتحاد والولاء للقيادة الكريمة، وتشجع المواطن على حماية المكتسبات وصون القيم».
انتماء
وفي السياق ذاته، قال رجل الأعمال الإماراتي، حسين سعيد الزعابي، إن «الانتماء الوطني والولاء من القيم التي تربينا وترعرعنا عليها بالأخص نحن الأجيال التي واكبت عصر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحب الوطن توارثناه جيلاً بعد جيل، حتى الأجيال التي لم تواكب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وهذا الانتماء العميق هو ما جعلنا أفضل شعوب العالم، نحن الذي لم ندخر جهداً في تمثيل هذا الوطن المعطاء في كل محفل، تكريماً لصنيع قادة عظماء كانوا دائماً مع الشعب في حوار متصل وبناء».
وأضاف: «إن العمل العظيم الذي قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في توحيد الإمارات وبناء دولة تحظى اليوم باهتمام من قبل جميع جنسيات العالم مما عزز فيها الأمن والأمان والتعايش باحترام وتسامح، والمغفور له الشيخ زايد غرس قيم الاتحاد جيلاً بعد جيل، حتى بتنا اليوم في نعيم، فعندما ينبثق الانتماء والولاء للوطن يتجسد ذلك في تعزيز الروابط الاجتماعية وهذا ما يشعر فيه هذا الجيل اليوم، من خلال تعميق قيم المواطنة في نسيج المجتمع الإماراتي.
وهذه ليست مجرد كلمة بل هي واجب يجب أن يؤمن به هذا الجيل، والشعور به وتعزيز مفهوم الوطنية في المحافظة علي هذا الإرث الكبير الذي تركه لنا القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.