رسّخت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بقوة وثبات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين في العديد من المجالات، حيث تشهد العلاقات تطوراً ملحوظاً وتعاوناً متنامياً على مختلف الصعد.

كما تنظر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقدير واحترام كبيرين إلى التوجهات السياسية الإماراتية، وتدفع نحو علاقات أوثق معها، خاصة مع الدور المؤثر الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز أسس الاستقرار والأمن في المنطقة، سواء لانخراطها الفاعل في جهود حل أزمات وقضايا المنطقة المختلفة، أو لمشاركتها في مختلف الجهود الإقليمية والدولية التي تتصدى لمصادر الخطر التي تهدد الأمن العالمي.

شراكة قوية

وتستمر الشراكة القوية والعلاقة الأخوية المترابطة التي تجمع بين الإمارات وأمريكا، مع زيارة دونالد ترامب، ثاني رئيس أمريكي يزور الدولة بعد زيارة جورج دبليو بوش في 2008.

حيث تجسّد العلاقات الثنائية بين البلدين نموذجاً راسخاً للتعاون والاحترام المتبادل، قائماً على عقود طويلة من التعاون البنّاء، وممتداً إلى شراكة استراتيجية شاملة.

وتكتسب زيارة الرئيس الأمريكي للإمارات أهمية خاصة مع تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف في ظل الدور الإقليمي المؤثر الذي تلعبه دولة الإمارات في اتجاه تكريس أسباب الاستقرار والأمن في المنطقة ومشاركتها الفاعلة في التحرّكات الإقليمية والعالمية التي تسير في هذا الاتجاه.

وينظر العالم إلى العلاقات بين الإمارات وأمريكا بصفتها مرتكزاً أساسياً لتعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم، لما يشكله البلدان من دور محوري في جهود تعزيز الأمن والسّلم الدوليين انطلاقاً من مكانتهما السياسية والأمنية والاقتصادية، ومن ثم فإنها تمثل فرصة مهمة للتشاور حول مجمل هذه القضايا، والبحث في إيجاد حلول فاعلة لها.

تقدير أمريكي

تشهد العلاقات الثنائية بين الإمارات وأمريكا تطوراً ونمواً في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية، وتتوافق وجهات نظر البلدين الصديقين ورؤاهما حيال نبذ النزاعات والبحث عن تحقيق السلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

لذلك فإنها تدفع نحو علاقات أوثق معها، ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه «قائد عظيم». ما يعكس مدى التقدير الذي تحمله الإدارة الأمريكية لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة، ومدى حرصها على التفاعل المباشر على أعلى المستويات.

حيث تتميز العلاقات الإماراتية الأمريكية بالديناميكية والإيجابية والنمو الدائم، ولقد بدا واضحاً خلال استضافة ترامب لسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، مدى تقدير الولايات المتحدة لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة.

وأشاد قادة الكونغرس بقوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية مع دولة الإمارات وبدورها في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة، ومساعيها المتواصلة في محاربة التطرف والإرهاب، ومساعدة الشعوب المنكوبة والمحتاجة، وتقديم المساعدات والمعونات لهم.

جهود لتحقيق السلام

وتستثمر الإمارات علاقاتها الدولية القوية والمميزة مع الدول الكبرى من أجل دفع القوى المؤثرة في العالم، ومن بينها أمريكا، إلى العمل من أجل تحريك العملية السلمية في الشرق الأوسط، إيماناً منها بأن التعقيدات الكبيرة التي تحيط بعملية سلام الشرق الأوسط لن تجد طريقها إلى الحل من دون الجهود الفاعلة، إذ تعتبر دولة الإمارات من أبرز الدول التي تتبنى مثل هذه التوجهات، وتسهم في وضعها موضع التنفيذ.

حيث تحرص الدولة على الانخراط في أي جهود بناءة من شأنها دفع المفاوضات السلمية إلى الأمام، وعدم الإفراط أو التفريط في مواقفها تجاه القضايا العربية، فكانت دائماً إلى جانب الحق والعدالة.

وترى الولايات المتحدة أن الإمارات تتبع سياسة خارجية نشطة جعلت منها عنصراً فاعلاً على الصعدين الإقليمي والعالمي لا يُمكن تجاهله، حيث أشادت في أكثر من مناسبة بنهجها المبني على التعايش والاحترام المتبادل مع دول العالم، ونبذ أفكار العنف والإقصاء والكراهية، حيث أكدت الإمارات في أكثر من مناسبة أن التعاون الدولي سبيل لمنع التهديد العالمي للإرهاب ومواجهته بشكل فعّال.

شريك موثوق

وتنظر أمريكا إلى الإمارات كشريك موثوق للولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وحليف استراتيجي رئيسي، حيث إن طبيعة العلاقة بين البلدين لا تقوم فقط على التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية رغم أهميتها، وإنما تتجاوز ذلك إلى التشاور الدائم في العديد من الملفات المهمة في المنطقة والعالم.

والاتفاق على أهمية إدارة تلك الملفات، بما يضمن الأمن والاستقرار؛ لذا تعمل أمريكا على التشاور مع الدولة بشأن القضايا والأزمات الراهنة وسبل معالجتها بشكل سلمي إيماناً منها بدور الدولة الفاعل في نشر السلام، وأهمية العمل الدولي المشترك في مواجهة التحدّيات التي تواجه البشرية جمعاء.

ولا شك أن هناك التزاماً إماراتياً أمريكياً راسخاً بتعزيز التعاون والحرص على متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وبحث ما تحقق من إنجازات والبناء عليها، فضلاً عن التنسيق والتشاور حول التحديات الإقليمية والعالمية، والأمن، وإنفاذ القانون، ومكافحة الإرهاب، والمصالح التجارية والاستثمارية المشتركة.

والتعاون على الصعيدين التعليمي والثقافي. كما ينخرط البلدان في مجموعة من المبادرات، وبشكل متواصل ومستمر، بهدف مواجهة التحديات والأزمات التي تقف حائلاً أمام التنمية المستدامة.

وأصبحت الإمارات من الدول المنخرطة بشكل أساسي في كل جهد دولي يعمل من أجل عالم أكثر أمناً واستقراراً وسلاماً وتنمية، وهذا أكسبها الاحترام والتقدير العالميين ومحبة الشعوب في مختلف أصقاع المعمورة.