على مدار 54 عاماً خطت الإمارات خطوات واثقة، لتصبح نموذجاً استثنائياً في صناعة السياحة العالمية، حيث استطاعت أن تحول التحديات إلى فرص، والخيال إلى واقع ملموس، مستقطبة أكثر من 30 مليون زائر سنوياً، ورافعة مكانة مطاراتها، لتصبح محاور عالمية تستقبل نحو 147 مليون مسافر، ما جعلها رائدة في جذب السياح، وتعزيز حركة السفر على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي مطلع الثمانينيات كانت السياحة في الإمارات محصورة على عدد قليل من الفنادق والمناطق الطبيعية، لكن التركيز على تطوير المرافق والخدمات السياحية بدأ يثمر تدريجياً مع افتتاح المطارات الحديثة وشركات الطيران حينها بدأت الدولة تشهد تدفقاً متزايداً من الزوار.

خصوصاً من أوروبا وآسيا، وقد أسهم الاستثمار في الفنادق الفاخرة والمنتجعات الشاطئية والصحراوية في جذب شرائح مختلفة من السياح، سواء الباحثين عن الفخامة أو المغامرة.

بصمة مميزة

وخلال التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة بدأت الإمارات في وضع بصمتها المميزة في القطاع السياحي من خلال مشاريع استثنائية. شملت تطوير الفنادق والمنتجعات الفاخرة، وإطلاق الجزر وافتتاح مراكز التسوق العالمية والمدن الترفيهية.

إضافة إلى مشاريع أيقونية مثل برج خليفة ومنتجع ياس آيلاند، التي شكلت محركات اقتصادية أساسية أسهمت في خلق آلاف الوظائف وتعزيز قطاع الضيافة والطيران، ما جعل الإمارات ضمن أهم 7 وجهات سياحية عالمية في الإنفاق الدولي للسياح، متفوقة على دول سبقتنا في هذا المجال بمئات السنين.

وخلال العقدين الماضيين لعب تطور شبكة النقل الجوي دوراً محورياً في نمو القطاع السياحي، حيث تحولت مطارات دبي وأبوظبي والشارقة إلى محاور عالمية رئيسية، تستقبل أكثر من 147 مليون مسافر سنوياً.

وأسهمت شركات الطيران الوطنية مثل «طيران الإمارات»، و«فلاي دبي» و«الاتحاد للطيران»، و«طيران العربية»، في تقديم خدمات فاخرة ومبتكرة، ما جعل السفر إلى الإمارات تجربة استثنائية بحد ذاته.

وأولت الإمارات منذ تأسيسها اهتماماً استراتيجياً بالقطاع السياحي باعتباره محركاً أساسياً لتنويع الاقتصاد الوطني، عبر تبني استراتيجيات ومبادرات استباقية، شملت تطوير البنية التحتية للمطارات، وتعزيز جاذبية المعالم السياحية في الإمارات السبع، إلى جانب دعم الاستثمارات والمشاريع السياحية المتنوعة، ما أسهم في ترسيخ مكانة الدولة وجهة عالمية مفضلة.

خطوات متسارعة

وارتفعت مساهمة قطاع السياحة والسفر في الإمارات خلال عام 2024، لتصل إلى 257.3 مليار درهم (70.1 مليار دولار)، ما يعادل 13% من الاقتصاد الوطني، بزيادة 3.2% مقارنة بعام 2023، و26% مقارنة بعام 2019 ما قبل جائحة «كوفيد19»، لتضع الإمارات ضمن أعلى الدول عالمياً من حيث مساهمة السياحة في النمو الاقتصادي، بحسب تقرير صادر عن المجلس العالمي للسفر.

وتؤكد المؤشرات الحالية تقدم السياحة الإماراتية بخطوات متسارعة نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، والتي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، وزيادة عدد نزلاء المنشآت الفندقية إلى 40 مليون سنوياً بحلول العقد المقبل.

حيث تواصل الجهود الوطنية تطوير منظومة سياحية متكاملة، تعتمد أفضل الممارسات العالمية، وتفتح المجال أمام الأسواق السياحية الحيوية، لتقديم تجارب وخدمات سياحية متنوعة وشاملة، بما يعزز مكانة الإمارات على خريطة السياحة العالمية.

ومنذ تأسيس الاتحاد تحولت الإمارات من وجهة شبه خالية من السياح إلى مقصد يستقبل أكثر من 30 مليون زائر سنوياً، وفي 2024 استقبلت الفنادق نحو 30.8 مليون نزيل بزيادة 9.5% عن 2023، بينما تجاوز عدد النزلاء في النصف الأول من 2025 أكثر من 16 مليون نزيل بنسبة نمو 5.5%، وتعكس هذه الأرقام نجاح الإمارات في تقديم تجربة سياحية متكاملة.

اتفاقيات

وفي قطاع الطيران وقعت الإمارات اتفاقيات نقل جوي مع 189 دولة، منها 120 اتفاقية، وفق نظام «الأجواء المفتوحة»، و43 اتفاقية جزئية، ما يؤكد الدور المحوري للدولة في تعزيز الترابط الجوي الدولي، وتوسيع شبكة وصلاتها العالمية.

وقد ارتفعت حركة المسافرين عبر مطارات الدولة من 114.8 مليون مسافر عام 2015 إلى 147.8 مليون مسافر عام 2024، فيما تجاوزت حركة الطائرات 800 ألف رحلة خلال العام نفسه.

وعلى صعيد بيئة الأعمال شهدت الإمارات تطورات متواصلة في التشريعات والسياسات الاقتصادية، ما عزز جاذبية الدولة للاستثمارات المحلية والدولية في السياحة والسفر والطيران، وتهيئة بيئة تنافسية وفق أفضل الممارسات العالمية.

ووصل عدد الرخص التجارية في مجالات السياحة والضيافة والطيران والحلول الرقمية إلى 39546 رخصة حتى منتصف سبتمبر 2025، بنمو 275% مقارنة بمنتصف سبتمبر 2020، ما يعكس ريادة الإمارات بيئة حاضنة للقطاع السياحي.

كما تبنت الدولة سياسات تأشيرات مرنة لتسهيل السفر، تشمل خيارات الدخول المتعدد وفترات إقامة تمتد إلى 30 و60 و90 يوماً، إلى جانب التأشيرات عند الوصول والبوابات الإلكترونية لشركات الطيران، بما يعزز من تكرار الزيارة، ويوفر تجربة سياحية سلسة ومريحة للزوار من مختلف دول العالم.

وبهذه الإنجازات تؤكد كل المؤشرات بأن الدولة باتت أنموذجاً سياحياً عالمياً متكاملاً يعكس الرؤية الطموحة للدولة في الريادة الاقتصادية والسياحية، ويعزز مكانتها أحد أبرز المحاور السياحية في العالم، مواصلة مسيرة الابتكار والتطوير لتحقيق رؤية «نحن الإمارات 2031».

30

مليوناً يزورون الإمارات سنوياً

147

مليون مسافر تستقبلهم مطارات الدولة

257.3

مليار درهم مساهمة السياحة والسفر في الاقتصاد بحصة  13%

30.8

مليون نزيل في فنادق الإمارات خلال 2024

16

مليون نزيل خلال النصف الأول من العام الجاري

189

دولة وقعت معها الإمارات اتفاقيات نقل جوي