شهد عام 2020 لحظة فارقة في مسيرة المواطن الإماراتي أحمد الفلاسي الإنسانية، عندما فاز بجائزة «صناع الأمل»، وهي الجائزة الأكبر من نوعها في العالم العربي لتكريم العمل الإنساني، ولم يكن هذا الفوز بالنسبة له مجرد تكريم، بل مسؤولية جديدة ألهمته لمضاعفة جهوده في مساعدة المحتاجين حول العالم.

واستطاع الفلاسي تحقيق إنجازات ملموسة في مجال الرعاية الصحية من خلال مشاريعه الإنسانية، وإحداث فرق حقيقي في حياة الآلاف حول العالم، حيث أسس مؤسسة أحمد الفلاسي للمبادرات الإنسانية، وأنشأ 8 عيادات لغسيل الكلى و4 عيادات لفحص النساء والسكري في دول عدة، أبرزها كينيا «مومباسا»، إذ تم تأسيس قسم متطور لغسيل الكلى في مستشفى خدم أكثر من 8 آلاف مريض، كما أنشأ وحدة متخصصة لرعاية حديثي الولادة بسعة 570 سريراً وحاضنة، تخدم نحو 17 ألف طفل شهرياً.

كما أرسل إلى لبنان وحدات طبية متنقلة لغسيل الكلى ونقل الدم، دعماً للقطاع الصحي في ظل الأزمات المتلاحقة. ووصلت أياديه البيضاء إلى الصين، إذ أسس مدرسة للأيتام ومؤسسة لدعم العائلات المحتاجة.

مستشفى خيري

يقول الفلاسي: «أعمل حالياً على إنشاء مستشفى «آمنة» الخيري في زنجبار، بالشراكة مع رئيسة تنزانيا سامية حسن سولوهو الملقبة بـ«ماما سامية»، ومشاريع تحلية المياه لدعم العيادات والمجتمعات المحلية، وإنشاء عيادات لغسيل الكلى في جزيرة بمبا»، مشيراً إلى أن مشروع «آمنة» يعد مستشفى خيرياً في أفريقيا يتم إنشاؤه حالياً في زنجبار بتنزانيا، ومن المتوقع أن يكون الأكبر في القارة الأفريقية عند اكتماله بنهاية العام الجاري.

ويضيف: «سوف يتضمن المستشفى تخصصات طبية عدة وأقساماً متطورة تشمل أمراض الكلى وغسيل الكلى، وطب الأطفال وحديثي الولادة، وأمراض النساء والتوليد، والعناية المركزة، والجراحة، والأمراض المزمنة والمعدية، بسعة استيعابية أكثر من 500 سرير، مع قدرة على خدمة 10 ملايين شخص على امتداد الساحل الأفريقي، ويتوقع استقبال آلاف المرضى سنوياً، مع تقديم خدمات مجانية أو منخفضة التكلفة للأسر المحتاجة».

عطاء

يرى الفلاسي أن العطاء قيمة متجذرة في الأسرة الإماراتية، حيث نشأ في بيئة تشجع على التعاطف والمشاركة، وحرص على غرس هذه القيم في عائلته، من خلال إشراك أبنائه في المبادرات الخيرية منذ الصغر، سواء عبر زيارات المستشفيات أو دعم المحتاجين أو المشاركة الفعلية في تنفيذ المشاريع الإنسانية.

ويؤكد أحمد الفلاسي أن أبناء الإمارات أصبحوا مثالاً يُحتذى في العمل الإنساني، بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي غرست قيم العطاء والتسامح في المجتمع، ومن خلال مبادرات مثل «صناع الأمل»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وترجمت رؤية سموه، في ترسيخ قيم البذل والعطاء، وتشجيع أصحاب المبادرات الإنسانية والتطوعية على تطوير أفكارهم ومشاريعهم النبيلة للمساهمة في إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، وإتاحة الفرصة لرواد العمل الخيري لتوسيع نطاق تأثيرهم والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال.

تأثير عالمي

لم تقتصر جهود الفلاسي على دولة أو منطقة بعينها، بل امتدت لتشمل دولاً عدة، مثل كينيا، ولبنان، وزنجبار، وتنزانيا، والهند، وفلسطين، واليمن، ويقول إنه اختار هذه الدول لأنها بحاجة إلى تحسين البنية التحتية الصحية، وثمة إمكانية تحقيق تأثير مباشر ومستدام للمشاريع الخيرية، كما يوجد نقص في الخدمات الطبية، خاصة في مجال غسيل الكلى والأمراض المزمنة. ويشير إلى الانعكاس الإيجابي على المجتمعات المحلية من خلال المشاريع الإنسانية التي نفذها والتي أسهمت في تحسين جودة الرعاية الصحية وإنقاذ حياة آلاف المرضى، وخلق فرص عمل جديدة عبر توظيف الكوادر الطبية في المستشفيات والعيادات، ورفع مستوى المعيشة للأسر من خلال تقديم خدمات صحية وتعليمية مجانية.