في إنجاز أكاديمي وعلمي من أجل صحة وسلامة المجتمع، يُعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، حصل المواطن سلطان علي الطاهر، مدير إدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي، على درجة الدكتوراه من جامعة سالفورد في المملكة المتحدة، عن أطروحته «تأثير سلامة الأغذية على المؤسسات الغذائية بإمارة دبي».
ويعتبر الطاهر أول عربي يتناول هذا الموضوع المتخصص، مسلطاً الضوء على واحدة من أكثر القضايا أهمية في قطاع الأغذية بدبي، التي تُعد وجهة عالمية لسياحة وتجارة الغذاء.
وقال الدكتور سلطان الطاهر: ركزت الرسالة على تحليل أثر تنوع الثقافات وجنسيات متعاملي الأغذية على سلامة الغذاء في المطاعم غير الملتزمة في إمارة دبي، المدينة التي تُعد مركزاً عالمياً لتجارة الأغذية، حيث تستقبل أكثر من 8 ملايين طن من الأغذية سنوياً، وتحتضن أكثر من 15 ألف مطعم تمثل نحو 200 جنسية من المقيمين والزوار.
وأضاف: ناقشت الأطروحة الخصائص الثقافية الفريدة المتعلقة بسلامة الغذاء، وكذلك آراء ومواقف العاملين في هذا المجال، والتي تلعب دوراً محورياً في تحديد مستوى السلامة في المطاعم. وسلطت الضوء على أسباب التقييمات المنخفضة في بعض المطاعم مثل الهندية، الباكستانية، الفلبينية، العربية والعالمية، رغم وجود أنظمة رقابة صارمة من قبل بلدية دبي.
وأشار إلى أن الدراسة انطلقت من 5 محاور رئيسية تمثل العوامل المؤثرة في سلامة الغذاء داخل المؤسسات وهي: القدرة المالية للمؤسسات الغذائية، والمعرفة والثقة في نظام إدارة سلامة الغذاء.
وإدراك مخاطر سلامة الغذاء من قِبل متعاملي الأغذية، إضافة إلى التزام إدارة المؤسسات الغذائية بتعزيز ممارسات السلامة، ودعم الإدارة وزملاء العمل داخل المؤسسة.
وأظهرت نتائج البحث تبايناً واضحاً بين أنواع المطاعم، خاصة في أربعة من هذه المحاور، فيما سجل محور «المعرفة والثقة في نظام إدارة سلامة الغذاء» أدنى النتائج بشكل عام، مما يشير إلى ضرورة تعزيز التعليم والتدريب والتواصل الفعال بشأن أنظمة إدارة سلامة الغذاء في جميع أنواع المطاعم.
توصيات
واختتم الدكتور سلطان الطاهر رسالته بسلسلة من التوصيات العملية لتعزيز مستوى سلامة الغذاء في دبي، شملت: تنفيذ حملات توعوية موجهة لكافة المستويات الوظيفية، مع التركيز على الوقاية الاستباقية من المخاطر، ومكافأة السلوكيات الإيجابية مثل الإبلاغ عن المخاطر أو تقديم مقترحات للتحسين، إلى جانب تقديم تدريبات قيادية للمديرين تركز على مهارات التواصل والتحفيز والإشراف الداعم.
وتعزيز ثقافة الحوار المفتوح داخل فرق العمل، لإتاحة بيئة آمنة للمشاركة دون خوف من اللوم، وتبسيط الوثائق واللغة المستخدمة في أنظمة إدارة سلامة الغذاء.
كذلك الاعتماد على الحلول التقنية الحديثة مثل التطبيقات الرقمية والقوائم التفقدية الذكية، ومشاركة قصص النجاح التي تُظهر كيف ساهم الامتثال لأنظمة السلامة في خفض المخاطر وتحسين الأداء المؤسسي.
