أكدت شيخة المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، أن المراهقين الذين يحظون ببيئة أسرية داعمة يسودها الحوار المفتوح والثقة المتبادلة تقل لديهم احتمالية الانخراط في السلوكيات الخطرة، ويصبحون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات صحية ومستقلة في حياتهم.
وأفادت أن هناك 5 أخطاء رئيسية يرتكبها الآباء في تعاملهم مع أبنائهم المراهقين دون وعي منهم بخطورتها على الرغم من كل الرعاية والاهتمام الذي يقدمونه له.
وتتمثل هذه الأخطاء في: الاتهام وتوجيه النقد، توجيه الإرشادات بشكل مباشر، غياب قاعدة واضحة للتعامل، ترصد الأخطاء ومراقبته باستمرار، الامتناع عن إظهار المشاعر والعواطف تجاه المراهقين لاسيما الذكور منهم بسبب اختلاف احتياجات كل جيل والتي شكلت فجوة وحاجزاً كبيراً بين الآباء والأبناء.
بناء الوعي
وأوضحت المنصوري أن مرحلة المراهقة تعد فترة اضطراب طبيعي، لكنها أيضاً مرحلة بناء ووعي، مشيرة إلى أن المراهق لا يحتاج من يحكم عليه، بل من يفهم مشاعره ويستوعب التغيرات التي يمر بها.
وأضافت أن من أبرز التغيرات التي تصاحب هذه المرحلة هي التحولات الهرمونية والجسدية التي تؤثر بشكل مباشر على حالته المزاجية وسلوكياته اليومية، إلى جانب رغبته المتزايدة في الاستقلالية والبحث عن الهوية.
وحول أبرز التحديات التي قد تواجه المراهقين خلال هذه الفترة الحساسة، أوضحت المنصوري أنها تتمثل في 7 تحديات رئيسية، وهي: الضغوط المرتبطة بالمظهر الجسدي، معايير الرجولة أو الأنوثة التي يفرضها المجتمع، الخوف من مشاركة المشاعر والانغلاق على النفس، اتباع سلوكيات خطرة لإثبات الذات أو جذب الانتباه، صعوبة التواصل مع الكبار، غياب بيئة آمنة للحوار الخالي من السخرية واللوم أو الحكم عليهم، تأثيرات خارجية مثل الأصدقاء والسوشيال ميديا.
ولتفادي هذه التحديات حثت المنصوري على ضرورة تدريب المراهقين على أساليب صحية لإدارة الغضب، مثل ممارسة التمارين الرياضية أو الكتابة أو التأمل، مشيرة إلى أن الصحة النفسية للمراهق لا تقل أهمية عن صحته الجسدية، بل تؤثر بشكل مباشر على جودة حياته.
وأكدت على أن الحوار والإنصات، والحوار المفتوح من الأمور الضرورية وأفضل وسيلة لفهمهم ومساندتهم ومن أجل بناء علاقة قوية تقوم على الثقة المتبادلة، واكتشاف المشكلات مبكراً، وتقليل السلوكيات المتمردة، وتعزيز الصحة النفسية للمراهقين، فضلاً عن تحقيق التوازن بين منحهم الحرية وتوجيههم بحب ووعي، دون سيطرة أو إهمال.
وشددت مدير عام المؤسسة، على أهمية توفير نموذج القدوة الحسنة داخل المحيط الأسري، مشيرة إلى أنه قد تبدو مرحلة المراهقة فترة عاصفة ومليئة بالتحديات، إلا أنها أيضاً فرصة هائلة للنمو والتطور.
