اختتمت أعمال مؤتمر «احتياجك أمانة»، الذي نظمته جمعية النهضة النسائية بدبي فرع الخوانيج، بحزمة توصيات تؤكد أن العمر مجرد رقم ولا ينبغي أن يكون حاجزاً أمام تحقيق الأهداف، مشدداً على أهمية تعزيز مكانة كبار المواطنين في المجتمع، وتكريس قيم البر والعطاء، وإشراكهم في مسيرة التنمية المجتمعية بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي هذه الفئة عناية خاصة.

وأكد المشاركون أن كبار المواطنين يمثلون ركيزة أساسية في نسيج المجتمع، وأن العمر مجرد رقم لا يقف حائلًا أمام العطاء والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن، داعين إلى تعزيز التواصل بين الأجيال من خلال برامج ومبادرات تفاعلية تتيح تبادل الخبرات، وتنقل القيم والعادات الأصيلة إلى الأجيال الجديدة.

وأوصى المشاركون بضرورة تعزيز الوعي الصحي لدى كبار السن وأفراد أسرهم حول أمراض الشيخوخة وسبل الوقاية منها، من خلال تنظيم برامج ودورات توعوية بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة، تطوير وتوسيع خدمات الرعاية الصحية المنزلية لتلبية احتياجات كبار السن وتخفيف معاناتهم في التنقل، مع توفير الكوادر الطبية والتمريضية المتخصصة في التعامل الإنساني مع هذه الفئة، ترسيخ الدور الأسري في رعاية الوالدين، من خلال تذكير الأبناء بواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه والديهم، وغرس قيم البرّ والرحمة في النشء عبر المناهج والأنشطة المجتمعية.

كما حملت التوصيات أيضاً أهمية تعزيز الجانب الروحي والديني في حياة كبار السن من خلال الزيارات الإرشادية، والمحاضرات الدينية التي تبث الطمأنينة في نفوسهم وتغذي الجانب الإيماني لديهم.

ونصحوا بإطلاق مبادرات مجتمعية تحت شعار «احتياجكم أمانة» لترسيخ ثقافة الاحترام والرعاية والتقدير لكبار السن، بمشاركة المدارس والجهات الأهلية والإعلامية، وتشجيع النماذج الإيجابية من الأبناء والأسر الذين يقدمون الرعاية المثلى لآبائهم وأمهاتهم، وإبراز قصصهم في وسائل الإعلام ليكونوا قدوة للمجتمع.

وشددوا على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية لكبار السن عبر إنشاء خطوط دعم واستشارات نفسية متخصصة تراعي احتياجاتهم وتوفر لهم المساندة المعنوية والاجتماعية.

وأكدت فاطمة أحمد آل عبدالله، مديرة فرع جمعية النهضة النسائية بالخوانيج، أن المؤتمر يجسد رسالة الجمعية في خدمة المجتمع وتعزيز قيم الرحمة والعطاء.

من جهته، أكد اللواء الدكتور علي سنجل، المستشار الصحي لشرطة دبي وقائد مشروع «ذخر»، أن الإمارات قدمت نموذجًا يحتذى في تمكين كبار المواطنين وإشراكهم في المبادرات الوطنية.

من ناحيتها، شددت الدكتورة سلوى السويدي، استشاري الأمراض الباطنية وطب المسنين، على ضرورة تطوير منظومة رعاية متكاملة تستند إلى الطب الوقائي والدعم النفسي والاجتماعي.

وقال عمير بن عمير الرميثي، رئيس قسم الخدمات في هيئة تنمية المجتمع: إن الهيئة تحرص على تعزيز سياسات الرفاه الاجتماعي التي تضمن دمج كبار المواطنين في الحياة العامة، وتوفير بيئة داعمة تُشعرهم بالتقدير والانتماء.

وشدد جاسم المرزوقي، المستشار النفسي في جمعية النهضة النسائية، على أهمية الدعم النفسي ودور الأسرة في احتواء كبار المواطنين.