بعد أكثر من خمسين عاماً من الإنجازات والدعم المتواصل الذي حظيت به المرأة الإماراتية، يفتح الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية صفحة جديدة نحو نصف قرن قادم من الطموحات الكبرى، وبهذه المناسبة أكدت إماراتيات لـ«البيان» أن المستقبل سيكون قفزة إلى فضاءات أوسع من الريادة والابتكار والقيادة، منوهات إلى أنهن يتطلعن إلى نصف قرن جديد من الإنجازات.

أكدت الدكتورة فداء ذباب، ناشطة في دعم أهالي أصحاب الهمم، أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في مجالات البحث العلمي والمعرفة، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية مؤهلة لتكون في مقدمة العلماء والباحثين.

وأوضحت أن تخصصات مثل الطب والفضاء والذكاء الاصطناعي تمثل لغة المستقبل، وأن الإماراتيات مدعوات لترك بصمة بارزة فيها.

وأضافت أن رؤية الدولة في الاستثمار بالتعليم فتحت أمام الفتيات آفاقاً غير مسبوقة، وهو ما يضاعف مسؤولياتهن في تحويل هذه الفرص إلى إنجازات ملموسة تعزز مكانة الإمارات عالمياً.

صناعة القرار

من جانبها، قالت سارة البلوشي، إحدى العاملات في القطاع الحكومي، إن المرأة تدخل مرحلة جديدة من الحضور في المشهد السياسي والإداري، مشددة على أن التوازن بين الجنسين لم يعد هدفاً تسعى الدولة لتحقيقه فقط، بل أصبح واقعاً يفتح أبواب القيادة أمام النساء.

وأضافت أن الخبرة والتأهيل والدعم المؤسسي جعلت من الإماراتيات قادرات على قيادة مؤسسات كبرى وإدارة ملفات وطنية استراتيجية، مؤكدة أن نصف القرن القادم سيشهد المزيد من القيادات النسائية المؤثرة في صياغة الأجندة الوطنية.

ركيزة النهضة

وقالت الدكتورة تهاني التري، خبيرة تدريب ومستشار دولي، إن أي نصف قرن جديد من الإنجاز لا يمكن أن يتحقق دون الأسرة، معتبرة أن البيت هو المحضن الأول للقيم، وأن المرأة الإماراتية بما تحمله من وعي قادرة على إعداد جيل يواصل مسيرة البناء.

وأضافت أن نجاح الإماراتيات في الموازنة بين دورهن الأسري ومهامهن العملية يمثل نموذجاً متكاملاً للاستقرار الاجتماعي، ويمنحهن دوراً مضاعفاً في دعم مسيرة التنمية الوطنية.

الثقافة والهوية

أما إيمان أحمد، من القطاع الحكومي، فرأت أن الحفاظ على الهوية الوطنية سيكون التحدي الأبرز في المستقبل، مؤكدة أن المرأة الإماراتية قادرة على أن تكون حارسة للقيم ومشاركة في الإبداع الفكري والفني.

وأضافت أن تعزيز حضور المرأة في الثقافة والمبادرات الإبداعية سيمنح الإمارات قصصاً ملهمة للعالم، ويجعل من الهوية الوطنية رافعة للإبداع وليست عائقاً أمامه.

تمكين مستدام

من جانبها، قالت مريم خليفة السويدي، مدير التدقيق في جهاز الرقابة المالية، إن ما حققته المرأة الإماراتية ثمرة رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمراراً لدعم القيادة الرشيدة التي جعلت تمكين المرأة أولوية وطنية.

وأضافت: «اليوم ننظر إلى المستقبل بثقة وإصرار، حيث تواصل المرأة دورها المحوري في تنفيذ رؤية (نحن الإمارات 2031) والخطط التنموية المستدامة، لتكون شريكاً رئيسياً في التحولات الاقتصادية وتعزيز منظومة الابتكار وبناء مجتمع المعرفة». وختمت بتأكيد أن تمكين المرأة لم يعد خياراً، بل أصبح ركناً أساسياً لتحقيق طموحات الدولة نحو الريادة العالمية.

بيئة داعمة

ومن جانبها رأت سليمة طارق السلامي، من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، أن السنوات المقبلة ستكون عصر المرأة الريادية، وقالت: «لدينا اليوم بيئة اقتصادية وتشريعية داعمة، والفرصة متاحة للإماراتيات لتأسيس شركات تنافس عالمياً وتدخل أسواقاً جديدة».

وأضافت أن المرأة الإماراتية لا تنتظر الفرص بل تصنعها، معتبرة أن مساهمتها في الاقتصاد المعرفي ستكون ركيزة أساسية في مسيرة الدولة. وأوضحت أن دخول النساء في قطاعات جديدة كالصناعات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاستدامة سيعزز من قدرة الدولة على المنافسة، ويثبت أن الإماراتية قادرة على أن تكون رقماً صعباً في الاقتصاد العالمي.