اختتمت هيئة تنمية المجتمع في دبي فعاليات «مخيم صيف دبي 2025» الذي أقيم تحت شعار «جيل اليوم.. قادة الغد»، بمشاركة واسعة تجاوزت 400 طفل من الفئة العمرية بين 6 و14 عاماً، في تجربة امتدت ثلاثة أسابيع، جمعت بين التعليم، الترفيه، وتعزيز الانتماء، ضمن برنامج صُمم بعناية لبناء شخصية إماراتية متوازنة، واعية، ومبادِرة.
امتدت فعاليات المخيم في مواقع متعددة شملت مجمع زايد التعليمي فرع الورقاء وفرع البرشاء، ومركز حتا المجتمعي، حيث تحوّلت هذه المساحات إلى بيئات محفزة تحتضن الإبداع.
تمحورت تجربة «مخيم صيف دبي 2025» حول أربعة مجالات متكاملة صُمّمت بعناية لتعزيز التوازن في شخصية الطفل الإماراتي وتنمية وعيه المجتمعي والوطني.
ففي محور المهارات الحياتية والقيادية، تلقى الأطفال تدريبات تهدف إلى بناء الثقة بالنفس وصقل القدرة على اتخاذ القرار، إلى جانب ترسيخ قيم العمل الجماعي والتواصل الفعال، بما يعزز من حضورهم الإيجابي في مختلف المواقف اليومية والمجتمعية.
أما في محور المبادرات المجتمعية والعمل التطوعي، فقد أتيحت للأطفال فرصة تصميم وتنفيذ مشاريع بسيطة تخدم محيطهم القريب وبيئتهم المحلية، ما عزز لديهم روح المبادرة والشعور بالمسؤولية المجتمعية، ورسخ مفاهيم العطاء والانتماء منذ الصغر.
وفي مجال الابتكار والتقنية، شارك الأطفال في ورش تفاعلية استكشافية، تعرفوا من خلالها إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، وشاركوا في تصميم تطبيقات بسيطة وألعاب برمجية تعليمية، الأمر الذي أطلق خيالهم الرقمي وهيأهم للتعامل مع أدوات المستقبل بثقة ومرونة.
وجاء محور الهوية الوطنية الإماراتية ليكون القلب النابض للمخيم، حيث شارك الأطفال في ورش ثقافية وفنية تحاكي تاريخ دولة الإمارات وقيمها، من خلال المسرح، والفن التشكيلي، والأنشطة التراثية الحية، ما ساعدهم على فهم أعمق لهويتهم، وربطهم بتاريخهم المجيد بأسلوب ممتع وتفاعلي.
جاءت وزارة التربية والتعليم ومؤسسة إسعاف دبي شريكين رئيسيين استراتيجيين في المبادرة، إلى جانب شراكات استراتيجية مع 12 جهة اتحادية ومحلية أسهمت في إثراء التجربة وتعزيز الأثر، ومن أبرزها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ودبي الصحية، والقيادة العامة للدفاع المدني.
ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وخدمة الأمين، وتاكسي دبي، ومؤسسة دبي للمهرجانات والفعاليات، بالإضافة إلى الشريك الرياضي أكاديمية عبدالله صقر الرياضية.
وقدمت هذه الجهات أكثر من 20 ورشة تفاعلية وتوعوية، وشارك في تنظيم المخيم أكثر من 50 متطوعاً من طلبة الجامعات وأعضاء المبادرات المجتمعية.
وأكدت ريم عبيد العوابد، مدير إدارة البرامج المجتمعية بهيئة تنمية المجتمع في دبي، أن المخيم الصيفي يُجسد التزام الهيئة بترسيخ مفاهيم التنمية المجتمعية المستدامة، ضمن توجهات «عام المجتمع 2025»، التي تضع الطفل والأسرة والهوية الوطنية في قلب أولويات العمل المجتمعي.
