أكد سلطان علي الخزيمي، من إمارة الفجيرة، الملقب بـ«المزارع الصغير» الذي لم يتجاوز السادسة عشرة، أنه سيتوجه لدراسة الهندسة الزراعية في جامعة الإمارات عقب حصوله على شهادة الثانوية، لتحقيق شغفه بالزراعة الذي بدأ وهو في سن العاشرة، حيث أطلق أولى محاولاته لزراعة عشرات الأنواع من المحاصيل، ليصل اليوم إلى إنتاج أكثر من 150 صنفاً من الخضراوات والفواكه، ويتحول إلى نموذج ملهم في الزراعة المستدامة، والابتكار في القطاع الزراعي.

وقال الخزيمي: حالياً أتوجه لأداء الخدمة الوطنية، والالتحاق بالدراسة التعليمية لاكتساب الخبرات، حيث أحلم بأن تكون لدي مزرعة متكاملة تعمل وفق أحدث الأنظمة الذكية الصديقة للبيئة، كما أطمح لتوفير منتجات محلية عالية الجودة، مؤكداً أن الزراعة ليست مهنة صعبة أو مملة كما يظن بعض الناس، بل فيها متعة وتحدٍّ، وتعلم الإنسان الصبر والانضباط، وأنصح كل شاب أن يجرب، حتى في حديقة صغيرة، وأن يعرف أن كل بذرة يزرعها يمكن أن تصنع فرقاً في المستقبل.

وأضاف الخزيمي، خلال مشاركته في مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل بدورته العاشرة، أن دعم القيادة الرشيدة هو حجر الأساس في استمرارنا نحن -المزارعين المواطنين- فقد سخّرت الدولة الإمكانات والتسهيلات كافة لدعم القطاع الزراعي المحلي، سواء عبر تقديم الأراضي، أو دعم المشاريع، أو تنظيم المعارض والمهرجانات التي تسلط الضوء على المنتج الوطني، هذا الاهتمام الكبير يعطينا دافعاً للاستمرار وتقديم الأفضل دائماً.

وقال: «خصص لي صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، قطعة أرض زراعية بعدما استقبلني في قصر الرميلة، بعد أن شاهد مقطع فيديو لي على وسائل التواصل أتحدث فيه عن حلمي بالزراعة، ومنحني الأرض، ووجّه بتجهيزها بالكامل، وشجعني على مواصلة حلمي، هذا التكريم مسؤولية كبيرة، وأسعى دوماً إلى أن أكون على قدر هذه الثقة، ومشاركتي في مهرجان ليوا عجمان تجربة ثرية جداً بالنسبة لي كوني مزارعاً شاباً، لأن هذه الفعاليات تفتح المجال أمامنا للتعرف إلى تجارب المزارعين من مختلف مناطق الدولة، وتبادل الخبرات حول أفضل الأساليب الزراعية.

وتابع: نجحت بعد اكتساب الخبرات في مسيرتي بزراعة أنواع متعددة من الطماطم، كالصفراء والخضراء والبرتقالية، وأعمل حالياً على تجربة زراعة الطماطم البنفسجية، وهي صنف نادر مستورد، كما خصصت مساحة خاصة لشتلات فاكهة البابايا «رد ليدي»، وهي ذات تلقيح ذاتي وتنتج غلة كبيرة، إلى جانب ذلك، وصلت إلى زراعة أكثر من 150 صنفاً متنوعاً على مدار العام.

وأردف: بدأت مسيرتي في الإنتاج الزراعي من مزرعة جدي، رحمه الله، حيث كنت أرافقه منذ صغري لأتعلم منه زراعة التين والنخيل والمحاصيل المحلية، بعدها لاحظ والدي شغفي، فخصص لي مساحة صغيرة في البيت لبدء التجربة، وكنت أحرث الأرض وأضع السماد بيدي، وأتابع نمو المحاصيل التي اخترتها بنفسي، وأول ما زرعته تجاوز 50 صنفاً من الخضراوات والفواكه الموسمية، وكنت أشرف عليها بنفسي، بالإضافة لدور الزراعة في تعليمي الصبر والانضباط، ومع الوقت، بدأت أبحث عبر الإنترنت عن أفضل الأساليب، خصوصاً لزراعة المحاصيل النادرة أو المستوردة.

وأشار إلى أن الخبرات التي اكتسبها يقوم بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحفيز الشباب على دخول هذا المجال، وتبادل الخبرات معهم، لافتاً إلى أن تسويق المنتجات يمثل أبرز تحدياته، ولذلك يحرص على المشاركة في المهرجانات والمعارض لفتح أسواق بيع جديدة.