تحافظ العائلات الإماراتية على إحياء مظاهر الاحتفال باستقبال الحجاج، هذه المظاهر السعيدة والعادات الأصيلة التي تسهم في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأقارب والأصدقاء، لا سيما أن فرحة عودة الحاج لأهله لا توصف، إذ تتخللها طقوس جميلة ومظاهر بهجة.

وأكد مواطنون لـ «البيان» أن توجيهات القيادة الرشيدة بتوفير جميع السبل والتسهيلات وتسخير كل الإمكانات لرعاية الحجّاج، عززت هذه الفرحة.

وقالت ناعمة الشرهان، عضو في المجلس الوطني الاتحادي: تحرص أغلب الأسر الإماراتية على إحياء العادات المتوارثة والأصيلة لاستقبال الحجاج وذلك بتزيين المنزل بأشكال متنوعة وجاذبة، وأضواء ملفتة، ويحرص الحاج وذويه على توزيع بعض الهدايا الجميلة على القادمين لمنزل الحاج لتهنئته بأداء الفريضة، لاسيما وإنها عادات متوارثة، تحرص أغلب الأسر الإماراتية على إحيائها والاحتفاء بها.

وأوضحت مريم سالم السلمان، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين أن رحلة الحج في مجملها عبارة عن رحلة إيمانية تأتي في وقت يجمع بين الاحتفال بعيد الأضحى ويوم عرفة وموسم الحج، لذلك تترك في النفوس انطباعات وفرحة مميزة.

وأضافت أن أغلب أهل الإمارات يحرصون على الاحتفال بهذه المناسبة التي يعتبرونها من التراث الاجتماعي، إلا أن الذي ينبغي الإشارة إليه هو أنه لم تعد مظاهر الاستقبال والاحتفال كما السابق، حيث اختلفت بسبب تقنيات التواصل الحديثة، وأصبحت العادات والتقاليد قاصرة على أفراد العائلة، والمقربين والجيران.

وقال عبدالله المر الكعبي، باحث في التراث الإماراتي، جامع للشواهد عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: مع اقتراب عودة الحجاج لأرض الوطن، يبدأ أهالي الحاج في التحضيرات المناسبة لاستقباله، من خلال تزيين المنازل، وتعليق اللافتات المزركشة والتي تحمل عبارات التهاني مثل حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور، وتقبل الله منكم صالح الأعمال.

وأضاف: أن عودة ضيوف الرحمن إلى أرض الوطن، من المناسبات الإيمانية والجميلة التي تعود طقوس وأهازيج الاحتفال بها إلى سنوات طويلة.

وعلى الرغم من اندثار أغلبها، بسبب تأثير وتغير نمط الحياة، إلا أن أغلب العائلات الإماراتية لا تزال محافظة على العادات والتقاليد في توديع الحجاج واستقبالهم، فضلاً عن التأثير الإيجابي لهذه الاحتفالات في توطيد العلاقات الاجتماعية.

وأكد أنه بعودة الحجاج لمنازلهم، تستمر الولائم تكريماً لهم من قبل الأهل والأقارب وحتى الجيران، كما أن استقبال الزوار والأهل والأصدقاء وتقديم الفوالة والولائم والأكلات الشعبية المميزة والخاصة لكل الزوار تعد من السنع الإماراتي.

فيما أشار محمد حمد الكتبي، رئيس نادي «بركة البيت»، التابع لجمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين إلى أن الإمارات تستقبل أفواج العائدين من أداء فريضة الحج وسط أجواء من الفرح التي تملأ البيوت، وهي فعليا عادات متجذرة في الموروث والثقافة الإماراتية الأصيلة التي تتجدد مع كل موسم حج في مختلف مناطق الدولة وتتحول لحظة استقبال الحاج إلى مناسبة اجتماعية مفعمة بالمحبة والتقدير.

تجدر الإشارة إلى أنه من العادات القديمة والجميلة المتوارثة في دولة الإمارات، تجهيز «النثور» وهو عبارة عن مبالغ من العملة النقدية والورقية توضع في أكياس أو سلة ممزوجة بالحلويات المغلفة والصغيرة بحيث تنثر على الحاج فرحة برجوعه.