نظمت بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والمنظمة الدولية للتأهيل، فعالية جانبية بعنوان «تمكين الحياة من خلال مناهج شاملة»، لتسليط الضوء على المبادرات المعنية بتحسين حياة أصحاب الهمم، وتذليل العقبات التي قد تحول أو تضعف من سبل إدماجهم ومشاركتهم الفاعلة في البرامج والخطط الوطنية، والانتقال من مرحلة النية إلى مرحلة العمل المؤثر والفاعل لهذه الأهداف.
جاء ذلك بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ 18 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة «COSP-18» في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوصى المتحدثون في الفعالية بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها الدعوة إلى استكشاف المبادرات الناجحة، التي تبين التمويل الفعال للبرامج الشاملة لذوي الإعاقة، ما يحسن وصولهم إلى الرعاية الصحية، وفرص العمل (الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة: العمل اللائق والنمو الاقتصادي).
سبل مبتكرة
وفي رسالة وجهها عبر الفيديو خلال الفعالية سلط عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، الضوء على السبل المبتكرة لتعزيز التعليم والتوظيف الشامل لأصحاب الهمم وإمكانية وصولهم، مشيراً إلى أن المؤسسة تعتبر الإدماج التزاماً فاعلاً، مشدداً على أن الوقت قد حان للعمل القائم على المساواة، والمدفوع بالابتكار، والمسترشد بالتجربة الحية لأصحاب الهمم في دولة الإمارات.
ودعا إلى ضرورة ضمان عدم تخلف أحد عن الركب في أجندة التنمية، لا في السياسة، ولا في الممارسة، ولا في الفرص المتاحة.
من جانبه تحدث كريستوف غوتنبرونر، رئيس الجمعية الدولية لإعادة التأهيل، حول الدور الذي تلعبه منظمته منذ تأسيسها عام 1922 في ولاية «أوهايو» الأمريكية، في مجالات تعزيز الشراكة بين أصحاب المصلحة المتعددين، لتعزيز اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
تنمية شاملة
من جهته تحدث عبدالله إسماعيل الكمالي، المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، حول تعزيز التنمية الشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، واستعرض عدداً من قصص النجاح والحلول التي حققتها دولة الإمارات في هذا الجانب.
وقال إن المؤسسة طورت أول مؤهل مهني وطني في الدولة مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة، بحيث وبعد أكثر من 700 ساعة تدريب، يحصل الخريجون منهم على شهادات رسمية، تتيح لهم فرصاً حقيقية في الحصول على وظائف أو ريادة أعمال، لافتاً إلى أن المؤسسة تدير 23 مركزاً في جميع أنحاء أبوظبي.
من ناحيتها سلطت ميرة الشامسي، محلل علم الوراثة الجينية في منظمة إعادة التأهيل الدولية، نيابة عن نائب رئيس الصحة والأداء في منظمة إعادة التأهيل الدولية، الضوء على سبل صياغة نظام صحي شامل وإعادة تأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة، بالاعتماد على النهج المتجذر في الابتكار والإنصاف، لافتة إلى أن هناك نحو 15% من سكان العالم يعيشون مع إعاقة، وأكثر من ثلث سكان العالم بحاجة إلى إعادة تأهيل، ومعظمهم لا يتلقون أي تأهيل.
من جهته تناول الدكتور مادان كوندو، نائب رئيس المنظمة الدولية لإعادة التأهيل، سبل تعزيز عمل وتوظيف أصحاب الهمم في أعمال مربحة وهادفة، تعزز إشراكهم الفاعل في التنمية، وذلك وفقاً للمادة 27 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مستعرضاً أبرز التحديات الرئيسية المتسببة في ارتفاع معدلات البطالة بين الأشخاص ذوي الإعاقة وحلولها.
مرحلة العمل
من جانبها تحدثت الدكتورة كريسان شيرو-جايست، أستاذة ومديرة معهد الإعاقة، في جامعة ممفيس الأمريكية، حول سبل تمكين الشباب ذوي الإعاقة الذهنية في الانتقال إلى مرحلة العمل والمشاركة في مجتمعاتهم.
وحرص منظمو الفعالية الإماراتية على إشراك تجارب مواطنين من أصحاب الهمم في دولة الإمارات، وهما أحمد هزاع الدرمكي، المدرب في نادي العين لأصحاب الهمم، عضو لجنة ملف استضافة دولة الإمارات للمؤتمر العشرين للاتحاد العالمي للصم في أبوظبي عام 2027، ومريم القبيسي، سفيرة «التصلب المتعدد» والمسؤولة المُقيّمة في برنامج التصميم الشامل للشمول.
وقال أحمد هزاع الدرمكي، في حديثه أمام الحضور، إنه كطفل أصم، بدأ رحلته التعليمية في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، حيث تلقى الدعم والرعاية في مرحلة مبكرة، وحصل على منحة دراسية لمتابعة دراسته في المدرسة الأمريكية للصم بالولايات المتحدة، وحصل على شهادة دبلوم من معهد كونيتيكت، حيث قضى تسع سنوات في الخارج، منغمساً في لغة الإشارة وثقافة الصم.
وأضاف أنه أسس أول فريق كرة قدم للصم في الإمارات، ومن ثم أول جمعية رسمية للصم، وأصبح فيما بعد أول رئيس لمجلس إدارتها، ومن خلالها تعاون بشكل وثيق مع وزارة التعليم العالي، لدعم دمج الطلاب الصم في الجامعات.
تحدٍ شخصي
من جانبها قالت مريم القبيسي، 29 عاماً، إنها شُخِّصتُ بمرض التصلب اللويحي وهي في سن السابعة عشرة، مشيرة إلى أنه ورغم أن المرض غير مسار حياتها إلا أنه لم يُنهِ أحلامها بل أعاد تشكيلها عبر تحديها الشخصي للمرض، موضحة أنها أصبحت سفيرة للتصلب المتعدد، لتسهم في رفع مستوى الوعي، وتحدي وصمة العار، والمساعدة في بناء عالم يقوده الشمول.
وأعربت القبيسي عن فخرها بمشاركتها في هذه الفعالية الجانبية، التي تنظمها دولة الإمارات في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، والتي تعكس الاهتمام والخطوات الجادة، التي انتهجتها الدولة في رعاية هذه الفئة.
