أكد تود هنري، المؤلف والخبير القيادي العالمي للعديد من الكتب في فن القيادة والإدارة، أن القادة العظماء لا يُذكرون فقط برؤاهم، بل بقدرتهم على تحويل تلك الرؤى إلى واقع ملموس، فقيادة بلا انضباط قد تتحول إلى أفكار مجردة، وإدارة بلا شغف قد تنزلق إلى روتين جامد. وأضاف: إن التحدي الحقيقي ليس في الاختيار بينهما، بل في إيجاد التوازن الذكي بين القيادة والإدارة.

جاء ذلك خلال جلسة رئيسية حملت عنوان «كيف تصنع أثراً قيادياً يدوم؟» استهدفت القادة وصنّاع القرار في القطاعين الحكومي والخاص، والقيادات الصاعدة، ورؤساء الفرق، والشباب الساعين لتعظيم أثرهم، بالإضافة إلى الأفراد المهتمين بتطوير القيادة والاستراتيجيات الهادفة، والطامحين إلى بناء فرق عمل عالية الأداء بروح من المتعة والشغف.

ودعا تود هنري خلال الجلسة القادة إلى اكتشاف فن الإدارة عبر القيادة، من خلال مزج الشجاعة بالإيقاع، والرؤية بالوضوح، والعزيمة بالأنظمة، ليصبح الفريق جزءاً من حركة نشطة ومقصودة، لا مجرد منفذ سلبي للتوجيهات.

وقدم هنري منظوراً جديداً للقيادة والإدارة، وقال إنهما ليستا نقيضين، بل هما قوتان متكاملتان، فالقيادة تمنح الشجاعة والجرأة على اتخاذ خطوات جريئة، بينما تمنح الإدارة الإيقاع والأنظمة التي تُبقي هذا الشغف حيّاً.

وأضاف أن التردد في اتخاذ القرار يؤدي إلى ضياع الفرص، لذلك على القادة أن يلهموا العزيمة، وأن يصوغوا أنظمة تحافظ عليها.

وأعاد تود تعريف الإدارة باعتبارها فن إشعال العزيمة والشغف في اللحظة الحاضرة، ودعا إلى استكشاف كيفية تطبيق قيادة مدفوعة بالعزيمة، بما يضمن تحويل الشغف إلى فعل مُنظّم.

قرارات مبتكرة

وركز تود هنري على كيفية تبني القادة للابتكار والتفكير الاستباقي، من خلال توقع التحديات وتعزيز الابتكار والمرونة وتبني حلول استباقية ومستدامة تمكنهم من اتخاذ قرارات مبتكرة لتحقيق نتائج ملموسة وإحداث تأثير حقيقي.

وذكر أن القيادة والإدارة ليستا مجالين منفصلين، بل هما وجهان لعملة واحدة، فالإدارة الحقيقية داخل القيادة لا تعني السيطرة، بل تعني إشعال الطاقات والإبداع، حيث يلتقي الشغف مع الإيقاع، والشجاعة مع الهيكل، والعزيمة مع الأنظمة.

تود هنري:

القادة العظماء يُذكرون بقدرتهم على تحويل رؤاهم إلى واقع ملموس

التردد في اتخاذ القرار يؤدي إلى ضياع الفرص