كشف تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية - 2025»، الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل، أن الأنظمة الغذائية الزراعية مسؤولة عن نحو ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم، حيث تسهم بشكل كبير في التغير المناخي.
كما تعد المأكولات البحرية مصدراً أساسياً للبروتين لحوالي 3.3 مليارات شخص سنوياً، ما يعادل ثلث إنتاج البروتين عالي الجودة عالمياً، بواقع 158 مليون طن سنوياً، مع توقعات بنمو هذا الإنتاج بنسبة 15 % ليصل إلى 181 مليون طن بحلول عام 2030.
وأكد التقرير أن تحويل مخلفات الصناعات السمكية إلى منتجات ذات قيمة عالية، مثل الأسمدة الحيوية والبوليمرات الحيوية، يتيح فرصاً كبيرة لتعزيز الاستدامة ودعم الاقتصاد الدائري، عبر استخدام تقنيات متقدمة لجمع وتحليل البيانات والتطورات التكنولوجية الحديثة.
استدامة
وأوضح التقرير أن هذه التحولات تتيح الاستفادة من الموارد البحرية بشكل أفضل، وتقليل كمية النفايات التي تُطرح في مكبات النفايات، ما يساهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد ودعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
كما يعزز التقرير من أهمية دعم ممارسات الصيد المستدامة وتقنيات إدارة النفايات السمكية المتطورة، والتي تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية الحديثة، مبيناً أن المنتجات الحيوية المستخلصة من مخلفات الأسماك يمكن استخدامها في مجالات متعددة، منها الزراعة، حيث يتم تحويل النفايات إلى أسمدة حيوية، وفي قطاع مستحضرات التجميل مثل الكولاجين، وكذلك في الرعاية الصحية مثل علاجات التئام الجروح.
وسلط التقرير الضوء على الابتكارات التقنية الناشئة، مثل تقنيات استخلاص السوائل فوق الحرجة والحقول الكهربائية النبضية، التي توفر حلولاً مستدامة وفعالة لاستخلاص المكونات القيّمة من النفايات السمكية، بما في ذلك البروتينات والأحماض الدهنية والأصباغ.
ممارسات
في المقابل، حذر التقرير من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن زيادة ممارسات الصيد الجائر بسبب المكاسب الاقتصادية المتوقعة، ما يستدعي تعزيز الجهود الدولية للحد من هذه المخاطر وضمان استدامة الموارد البحرية.
وأكد التقرير على أن تطوير تقنيات التصنيع المتقدمة، وإمكانات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى الدعم الحكومي والجهود الدولية، كل ذلك يشكل ركيزة أساسية نحو استغلال موارد المحيطات بشكل مستدام، وتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية تنموية عالمية.