أهدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رائعة شعرية، إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع. ونشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فيديو للرائعة الشعرية، مغنّاة، عبر منصة «X»، أرفقها سموه بتدوينة، قال فيها: «إلى حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.. أهديك أطيب المعاني والأماني».

قصيدة «يَا سَهْمِي الرَّابِح» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المغناة والمهداة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع هي لحظة تكريم واحتفاء بـ«طيّب الفال» سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.. هذه اللحظة التي تُزيّن وتُجمّل كلَّ الطموحات والآمال، حيث تُبرزُ ما تحمله من «فخرٍ أبويٍّ قياديٍّ» عميق، يجمع بين دفء الأبوّة وثقة القائد في ولي عهده ومستقبل وطنه.

فرابط الأبوة والقيادة لم يفصل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن عواطفه كأبٍ ومسؤولياته كحاكم، بل جعل فخره بابنه إعلاناً بأنه الأكفأ لمواصلة المسيرة.

قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لابنه سمو الشيخ حمدان بن محمد هي لوحةٌ أبويةٌ قياديةٌ، تختلج بألوان عاطفية وتملؤها الرؤى الحكيمة، كرائدٍ يرى فيه ضمانة استمرار المشروع الحضاري، فالإهداء «تفويضٌ معنويٌّ» لقيادة المستقبل.

إن جمع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بين النسب العريق «سليل المجد من عم وخال»، وكفاءة القيادة «ما كل كف تروم قبض العنان» هو ربط وثيق بين إرث المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، الذي يتكلل بالعزم والأفعال والتفاني والكرم.

والذي يمتد أثره في الابن (حمدان)، كما أن تشبيه سموه بسيف يماني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يرمز للشجاعة والقوة، وفي كل ذلك دلالات على أن سمو الشيخ حمدان بن محمد وريث العز والمجد والقوة والتواضع كابراً عن كابر.

فالقصيدة «وثيقة» تُعلن أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم سليل العز في آل مكتوم، والتجسيد الحي لقيم زايد وراشد، والسيف اليماني الذي يمضي بحكمة ورؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حامياً لإرث الإمارات ومجدها وسؤددها.

فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ينظر إلى إنجازات سمو الشيخ حمدان بن محمد وتميّزه في بناء دبي وتطويرها، فيرى فيه تجسيداً لـ«وحيد زمانه» في الابتكار والطموح.

يرى فيه «صانع الآمال» الذي يحوّل الأيام العادية إلى مناسباتٍ مُشرقة، وهو جوهر القيادة الناجحة، ما يعكس شخصية سموه الفذة، وقدراته القيادية الفريدة.

تحقيق الرؤى

كما أن رؤى وآمال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في بناء إمارة عالمية تجسدت في سمو الشيخ حمدان بن محمد «المُحقّق العملي» لهذه الرؤى.

يَا سَهْمِي الرَّابِح

و«السهم الرابح» تشبيهٌ بالغ الدقة للسهم الذي لا يُخطئ الهدف، ورِبْحُه حتميٌّ، والإهداء إلى «طيب الفال» تكريرٌ لرمز التفاؤل الذي يجعل الممدوحَ مصدرَ بركة تُشرع له الأبواب.

وبريشة فنان شاعر يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد سمو الشيخ حمدان بقوله «إنته عَلَى ذوقِي رسمتك معاني»، مقرراً أنّ الذوق ليس مجرد إعجاب، بل انسجامٌ في الرؤى والأفعال.

وتشرق عبارة «رسمتك معاني» فتبدو كما صوّره في مخيلته قائداً «قبل أن يكون»، كأنما أبدعه فكراً ثم تحقق واقعاً.

وتتألق عبارة «قبض العِنان» في قول سموه:

مَا كُلُّ كَفٍّ تُرُومُ قَبْضَ العِنَانِ

وَلَا كُلُّ فَارِسٍ يَرْكَبُ الخَيْلَ خَيَالِ

لتكون صورة رمزية عالية للقيادة الحقيقية التي لا يقدر عليها «المدّعون»، فليس «كل فارس يركب الخيل خيال»، وهنا يقرر سموه حقيقة أمام من يظنون القيادة مجرد مظاهر، بينما الفارس الحقيقي يُسخّر الخيلَ (الطاقات) بالإرادة لا بالأحلام.

تعرف طبع الأرض شدّ ولْيَانِ

وتخْبر حصانك بتعجيلٍ وَإِمْهال

فجاءت عبارة «طبع الأرض» لتترجم معرفة عميقة بطبائع الناس وتقلبات الزمن، وهي التي تُميّز القائد «الخبير».

في حين تبرز عبارة «تعجيل وإمهال» الإدارة المحكمة التي توازن بين الحزم والصبر، كفارسٍ يُحسن ترويض جواده.

بك من عَزْم رَاشِد فعول وتفاني

وبك مِنْ كَرَم زايد سحاب وهَمّال

فعزم راشد إشارةٌ إلى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مؤسس دبي، طيب الله ثراه، وقوة إرادته الأسطورية، و«سحاب وهمّال»: تَجسيدٌ لكرم الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، الذي كان بعطائه كالمزن الغزير الذي لا ينقطع.

و«التفاني» يتمثل في الجمع بين العمل الدؤوب (راشد)، والعطاء اللامحدود (زايد) في شخص واحد.

ويأتي التشبيه بالسيف اليماني ليشكل الذروة الرمزية بقوله: «إنت لأبو خالد سيف يماني» إشارةٌ إلى أن سموه سند وعون لصاحب السمو رئيس الدولة، وسيف على رقاب أعداء الوطن.

لِلْعَهْد وَلّيتك وَمَا كنْت وَانِي

وَجَدّيت لَو هُو لعب ما كُنْتْ بَتِنَال

ويأتي قول سموه «وليتك» بمثابة تفويض صريح للقيادة، مبني على الكفاءة لا المحاباة، والجدية في الاختيار، فولاية العهد مسؤولية مصيرية.

راهنت بك حمدان وفزت برهاني

«راهنت بك»: ثقةٌ جريئةٌ، لكنها ثقة القائد الذي يعرف قدر رجاله ويعرف أن له قصب الفوز؛ لأن نظرته بالرجال تجعله قادراً وبفراسة القائد والشاعر والأب والمعلم أن يعرف أن رهانه رابح؛ لأن «حمدان» تخرّج في مدرسة القائد المعلم، وتشرب أصالتها.

«فزت برهاني»: تأكيد بأن فوز الابن هو تتويجٌ لحكمة الأب، تلك الحكمة التي تعلمها وعلمها على مر السنين.

ولا شك أنّ هذه القصيدة هي «بيانٌ قياديٌّ» يُصَادق على جدارة سمو ولي العهد بدمجٍ فريدٍ بين الحكمة والصلابة والكرم والقوة، فهي تُكَرِّس مقولةَ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخالدة: «حمدان ليس ابني فقط.. هو روح دبي وجيلها الجديد».

ويبقى الأمل معقوداً على سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لأنه تسنم المركز الأول الذي لم يرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عنه بديلاً حتى قهر المستحيل، وها هو سمو الشيخ حمدان بن محمد يمضي بمسؤولياته الجمة اتحادياً ومحلياً بكل عزم وإرادة وقوة.