وأيضاً كم من الموظفين لا يعملون إلا بقانون العمل فقط، مستبعدين الرحمة تماماً عن إجراءات العمل، فأنا أقول لهم أوليس لديكم ذرة من الرحمة لتغلقوا أبواب الأمل والتيسير أمام الناس؟
بإمكان هذا الموظف أن يكتب رسالة إلى حاكم الشارقة بحاجة المتعامل للنظر فيها، وسيجازيه الله خيراً عن هذا العمل، ونذكركم بالحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم (من دل على خير؛ فله مثل أجر فاعله)».
فنحن نهيب بموظفينا أن يضعوا الرحمة أمام أعينهم قبل أن يتلفظوا بكلمة واحدة، وليعلموا أنه كما يوجد قانون توجد أيضاً روح القانون، وأن يرجعوا إلينا الأمور التي يصعب عليهم حلها، ويبرئوا ذمتهم أمام الله، ويتركوا الأمر لنا لنلتزم نحن أمام الله بمعالجته».
كما نتابع مشكلات الناس عبر برنامج «الخط المباشر» و«المحاكم» و«جميع الجهات الحكومية»، ونبذل كل ما في وسعنا لحلها، سواء بالمال أو بالتوسط أو بالنصيحة، وأتحدث مع الناس بالهاتف وأقابلهم شخصياً، وأقدم لهم النصيحة لمعالجة مشكلاتهم.
فمنذ يومين كنت أسأل عن القضايا الموجودة في المحاكم، فأخبروني بقضية بين مواطن وأمه وصلت إلى المحكمة، فطلبت منهم أن يوقفوا هذه القضية، وألا يضعوا الابن وأمه خصمين أمام بعضهما في المحكمة، وطلبت منهم أن يأتوني بالابن، وعندما قابلته سألته: لماذا فعلت ذلك؟
وعاتبته وشعر بالندم لدرجة أنه بكى وقال سامحني وسأفعل ما تريدني أن أفعله، فقلت له أريدك أن تفعل ما تريده والدتك، وأريدك كذلك أن تذهب الآن وتقبّل أقدامها وتستسمحها، وأنا سأتصل بوالدتك لأتأكد منها أنها رضيت عنك. ونحن ندعو الله أن يكتب السعادة والخير والتوفيق لكل الناس».
