أكد اللواء ركن طيار أحمد بن طحنون آل نهيان، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، أن ذكرى توحيد القوات المسلحة مناسبة وطنية راسخة في الوجدان، ووجه كلمة بمناسبة الذكرى الـ 49 لتوحيد القوات المسلحة، فيما يلي نصها:

«يُصادف يوم السادس من مايو من كل عام ذكرى توحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ذكرى وطنية راسخة في الوجدان تحمل في ثناياها كل معاني العزة والإباء.. تسعة وأربعون عاماً، وقواتنا المسلحة تقف بكل قوة وثبات في وجه التحديات، هدفها الأول حماية الوطن ومكتسباته والحفاظ على أمنه واستقراره، وغايتها «الله، ثم الوطن، ثم رئيس الدولة».

وأضاف: «لقد شهدت قواتنا المسلحة منذ تأسيسها في العام 1976 وحتى يومنا هذا العديد من التحولات الجذرية الاستراتيجية التي كان لها دور كبير في نقل قواتنا المسلحة من مجرد وحدات عسكرية متفرقة إلى كيان عسكري موحد ومتكامل يمتلك قدرات عسكرية ودفاعية وتكنولوجية متطورة.

وهذا بلا شك يؤكد أنّ قرار توحيد القوات المسلحة يعتبر من القرارات السيادية الاستراتيجية الثاقبة التي اتخذها مؤسس دولة الاتحاد - المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات رحمهم الله - وأنه قرار لا يقل في الأهمية والتأثير الاستراتيجي عن قرار الثاني من ديسمبر من العام 1971 الذي تضمن إعلان قيام دولة الاتحاد، لتأثيره الكبير في إرساء دعائم الانضباط الموحد.

والعقيدة القتالية المشتركة، والبنية التنظيمية المتكاملة ولدوره المحوري في توفير البيئة المناسبة لتطوير وتمكين الجيش الإماراتي وجعله قوة عسكرية لها وزنها ومكانتها المرموقة على المستوى الإقليمي والعالمي».

وتابع: «إنّ مسيرة قواتنا المسلحة خلال العقود الماضية زاخرة بالإنجازات الوطنية المشرفة ومليئة بالتضحيات الجليلة ليس فقط على المستوى الوطني، بل الإقليمي والعالمي،.

ويعود ذلك إلى سمو أهدافها وإيمانها الراسخ بمبادئ السلام العالمي القائم على التعايش السلمي بين الدول والشعوب واحترام حقوق الإنسان وحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز التعاون الدولي وكل ما من شأنه المساهمة في تعزيز السلام والاستقرار والتعاون بين الدول والشعوب.

وهذا هو نهج كل القيادات الرشيدة التي تعاقبت على رئاسة دولة الإمارات، بدءاً من القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصولاً إلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذي حقق بفضل توجيهاته السديدة ودعمه اللامحدود للمؤسسة العسكرية «منذ عقود مضت» قفزات نوعية في مجال تطوير قطاع الصناعات الدفاعية وامتلاك أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية والأنظمة المتطورة وإنشاء وتأسيس العديد من الصروح الأكاديمية العسكرية من كليات ومدارس ومراكز.

بالإضافة إلى دور سموه في تمكين وتأهيل الكادر البشري المواطن من «العسكريين والمدنيين» العاملين بالقوات المسلحة وفقاً لأفضل المعايير العالمية ليكونوا قادرين على المواكبة والتعامل مع التقنيات الحديثة المتسارعة التي يشهدها القطاع العسكري على مستوى العالم».

وتابع: «لا يزال سموه يسخر وقته وخبراته وإمكانياته لخدمة وطنه من خلال تبني استراتيجية عسكرية وأمنية طويلة الأمد تحقق الحماية اللازمة للاتحاد وتوفر غطاءً أمنياً قوياً للإنجازات والمقدرات والمكتسبات الوطنية».

وأضاف: «إنّ احتفالنا اليوم بذكرى توحيد قواتنا المسلحة هو تتويج لمسيرة تاريخية عظيمة بدأها الرعيل الأول، وكُتبت فصولها بالدماء الطاهرة لشهدائنا الأبرار الذين قضوا نحبهم دفاعاً عن الوطن وصنع أمجادها رجالات هذا الوطن الشرفاء المخلصين الذين لا يزالون يقومون بواجباتهم ومسؤولياتهم بكل أمانة وإخلاص ومهمتنا جميعاً (إكمال هذه المسيرة وتتويجها بالمزيد من النجاحات والانتصارات) و(المحافظة على كيان هذا الاتحاد وأمنه واستقراره وسمعته ورفعته وأن نكون دوماً (عين الوطن التي لا تكلّ ولا تنام».