أبوظبي، غزة - وام

واصلت دولة الإمارات، بالتنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية والإغاثية فوق قطاع غزة، ضمن مبادرة «طيور الخير»، حيث تم أمس تنفيذ عملية الإسقاط رقم 57، لليوم الرابع على التوالي، مستهدفة المناطق الأكثر تضرراً وتعقيداً من حيث الوصول البري.

وتندرج هذه الجهود ضمن إطار عملية «الفارس الشهم 3»، التي تجسد التزام دولة الإمارات الثابت بدعم الأشقاء في فلسطين، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في قطاع غزة، خصوصاً في ظل استمرار التحديات الأمنية التي تحول دون إيصال المساعدات براً.

وبذلك ارتفع إجمالي ما تم إنزاله من مساعدات منذ انطلاق المبادرة إلى نحو 3775 طناً من المواد الغذائية والإغاثية، باستخدام 196 طائرة متخصصة لضمان الدقة والوصول إلى الفئات الأكثر حاجة.

وفي سياق متصل دخلت أمس 58 شاحنة إماراتية إلى قطاع غزة من مختلف المعابر البرية، في إطار الدعم الإغاثي واستكمال مشروع تمديد خط المياه من محطات التحلية، وذلك لتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في غزة.

جهود حثيثة

وتواصل دولة الإمارات جهودها الحثيثة للتخفيف من معاناة الجوع والعطش، التي يرزح تحت وطأتها الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة، منذ نحو عام ونصف.

وذلك عبر إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات الغذائية إلى داخل القطاع، بمختلف الطرق، البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن المبادرات المستدامة في هذا المجال، مثل توفير المخابز الأوتوماتيكية، وإقامة المطابخ الميدانية، هذا إلى جانب تنفيذ عدد من المشروعات الهادفة إلى تأمين مياه الشرب العذبة للسكان المحليين.

وتأتي هذه الجهود، في ظل التفاقم الحاد لأزمة الغذاء والماء مؤخراً في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية مؤخراً، بأن 147 شخصاً، بينهم 88 طفلاً، قد لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، في حين أظهرت بيانات حديثة صادرة عن برنامج الأغذية العالمي.

ومنظمة يونيسيف، التابعَين للأمم المتحدة، أن أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص (39 %)، يقضون أياماً متواصلة دون طعام، ويعاني أكثر من 500 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان غزة، من ظروف أشبه بالمجاعة، بينما يواجه باقي السكان مستويات طوارئ من الجوع.

دعم إماراتي

ورغم قساوة المشهد داخل قطاع غزة، بسبب معاناة الجوع والعطش، إلا أن الأمور كانت لتصبح أكثر مأساوية، لولا الدعم الإماراتي الذي لم ينقطع عن الأشقاء الفلسطينيين، منذ إطلاق «عملية الفارس الشهم 3»، إذ تؤكد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية، شكلت نسبة 44 % من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة إلى الآن.

فعلى صعيد المساعدات الغذائية.. نجحت دولة الإمارات في إيصال عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية إلى سكان قطاع غزة، سواء عبر القوافل التي دخلت القطاع من المعابر البرية، أو عبر عمليات الإسقاط الجوي، من خلال عملية «طيور الخير»، أو عبر البحر.

وذلك من خلال إرسال عدد من سفن المساعدات، كان آخرها سفينة خليفة، التي بلغت حمولتها الإجمالية 7166 طناً، من ضمنها 4372 طناً من المواد الغذائية.

توفير الطحين

وتصدت دولة الإمارات بكل الوسائل الممكنة للأزمة الناجمة عن النقص الحاد في مادة الخبز، التي لاحت في الأفق مبكراً، بعد اندلاع الأزمة في قطاع غزة.

حيث أرسلت في فبراير 2024 عدداً من المخابز الأوتوماتيكية إلى داخل القطاع، فضلاً عن توفير الطحين، وغيرها من المتطلبات، لتشغيل أكثر من 21 مخبزاً ميدانياً لإنتاج الخبز يومياً.

وأسهمت دولة الإمارات في تشغيل عدد من المطابخ الميدانية، إضافة إلى ما يزيد على 50 تكية خيرية، تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يومياً للعائلات المتضررة في قطاع غزة.

ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال شهر رمضان الماضي، برامج إفطار الصائم في قطاع غزة، التي تضمنت توزيع 13 مليون وجبة إفطار خلال الشهر الفضيل، وتوفير احتياجات 44 تكية طوال الشهر، استفاد منها أكثر من مليوني شخص، إضافة إلى توفير احتياجات 17 مخبزاً، تخدم 3 ملايين و120 ألف شخص.

وبالتوازي، تحركت دولة الإمارات سريعاً لمواجهة أزمة العطش التي تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، خاصة بعد الأضرار الفادحة التي لحقت بمحطات ضخ المياه، وشبكات التوزيع، نتيجة الحرب.

مشروع إنساني

وبادرت دولة الإمارات بعد أيام قليلة من إطلاق «عملية الفارس الشهم 3»، إلى إنشاء 6 محطات تحلية، تنتج مليوني غالون مياه يومياً، يجري ضخها إلى قطاع غزة، ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة.

وأعلنت عملية «الفارس الشهم 3» الإماراتية، في 15 يوليو الجاري، عن بدء تنفيذ مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من الجانب المصري إلى جنوب قطاع غزة، عبر خط ناقل جديد، يُعد الأكبر من نوعه، في إطار التدخلات العاجلة لمعالجة الكارثة المائية التي تعصف بالقطاع المحاصر.

ويتضمن المشروع، إنشاء خط مياه ناقل 315 ملم وطول 6.7 كيلومترات، يربط بين محطة التحلية التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خانيونس ورفح.

ويهدف المشروع إلى خدمة نحو 600 ألف نسمة من السكان المتضررين، بتوفير 15 ليتراً من المياه المحلاة لكل فرد يومياً، في ظل تدمير أكثر من 80 % من مرافق المياه، بفعل الأحداث الصعبة في قطاع غزة.

كما أطلقت دولة الإمارات مجموعة من المشروعات لتنفيذ أعمال حفر وصيانة آبار المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما نفذت مجموعة من مشاريع صيانة شبكات الصرف الصحي في عدد من المناطق، هذا إلى جانب إرسالها لعشرات الصهاريج المخصصة لنقل المياه العذبة.

جهود إماراتية متواصلة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة | أرشيفية

3775طناً مواد إغاثة عبر 196 طائرة متخصصة لضمان الدقة والوصول إلى الفئات الأكثر حاجة

%44مساعدات الإمارات من إجمالي الإغاثة الواردة إلى القطاع

50 تكية خيرية لتقديم الوجبات الساخنة والتصدي للنقص الحاد في الخبز