كثفت مدارس حكومية وخاصة جهودها في بداية العام الدراسي الجديد لضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة للطلبة، حيث عمّمت الإدارات التربوية دليل العودة الصحية إلى المدارس الصادر عن مؤسسة الإمارات الصحية، والذي يتضمن إرشادات شاملة لتعزيز صحة الطلبة الجسدية والنفسية. وفي الوقت نفسه، دعت المدارس أولياء الأمور إلى المشاركة في الحملة الوطنية للتوعية والوقاية من أمراض القلب الخلقية للطلاب (وقاية وحماية)، التي تهدف إلى إجراء فحوص طبية وقائية لمليون طالب وطالبة على مستوى الدولة.

روتين صحي متكامل

وأكدت المدارس، نقلاً عن الدليل، أن تهيئة الطلبة للعام الدراسي لا تقتصر على شراء المستلزمات الدراسية، بل تبدأ من بناء روتين يومي صحي يشمل النوم المبكر الكافي لكل مرحلة عمرية، والالتزام بوجبة الإفطار الصباحية، وممارسة النشاط البدني بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً. وأوضح الدليل أن هذه العادات تساعد على رفع تركيز الطلبة، وتقليل القلق والتوتر، وتعزيز التحصيل الدراسي.

كما شددت على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان واللحوم الخالية من الدهون، مع التقليل من السكريات والدهون المشبعة، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء وخاصة في الأجواء الحارة، لتجنب الجفاف والإجهاد الحراري.

الوقاية من الأمراض

وتضمن الدليل مجموعة من التعليمات الخاصة بالوقاية، بدءاً من استكمال التطعيمات الأساسية والحديثة، مروراً بالحرص على غسل اليدين بانتظام، وصولاً إلى الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية لتفادي العدوى. كما أشار إلى كيفية تعامل الأسر والمدارس مع بعض الحالات الصحية الشائعة بين الطلبة مثل الربو، السكري من النوع الأول، الحساسية المفرطة، وقمل الرأس، موصياً بضرورة إبلاغ المدرسة بالحالة الصحية لكل طالب وتزويد الكادر التربوي بخطط علاجية واضحة.

غذاء متوازن

ولفت الدليل إلى ضرورة الانتباه إلى وزن حقيبة الطالب المدرسية بحيث لا تتجاوز 20% من وزن جسمه، واختيار حقائب بظهر وأحزمة مبطنة. كما أوصى بتجهيز حقيبة الغذاء بوجبات صحية متنوعة ووجبات خفيفة مثل الفواكه والمكسرات غير المحمصة، مع تشجيع الطلبة على شرب الماء بانتظام.

دعم الصحة النفسية

وأكدت الإدارات المدرسية أن الدليل يمنح مساحة واسعة للصحة النفسية، حيث تشكل بداية العام الدراسي ضغطاً على بعض الطلبة، وخاصة المستجدين منهم، ويوصي بضرورة التواصل المستمر بين الأسرة والمدرسة، وتخصيص مساحة هادئة للدراسة في المنزل، والاتفاق على قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية والنوم والمذاكرة. كما شدد على أهمية التوعية بعلامات القلق والاكتئاب عند الأطفال والتعامل المبكر معها، إلى جانب تعزيز ثقافة التسامح واللطف بين الطلبة لمواجهة التنمر.

حملة وطنية

وفي سياق متصل، وجهت المدارس دعوة مباشرة إلى أولياء الأمور للمشاركة في الحملة الوطنية للتوعية والوقاية من أمراض القلب الخلقية للطلاب (وقاية وحماية)، التي أطلقتها مؤسسة الإمارات الصحية بالتعاون مع جهات وطنية، بهدف إجراء فحوص طبية مبكرة لأكثر من مليون طالب وطالبة.

وأوضحت أن هذه الحملة تأتي في إطار الجهود الوطنية لتعزيز صحة الأجيال، من خلال تقديم فحوص مجانية للكشف المبكر عن أمراض القلب الخلقية، والتي تُعد من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال عالمياً. وأكدت المدارس أن المشاركة متاحة عبر التسجيل الإلكتروني، مشيدة بتعاون أولياء الأمور وحرصهم على الاستفادة من هذه المبادرة التي تعكس اهتمام الدولة بصحة الطلبة ووقايتهم.

كما تم تخصيص فيديو توضيحي ورسائل توعية عبر منصات التواصل الخاصة بالمدارس لتعريف الأسر بآلية التسجيل وأهمية المشاركة، مشيرة إلى أن الاكتشاف المبكر يسهم في رفع نسب الشفاء وإنقاذ حياة الأطفال، ويعزز من جودة حياتهم ومستقبلهم الصحي.