كشفت وزارة التربية والتعليم عن نظام متكامل لتقييم مرحلة رياض الأطفال للعام الأكاديمي 2025 ـ 2026، يركز على متابعة نمو الأطفال بشكل مستمر وشامل، في خطوة نوعية تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم في هذه المرحلة التأسيسية المهمة، وضمان انتقال الأطفال بسلاسة وثقة إلى الصف الأول الأساسي.
وجاء في الدليل الإرشادي لسياسة تقييم الطلبة 2025 ـ 2026، الصادر عن الوزارة، أن التقييم في رياض الأطفال ليس مجرد وسيلة لقياس مستوى التحصيل، بل يُعد عملية تربوية متواصلة وشاملة، تأخذ في الاعتبار الخصائص النمائية للأطفال، وتسعى إلى تحقيق التوازن في النمو العقلي والجسدي والاجتماعي واللغوي والإبداعي، بما يعزز تكافؤ الفرص التعليمية.
وحدد الدليل 4 أهداف رئيسة للتقييم في المرحلة المذكورة، يتمثل أولها في دعم النمو المتكامل للطفل في مختلف الجوانب المعرفية والجسدية والاجتماعية والانفعالية واللغوية والإبداعية. أما الهدف الثاني فهو توظيف الأدلة الواقعية والمباشرة في توجيه التعليم اليومي وتكييفه وفق احتياجات كل طفل.
وركز الهدف الثالث على تعزيز التعاون بين المدرسة والأسرة والمساهمة في التخطيط السلس لانتقال الطفل إلى الصف الأول. بينما جاء الهدف الرابع لضمان مواءمة التقييم مع أولويات الدولة التعليمية وأهداف العدالة التربوية.
مبادئ توجيهية
وأشار الدليل إلى أن عملية التقييم تستند إلى مبادئ توجيهية أساسية، أبرزها التركيز على مراعاة الفروق الفردية والاحتياجات الخاصة لكل طفل، وضمان الاستمرارية والتنوع في أدوات وأساليب المتابعة، إضافة إلى مراعاة الجانب الأخلاقي والقيمي في عملية التقييم، والشمول الثقافي، فضلاً عن ترسيخ التعاون والتفكير المستمر كجزء من العملية التعليمية.
كما شدد على أن التقييم يجب أن يكون قائماً على الملاحظة المباشرة والتأمل والتفكر المستمر، وأن يُسهم في بناء شراكة بين المدرسة والأسرة في دعم العملية التربوية.
وبيّن أن التقييم يأتي في صورة دورة عملية متكاملة تتكون من خمس مراحل مترابطة تبدأ بالملاحظة الدقيقة لسلوكيات الطفل وتفاعلاته، تليها مرحلة التقييم لتشخيص الوضع الحالي، ومن ثم التخطيط لوضع الأهداف والخطط المناسبة، قبل أن يتم التنفيذ وفق آليات تعليمية وتربوية مدروسة، ليُختتم المسار بمرحلة التأمل التي تتيح المراجعة والتطوير المستمر.
وتساعد هذه الدورة على تكوين صورة دقيقة عن نمو الطفل وتطور مهاراته في مختلف المجالات. وأضاف الدليل أن مكونات التقييم تتكامل مع التخطيط التربوي وتشمل التقييم الأساسي في بداية العام الدراسي لتحديد نقطة الانطلاق، وأدوات المسح النمائي لرصد المؤشرات المبكرة وتحديد الاحتياجات الفردية لكل طفل، إلى جانب التقييم التشخيصي الذي يُطبق عند الحاجة لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما يشمل التقييم المستمر القائم على الملاحظات اليومية وقصص التعلم وتحليل أعمال الأطفال، إضافة إلى مراجعات نهاية الفصل التي تُنفذ عبر لقاءات مع أولياء الأمور لمناقشة مستوى التقدم، ومراجعات نهاية العام التي تقدم تقارير شاملة عن إنجازات الطفل ونموه في مختلف الجوانب.
مسار متدرج
وأكد الدليل أن الوزارة اعتمدت مستويات وصفية للأداء تعكس مدى تقدم الأطفال وفق مسار نمائي متدرج، حيث يبدأ المستوى الأول بالمبتدئ الذي يشير إلى بداية اكتساب المهارات ويحتاج إلى دعم مباشر ومتكرر، ثم مستوى المتطور الذي يعكس تقدماً جزئياً يتطلب استمرار الدعم، يليه مستوى المتقن الذي يدل على تمكن الطفل من المهارات بشكل ثابت ويطبقها بثقة في مواقف مختلفة، وصولاً إلى مستوى يتجاوز التوقعات الذي يبرز إبداع الطفل وتميزه بما يفوق متطلبات مرحلته العمرية.
وشددت وزارة التربية والتعليم على أن الهدف من هذه المستويات ليس مقارنة الأطفال بعضهم ببعض، وإنما وصف تقدم كل طفل على حدة، وتحديد خطوات التطوير التالية وربطها بخطط التدريس اليومية.
