دبي - رحاب حلاوة ووائل نعيم

 

أكدت بلدية دبي أن قسم التفتيش الغذائي في إدارة سلامة الغذاء يتولى متابعة ومراقبة 456 منشأة غذائية تعليمية سنوياً، ضمن نطاق الإمارة، ويشمل ذلك زيارات تفتيش دورية لضمان الالتزام باشتراطات سلامة الغذاء والتغذية الصحية، ورصد مدى التزام المقاصف المدرسية بالأنظمة المعتمدة، بما يضمن بيئة غذائية آمنة ومستدامة للطلبة.

واشترطت البلدية أن تحافظ المدرسة على تقييم رقابي لا يقل عن درجة A أوB، ويُسمح فقط بتقديم الأصناف الغذائية المدرجة ضمن القائمة الغذائية المعتمدة، التي تخضع لتصنيف «خيارات الغذاء الذكي» وفق 4 مستويات هي اللون الأخضر ويُسمح بتقديمه يومياً، واللون البرتقالي الفاتح ويقدَم أحياناً، واللون الأحمر ويقدَم نادراً، واللون الأسود الممنوع تماماً.

وفي بداية العام الدراسي الحالي اعتمدت مدارس في الإمارة قوائم غذائية جديدة تركز على تقديم وجبات صحية متوازنة للطلبة، مع حظر كامل للأطعمة غير المفيدة مثل الشيبس والشوكولاتة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وأكدت إدارات تلك المدارس أن الهدف من هذه السياسة هو تعزيز الوعي الصحي لدى الأجيال الناشئة وربطهم بعادات غذائية سليمة تنعكس إيجاباً على أدائهم الدراسي ونمط حياتهم، مشددة على أن المقصف المدرسي أصبح اليوم جزءاً من المنظومة التربوية، وليس مجرد مكان لتوفير الطعام.

فريق متخصص

وأشارت بلدية دبي إلى أن لديها فريقاً متخصصاً يتكون من 5 مفتشين معتمدين في مجال سلامة الغذاء، مخصصين للإشراف على المؤسسات التعليمية، حيث يتولون تنفيذ عمليات التفتيش الميداني المنتظمة، للتأكد من امتثال المقاصف المدرسية لمتطلبات السلامة الغذائية والتغذية الصحية، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق قسم التغذية التطبيقية والتوعية بتنفيذ جلسات تدريبية وورش تهدف إلى بناء قدرات مسؤولي سلامة الغذاء والعاملين في المقاصف، من خلال محتوى علمي متخصص وأدوات تفاعلية.

اشتراطات

وأوضحت البلدية أنها تلتزم بتطبيق معايير صارمة لضمان توفر خيارات غذائية صحية وآمنة في المقاصف المدرسية، بما يسهم في دعم صحة الطلبة وتعزيز السلوك الغذائي الإيجابي لديهم.

وتُمنح المدارس تصريحاً غذائياً خاصاً من قبل قسم التصاريح في بلدية دبي، بعد مراجعة دقيقة لقائمة الطعام المقترحة، كما تشترط البلدية الالتزام بقيود واضحة على كميات السكر، والملح، والدهون، وحجم الحصص الغذائية، بما يضمن تحقيق التوازن الغذائي للطلبة.

ويُلزَم المقصف المدرسي بإعطاء الأولوية لتقديم خيارات صحية تشمل: الفواكه والخضراوات الطازجة، الحبوب الكاملة، البروتينات الصحية والخفيفة، والمشروبات الآمنة مثل الماء والحليب منخفض الدسم، وتسعى البلدية إلى تحقيق أهداف تدريجية سنوية تتمثل في زيادة نسبة الأطعمة المصنفة باللون الأخضر، مقابل تقليل الخيارات البرتقالية والحمراء، بهدف تعزيز استدامة السلوك الغذائي الصحي في البيئة المدرسية.

نظام رقابي

وتشرف البلدية على المقاصف المدرسية في الإمارة من خلال نظام رقابي شامل ينفذ تحت إشراف إدارة سلامة الغذاء، بهدف ضمان تطبيق أعلى معايير سلامة الغذاء والتغذية الصحية في البيئة التعليمية، وتشمل آلية الرقابة زيارات تفتيش ميدانية دورية لجميع المدارس، ومراقبة الامتثال اليومي عبر منصة DMChecked، التي تتيح للمفتشين تتبع أداء المقاصف بدقة وشفافية، كما يتم تدقيق القوائم الغذائية المعتمدة في المدارس بما يتوافق مع دليل دبي للغذاء والتغذية للمؤسسات التعليمية، للتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية والغذائية.

وتلزِم البلدية كل مدرسة بتعيين مسؤول سلامة غذاء ومسؤول تغذية، بشرط أن يكونا مدرَّبين ومؤهلين ومعتمدين لضمان الامتثال الكامل للإجراءات اليومية، عطفاً على ضرورة مراجعة واعتماد جميع الأصناف الغذائية المقدمة في المقصف من قبل قسم التصاريح في بلدية دبي، للتأكد من توافقها مع معايير الجودة والسلامة والتصنيف الغذائي المعتمد.

تنوع وتوازن

من جانبها أوضحت إدارات مدرسية أن قوائم الطعام الجديدة تراعي التنوع والتوازن الغذائي، مع عرض تفاصيل السعرات الحرارية والمكونات بشكل شفاف، فيما أكدت مدارس أخرى أن الغذاء الصحي أصبح جزءاً من الهوية المدرسية، في حين شددت إدارات مقاصف على إشراك الطلبة وأولياء الأمور في اقتراح وجبات صحية جديدة، إلى جانب تطبيق نظام البطاقات الذكية لمتابعة مشتريات الطلبة بدقة، واتفقت هذه المدارس على أن الهدف النهائي هو خلق بيئة تعليمية متكاملة تدعم صحة الطلبة الجسدية والنفسية وتنعكس إيجاباً على تحصيلهم الأكاديمي.

قوائم أسبوعية

بدوره أكد محمد الشولي، مدير العمليات المدرسية في مدرسة الخليج الدولية، أن المدرسة تقدم وجبات مدروسة ضمن قوائم أسبوعية متجددة، تنقسم إلى ثلاث دورات (أسبوع 1، أسبوع 2، أسبوع 3)، وتجمع بين الأصناف النباتية وأخرى باللحوم، كما يتم تقديم المعكرونة الكاملة الحبوب مع صلصات الألفريدو أو الطماطم بشكل يومي تقريباً، إلى جانب ركن الخبز المسطح مارغريتا أو دجاج.

وأشار الشولي إلى أن المدرسة تطبق نظام البطاقات الذكية لشحن رصيد الطلبة عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق المخصص، وهو ما يمنح أولياء الأمور متابعة دقيقة لمشتريات أبنائهم الغذائية، ويضمن الشفافية والرقابة على نوعية الطعام داخل المدرسة، مؤكداً أن «الغذاء الصحي ليس مجرد خيار، بل منهج نلتزم به لبناء جيل أكثر صحة وقدرة على التميز».

خطة غذائية

ومن جهته أكد ياسر إبراهيم صويلح، مدير الخدمات المساندة ومسؤول الصحة والسلامة في مدرسة دبي الوطنية البرشاء، أن المدرسة وضعت خطة غذائية متكاملة تستند إلى توجيهات بلدية دبي، بهدف ضمان تقديم وجبات صحية ومتوازنة للطلبة تتناسب مع أعمارهم واحتياجاتهم اليومية.

وأوضح أن المدرسة فرضت حدوداً محسوبة لكل حصة غذائية من حيث السعرات الحرارية، إجمالي السكر المضاف، ومحتوى الألياف الغذائية، بما يتناسب مع الفئة العمرية للطلاب، مع الحرص على تقليل نسب السكر وزيادة الألياف لتعزيز القيمة الغذائية للوجبات، كما تم التركيز على التنويع الغذائي من خلال قوائم طعام تشمل الخضراوات والفواكه لضمان التوازن المطلوب.

وأشار صويلح إلى أن المدرسة تشجع على تقديم الماء والمشروبات الصحية، مع وضع ملصقات واضحة على الأطعمة التي تخضع لقيود غذائية أو تحتوي على مواد مسببة للحساسية، بما يضمن وعي الطلبة وأولياء الأمور بمكونات كل وجبة.

وبيّن أن المدرسة عينت مشرف تغذية متخصصاً للإشراف على تطبيق المعايير الغذائية والرقابة الدورية، إضافة إلى إجراء استبيان دوري لقياس رضا الطلبة عن جودة الطعام، وإتاحة الفرصة أمامهم لاقتراح أنواع جديدة من الأطعمة يمكن إضافتها إلى القائمة الغذائية.

وأكد التزام المدرسة الكامل بقائمة بلدية دبي الخاصة بالمعايير الغذائية، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار حرص المدرسة على تعزيز الصحة العامة للطلبة ودعم بيئة تعليمية متكاملة تراعي سلامتهم الجسدية.

احتياجات الطلبة

ومن جهته أكد سید محمد مدثر موسوي مدير العمليات في مدرسة المعارف الأمريكية، أن عملية اختيار الأطعمة تخضع لمعايير دقيقة يتم فيها مراعاة التنوع والتوازن، مع الحرص على إشراك الطلبة وأولياء الأمور في اقتراح وجبات صحية جديدة، مشيراً إلى أن المدرسة تحرص على تحديث القوائم الغذائية بشكل دوري كل فصل دراسي، مع إدخال أطباق مبتكرة تلائم أذواق الطلبة المختلفة من دون الإخلال بالمعايير الصحية.

وأوضح أن هذا النهج يجعل الطلبة أكثر تقبلاً للخيارات الصحية، ويخلق بيئة تشاركية يكون فيها الطالب جزءاً من القرار، ما يعزز انتماءه للمدرسة، ويجعله أكثر وعياً بأهمية الغذاء السليم في حياته اليومية.

وأضاف أن المدرسة تحرص دائماً على تنظيم أنشطة توعوية وإرشادية لتعريف الطلبة بأهمية الغذاء السليم ودوره في تعزيز النشاط البدني والذهني، إلى جانب إشراك أولياء الأمور في حملات توعية تكاملية لضمان استمرار هذه العادات الصحية في المنازل، وشدد على أن الهدف النهائي هو توفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم صحة الطالب الجسدية والنفسية وتُهيئه لتحقيق التفوق الأكاديمي والنجاح المستقبلي