استحداث مادة الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم الحكومي في دولة الإمارات من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر بدءاً من العام الدراسي القادم، يؤكد توجه دولة الإمارات إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالمياً في تبنّي تقنيات المستقبل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من رؤيتها الاستراتيجية نحو بناء اقتصاد معرفي متنوع ومستدام، حيث وضعت الدولة الذكاء الاصطناعي في صلب خططها التنموية والتعليمية، مع التركيز على بناء عقول الغد وإعداد جيل متمكن من أدوات هذه الثورة التقنية منذ المراحل التعليمية المبكرة، ويترجم هذا النهج في استخدام الذكاء الاصطناعي بناء جيل رقمي مبتكر يقود المستقبل الرقمي.

وتؤكد جهود دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي واستثمارها في بناء جيل متعلم منذ الصغر، رؤيتها الاستباقية لبناء اقتصاد رقمي قائم على المعرفة والابتكار، من خلال المبادرات التعليمية، والبنية التحتية التقنية، والدعم اللامحدود، إذ تضع الدولة الأسس لمستقبل تقوده العقول الشابة المتمكنة من أدوات الذكاء الاصطناعي.

وأطلقت دولة الإمارات في أكتوبر 2017 استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100 % بحلول 2031، كذلك الارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، لتكون حكومة الإمارات الأولى في العالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.

وتحرص القيادة الرشيدة في الإمارات على تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ودمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية (الصحة، التعليم، الطاقة، النقل، وغيرها).

وفي عام 2017، عيّنت الإمارات أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم، ضمن توجه يعكس الالتزام العميق تجاه هذا المجال.

وأدركت دولة الإمارات أهمية الاستثمار في التعليم وأن بناء جيل متمكن من الذكاء الاصطناعي يبدأ من التعليم، وقامت بعدة خطوات استراتيجية، إذ أطلقت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجامعات الوطنية برامج لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي من المرحلة الابتدائية، إلى جانب برامج تدريب المعلمين والطلاب وتمكين المعلمين من دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في ممارساتهم التدريسية، بما في ذلك تخطيط الدروس، التقييمات، الأنشطة الصفية، والتغذية الراجعة المخصصة.

كما تم إطلاق البرنامج الوطني للمبرمجين الذي يهدف إلى تنمية الاقتصاد الرقمي من خلال برنامج يضم حزمة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى تطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصصة في مجال البرمجة، حيث يستهدف البرنامج تدريب واستقطاب 100 ألف مبرمج، وإنشاء 1000 شركة رقمية كبرى خلال 5 أعوام، وزيادة الاستثمار الموجه للشركات الناشئة من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم.

وفي عام 2019 تم تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي في العالم، وتهدف الجامعة إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.

وتم مؤخراً إطلاق أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي وذلك ضمن أعمال أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، بهدف تأهيل 10 آلاف من القادة الناشئين والرواد بأهم المهارات المطلوبة في هذا المجال، وتقديم برامج تعليمية وتدريبية رفيعة المستوى.

كما تم إطلاق العديد من المبادرات التي تعزز مهارات الطلبة في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لعل من أبرزها: مخيم الإمارات للذكاء، بهدف الاستثمار في طاقات الشباب وتمكينهم من المهارات المستقبلية.