شهدت إحدى المدارس الخاصة بدبي إنجازاً تربوياً ملهماً خلال مشاركتها في «أسبوع الذكاء الاصطناعي»، حيث استطاع 120 طالباً من الناطقين بغير اللغة العربية إتقان مهارات التحدث والكتابة بالعربية بطلاقة، ضمن مبادرتين رائدتين حملتا عنوان «نحن نكتب» و«أمير الشعراء»، مستفيدين من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم تعلّمهم.
دعم المهارات
وأكد جيرمن هالوم، مدير المدرسة أن أسبوع الذكاء الاصطناعي أظهر إمكانيات المدارس وحرصها على تبني أحدث التقنيات لدعم العملية التعليمية، مشيراً إلى أن مدرسته عززت مهارات الطلبة في اللغة العربية والتي تعد جزءاً أساسياً من رؤيتها ومزجت معها الذكاء الاصطناعي، حيث قال: «نعمل على إعداد جيل يمتلك أدوات المستقبل، ويعتز في الوقت ذاته بلغته العربية وهويته الثقافية. دمجنا الذكاء الاصطناعي في تدريس العربية فكان خطوة استراتيجية لتحفيز الطلاب وإلهامهم، ونتائجهم اليوم تبرهن على أن الابتكار قادر على إحداث نقلة نوعية في التعليم».
وأضاف أن الفعاليات التي نظمتها المدرسة تحت مظلة «أسبوع الذكاء الاصطناعي» الذي اختتمت فعاليته مؤخراً، أظهرت القدرات الكامنة لدى الطلبة، وقدرتهم على تجاوز حاجز اللغة بطريقة إبداعية وفعالة، ما يزيد من فرصهم في التفاعل مع محيطهم الثقافي والاجتماعي بثقة أكبر.
تقدم لافت
من جانبها، أوضحت إسراء إسماعيل، معلمة اللغة العربية ورئيسة قسم اللغة العربية للناطقين بغيرها في المدرسة، أن الطلاب حققوا تقدماً لافتاً خلال فترة قصيرة، بفضل التكامل بين المحتوى الأكاديمي والتقنيات الذكية.
وقالت: «بدأنا مع طلاب مبتدئين لا يمتلكون سوى القليل من المفردات العربية، لكن مع توظيف برامج الذكاء الاصطناعي التفاعلية، التي تتيح التعلم بالممارسة والتكرار الذكي، شهدنا تطوراً سريعاً في مهارات القراءة والكتابة، حتى تمكن الطلاب من تقديم نصوص إبداعية والتحدث بطلاقة».
ونظمت المدرسة حفلين مميزين لتكريم الطلاب ضمن مبادرتين رئيستين هما: «نحن نكتب»، التي ركزت على تعزيز الكتابة الإبداعية لدى الطلاب غير الناطقين بالعربية، ومبادرة «أمير الشعراء»، التي هدفت إلى تنمية الحس الأدبي وتعريف الطلاب بأبرز أعلام الأدب العربي.
وتضمن الحفل عرضاً خاصاً استخدم فيه الذكاء الاصطناعي لاستحضار قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي بطريقة تفاعلية، حيث استطاع الطلاب التعرف على أعماله، وتحليل أبياته من خلال برمجيات ذكية تولد تفسيرات مبسطة تناسب أعمارهم ومستوياتهم اللغوية، كما قدم الطلاب فقرات متنوعة تضمنت إلقاءات شعرية، وكتابات إبداعية، وعروضاً مرئية توضح رحلتهم مع تعلّم العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
بدوره، أكد محمد حنوش رئيس قسم اللغة العربية للناطقين بها على أهمية استمرار هذا النهج في السنوات المقبلة، مع التوسع في إدماج المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم الطلبة في مختلف التخصصات، مؤكداً أن المستقبل التعليمي سيشهد مزيداً من الابتكار القائم على التكنولوجيا، بما يعزز مهارات الطلبة ويؤهلهم لمتطلبات العالم الحديث.
