مع بداية العام الدراسي الجديد، عاد الجدل ليتصدر المشهد بين أولياء الأمور وإدارات المدارس الخاصة حول أسعار الزي المدرسي، إذ ارتفعت بعض القطع بنسبة تصل إلى 23 % مقارنة بالأعوام السابقة، ما أثار موجة من الاستياء بين الأسر، خصوصاً مع حاجة الطالب الواحد إلى أكثر من زي مدرسي ورياضي على مدار العام.

وقال أولياء الأمور إن أسعار الزي المدرسي تزيد بشكل مستمر، حيث وصل سعر الزي المدرسي إلى 681 درهماً، بينما وصل سعر الزي الرياضي إلى 194 درهماً بعدما كان يبلغ الأول 530 درهماً، والثاني 180 درهماً.

وارتفع سعر البنطلون إلى 100 درهم بعدما كان يباع سابقاً بنحو 70 درهماً، وعكست هذه الأرقام حجم الضغوط المالية التي ترهق الأسر مع تزايد المصاريف الدراسية والرسوم الأخرى.

وأوضحت إدارات عدد من المدارس الخاصة في تصريحات لـ«البيان» أن مسؤولية تحديد أسعار الزي المدرسي تقع على عاتق الشركات التي يتم التعاقد معها لتصنيع وتوريد الملابس، مؤكدة أن المدارس لا تتدخل في تسعير المنتجات.

وذكرت أن إسناد هذه المهمة لشركات مختصة يهدف إلى ضمان جودة الأقمشة وتوفير مقاسات متنوعة تناسب الطلبة.

متاجر خارجية

لكن في المقابل، أكدت مدارس أخرى أنها لا تفرض التوريد عبر شركة واحدة، بل تتيح للأهالي شراء الزي من متاجر خارجية، مع الالتزام بالتصميم والألوان المحددة فقط، معتبرة أن هذه الخطوة تتيح مساحة أكبر من المنافسة وتخفف الأعباء عن أولياء الأمور، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار المتزايد.

في حين بررت إدارات مدارس تعتمد على شركة توريد واحدة بأن الهدف من ذلك يتمثل في ضمان توحيد الشكل والمظهر العام للطلبة، إضافة إلى جودة الزي وتعزيز الانضباط المدرسي، غير أن هذه الحجج لم تقنع العديد من أولياء الأمور الذين وصفوا الأسعار بأنها «مبالغ فيها» وغير مبررة.

عبء كبير

سماح كرم

قالت سماح كرم، وهي أم لثلاثة أبناء يدرسون في مدرسة خاصة بدبي، إن تكلفة الزي المدرسي أصبحت عبئاً كبيراً على الأسر، مشيرة إلى أن الفاتورة الإجمالية لزي أبنائها الثلاثة تجاوزت 3 آلاف درهم هذا العام.

وأوضحت أن الطالب الواحد يحتاج في الحد الأدنى إلى زيين مدرسيين وزيين رياضيين، فضلاً عن الجاكيت الذي يبلغ سعره وحده 300 درهم.

وأضافت أن الأسعار في تزايد مستمر، حيث لم تقتصر الزيادة على قطعة أو اثنتين، بل شملت كامل الطقم، ما جعل تجهيز الأبناء للعام الدراسي عملية مرهقة مادياً، مؤكدة أن هذه التكاليف لا تتناسب مع دخل العديد من الأسر المتوسطة، داعية إلى أن تكون هناك رقابة رسمية على أسعار الزي المدرسي، تماماً كما تخضع رسوم التعليم لرقابة الجهات المختصة.

واعتبرت أن المدارس يجب أن توفر خيارات متعددة للشراء، بدلاً من حصر الأمر في شركة واحدة تفرض أسعارها دون منافسة، مشيرة إلى أن الأعباء المالية لم تعد تحتمل مع ارتفاع رسوم الحافلات المدرسية وشراء القرطاسية والكتب.

غير منطقية

لميس محمد

من جانبها، وصفت لميس محمد، وهي أم لطفل، الأسعار بأنها غير منطقية، خصوصاً بالنسبة للزي الرياضي الذي بلغت قيمته 195 درهماً عند المورد المعتمد من المدرسة، و180 درهماً في المتاجر الخارجية، في حين بلغ الزي المدرسي 487 درهماً بعدما كان 350 درهماً.

وأوضحت أن قيمة القميص الرياضي وصلت إلى 75 درهماً في المحلات الخارجية، ويبلغ 94 درهماً عبر الشركة المعتمدة، موضحة أن الطالب يحتاج إلى أكثر من طقم واحد، خصوصاً في المرحلة الابتدائية.

حيث تتعرض الملابس للتلف بشكل أسرع، ما يعني أن الأسرة قد تضطر إلى شراء زيين أو ثلاثة، لتتجاوز التكلفة النهائية 1362 درهماً للطفل الواحد، مؤكدة أن هذا الأمر غير عادل للأسر التي تبذل جهداً كبيراً لتأمين تعليم جيد لأبنائها.

حصر التوريد

شادي أمين

أما شادي أمين، وهو أب لطالب في الصف الثالث، فأكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في حصر توريد الزي المدرسي على شركة واحدة، أو بيعه من خلال المدرسة، ما يلغي عنصر المنافسة ويجعل الأسعار ترتفع دون ضوابط، موضحاً أن تكلفة الزي لابنه تجاوزت 681 درهماً هذا العام.

وأضاف أن فرض التعامل مع مورد واحد لا يخدم مصلحة أولياء الأمور، بل يجعلهم أمام خيار وحيد لا يمكن التراجع عنه، حتى وإن كانت الأسعار مرتفعة.

وقال: «نطالب بأن تتيح المدارس أكثر من مورد معتمد، بحيث يتمكن ولي الأمر من شراء الزي من المكان الذي يناسب ميزانيته، طالما أنه يلتزم بالتصميم والألوان المطلوب».

وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار لا يقتصر على الزي فقط، بل يمتد إلى الأدوات المدرسية ووسائل النقل، ما يضاعف من الأعباء المادية، مؤكداً أن أولياء الأمور لا يعترضون على مبدأ الالتزام بالزي الموحد، لكنهم يرفضون أن يكون وسيلة تجارية لاستنزاف جيوبهم.

قمر الشامي

في السياق ذاته، قالت قمر الشامي، وهي أم لثلاثة أبناء، إن فاتورة الزي المدرسي هذا العام بلغت 5 آلاف درهم، مشيرة إلى أن أسعار القطع ارتفعت بشكل غير مسبوق.

وقالت إنها تتبرع سنوياً بزي مدرسة أبنائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لاختلاف المقاسات فقط، وتتبادل الزي أحياناً مع ولية أمر أخرى، موضحة أنها تحصل على شعار المدرسة من موقع المدرسة وتقوم بإعطائه لمحل خياطة لديه نفس الزي المدرسي ويقوم بطباعة الشعار عليه فقط، ما يوفر عليها 900 درهم في الزي المدرسي.