أكدت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن الهدف الأسمى من تطوير الجدول الزمني للمدارس ومدة اليوم الدراسي يتمثل في ضمان أن يخرج الطالب من المدرسة وقد اكتفى دراسياً.

بحيث لا يضطر إلى بذل جهد إضافي في المنزل إلا في حدود المراجعة البسيطة، مشددة على أن التعليم الفعّال لا يقوم على التلقين وحده، وإنما على الدمج بين المعرفة والتطبيق.

وأوضحت أن الوزارة درست بدقة الجدول الزمني لليوم الدراسي، مشيرة إلى أن قصر اليوم الدراسي قد يؤدي إلى الاكتفاء بتلقين الطالب المعلومات النظرية فقط، وهو ما يضعف من أثر العملية التعليمية.

تقسيم الحصص

وأضافت أن النظام الحالي يسمح بتقسيم الحصة الواحدة إلى شقين، الأول مخصص لتقديم معرفة جديدة للطالب، والثاني يركز على آلية توظيف هذه المعرفة وتطبيقها عملياً في مواقف حياتية أو تعليمية متنوعة.

ووصفت معاليها هذه الآلية بأنها الأسلوب الصحيح لترسيخ الفهم وصقل مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة، مؤكدة أن ساعات اليوم الدراسي ليست عبئاً بقدر ما هي وسيلة لإحداث توازن بين الجانب المعرفي والتطبيقي.

متابعة دورية

ولفتت وزيرة التربية والتعليم إلى أن الوزارة تتابع بشكل دوري جميع الملاحظات التي تصل من أولياء الأمور خلال العام الدراسي، حيث يتم رصدها وتحليلها وفق معايير وآليات التطوير المعتمدة داخل الوزارة.

وأشارت إلى أن هذه الملاحظات لا تعني بالضرورة اتخاذ قرارات فورية خلال نفس العام الدراسي، إذ تُدرس بعمق ويتم النظر إليها في إطار استراتيجي يضمن الاستفادة منها في الوقت المناسب، بما يتسق مع خطط التطوير الشاملة للمنظومة التعليمية.

إجازات موسمية

وحول طول العام الدراسي، أوضحت معالي سارة الأميري أن الوزارة خصصت إجازة تمتد لشهر كامل خلال فصل الشتاء، مؤكدة أن هذا التوجه جاء انطلاقاً من طبيعة الطقس في دولة الإمارات، الذي يعد ملائماً لممارسة الأنشطة الخارجية.

وأضافت أن هذه الإجازة تمثل فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية من خلال المخيمات الشتوية، وزيارة الأماكن المفتوحة، والاستمتاع بالمزارع، بما يسهم في إبعاد الأبناء عن الأجهزة الإلكترونية التي تسيطر على أوقاتهم خلال العام.

كما شددت على أن هذه الإجازة الشتوية لا تُعد فترة انقطاع عن التعليم، بل فرصة لتطوير جوانب موازية من شخصية الطالب من خلال الأنشطة المجتمعية والرياضية والثقافية، لافتة إلى أن العديد من الجهات الحكومية والخاصة تشارك في تنظيم برامج متنوعة خلال هذه الفترة، بهدف تعزيز مهارات الطلبة وتوسيع مداركهم.

مهارات وأنشطة

وأكدت أن الوزارة تسعى تدريجياً إلى تعزيز حضور المهارات ضمن منظومة التعليم، بحيث لا يقتصر دور المدرسة على تلقين المناهج، وإنما يمتد ليشمل بناء شخصية الطالب، وتطوير مهاراته الحياتية والاجتماعية.

وأضافت أن هذه الرؤية تتكامل مع خطط الوزارة الرامية إلى تحويل المدرسة إلى بيئة متكاملة تدعم المعارف والأنشطة في آن واحد، وتساعد الطلبة على اكتشاف ميولهم وصقل مواهبهم.

اختبارات مركزية

وأوضحت أن إلغاء الاختبارات المركزية للفصل الدراسي الثاني لمختلف المراحل التعليمية، يهدف لتعزيز تواجد الطالب في المدرسة، وتركيز جهده داخل الصف الدراسي بدلاً من تحميله أعباء إضافية.

مؤكدة أن هذا القرار ينسجم مع رؤية الوزارة التي تركز على أن يعود الطالب إلى منزله مكتفياً دراسياً، بعد أن يكون قد مارس التعلم واكتسب المعارف والمهارات بشكل متوازن خلال ساعات الدوام.

دعم المجتمع

وربطت بين تطوير الجدول الدراسي وتعزيز الهوية المجتمعية، مشيرة إلى أن الأنشطة الشتوية والبرامج الموازية تسهم في غرس قيم التعاون، وتقوية الروابط الأسرية، بما يتماشى مع عام المجتمع، وتشجيع الطلبة على ممارسة العادات والتقاليد التي يحرص المجتمع الإماراتي على إحيائها في مواسم معينة.

وأضافت أن هذه الجوانب لا تقل أهمية عن التحصيل الأكاديمي، بل تُعد ركيزة في بناء شخصية متوازنة للطالب، قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بروح منفتحة ووعي راسخ بالهوية الوطنية.

رؤية متكاملة

واختتمت معالي سارة الأميري تصريحاتها بالتأكيد أن الوزارة تنطلق من رؤية شاملة لتطوير التعليم، تتوزع بين تحديث المناهج، وتنظيم اليوم الدراسي، وتوظيف الإجازات الموسمية في خدمة أهداف مجتمعية وثقافية، وصولاً إلى صقل شخصية الطالب في مختلف الجوانب.

وشددت على أن الهدف النهائي هو بناء جيل مكتفٍ دراسياً، ومتمكن من أدواته المعرفية والمهارية، وقادر على التفاعل مع أسرته ومجتمعه بروح إيجابية، ليكون التعليم بحق أداة للمعرفة والحياة معاً.

ساعات اليوم الدراسي وسيلة لإحداث توازن بين الجانب المعرفي والتطبيقي

نسعى تدريجياً إلى تعزيز حضور المهارات ضمن منظومة التعليم

إلغاء الاختبارات المركزية للفصل الثاني يهدف إلى تركيز جهد الطالب داخل الصف الدراسي