أفاد عدد من المعلمين والمعلمات المواطنين بأن القرارات الأخيرة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم، وفي مقدمتها برنامج التدرج الوظيفي الجديد وإعادة هيكلة التقويم المدرسي وبرامج التدريب والتأهيل والتنسيق مع الجامعات، ستسهم في زيادة إقبال المواطنين على مهنة التعليم، كما ستحد من ظاهرة الخروج المبكر منها، عبر توفير بيئة مهنية مستقرة تدعم استمرارية الكفاءات الوطنية في الميدان.
وأكدوا أن هذه الخطوات تعكس حرص الوزارة على تعزيز حضور الكوادر المواطنة في قطاع التعليم، وتمكينهم من أداء دورهم الحيوي في تطوير العملية التربوية، لافتين إلى أن البرامج المعلنة تفتح آفاقاً جديدة أمام المعلمين والمعلمات الإماراتيين، وتمنحهم رؤية واضحة للمستقبل الوظيفي.
توفير الفرص
وأكدت وزارة التربية والتعليم أنها أطلقت حزمة من المبادرات النوعية لاستقطاب وتمكين المعلمين الإماراتيين، من أبرزها برنامج التدرج الوظيفي، الذي يضمن مساراً مهنياً واضحاً للمعلم على مدار سنوات الخدمة، ويركز على رفع مهاراته الأساسية، وتوفير فرص للنمو المهني المتدرج، بما يسهم في استقرار الكوادر التعليمية.
وأوضحت أن البرنامج يأتي إلى جانب إعادة هيكلة التقويم المدرسي من حيث الإجازات وتعديلها، وتوسيع برامج الدعم والتأهيل، والتنسيق مع الجامعات والكليات الوطنية لتشجيع الطلبة المواطنين على الالتحاق بتخصصات التعليم.
استقرار مهني
من جهتها، قالت المعلمة موزة محمد سالم المزروعي، إن مبادرة التدرج الوظيفي التي أعلنت عنها الوزارة تشكل خطوة جوهرية نحو تعزيز استقرار المعلمين المواطنين في الميدان، مشيرة إلى أن وجود مسار وظيفي واضح يمنح المعلم ثقة أكبر في الاستمرار بالمهنة.
وأضافت أن هذه المبادرة ستسهم في الحد من الخروج المبكر من المهنة، حيث إنها تعالج أحد أبرز التحديات التي كانت تواجه المعلمين سابقاً، والمتمثل في غياب تصور مستقبلي لمسارهم المهني.
ولفتت إلى أن النتائج لن تقتصر على المعلمين فحسب، بل ستنعكس بشكل مباشر على الطلبة.
ومن جانبه، أكد المعلم الدكتور عبداللطيف عبدالله السيابي أن مهنة التعليم ليست مجرد وظيفة، بل هي رسالة وطنية تتطلب المحافظة على الهوية وتعزيز الانتماء، موضحاً أن إعادة هيكلة التقويم المدرسي الجديد راعت التوازن بين متطلبات العملية التعليمية وراحة الكادر التربوي.
حيث نصيب المعلمين يبلغ نحو 85 يوماً من الإجازات سنوياً، وبيّن أن هذه الإجازات تتوزع على مدار العام الدراسي، بما يضمن استدامة العطاء واستقرار الكادر التدريسي.
وأشار إلى أن تفاصيل الإجازات وفق التقويم للعام الدراسي 2025- 2026 تبدأ من يوم 16 وحتى 19 أكتوبر كإجازة منتصف الفصل الدراسي الأول، إضافة إلى يومي 2 و3 ديسمبر لإجازة اليوم الوطني، ثم عطلة طويلة من 15 ديسمبر حتى 4 يناير، بواقع 20 يوم إجازة.
كما يحصل المعلمون على إجازة الربيع من 16 حتى 29 مارس، فضلاً عن إجازة منتصف الفصل من يوم 25 حتى 29 مايو، ثم عطلة يوم 17 يونيو.
ولفت إلى أن إجازة نهاية العام تبدأ في 18 يوليو وتمتد حتى الأسبوع الأخير من أغسطس أو الأسبوع الأول من سبتمبر، وذلك حسب ما نص عليه التقويم المدرسي المعتمد.
وقالت المعلمة كليثم راشد الشبلي، إن برامج التدريب والتأهيل التي تنفذها الوزارة تشكل ركيزة أساسية في رفع جاهزية المعلمين المواطنين، لافتة إلى أن هذه البرامج تزوّدهم بالمعارف والمهارات لمواجهة متطلبات التعليم الحديث.
وأضافت أن هذه الجهود تبعث برسالة طمأنة للمعلمين الجدد، بأنهم لن يكونوا بمفردهم في الميدان، وإنما سيجدون برامج دعم مستمرة تسهم في تطوير أدائهم التربوي والعملي.
وأكدت أن ذلك يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويدفعهم إلى الاستمرار في المهنة بروح عالية من الالتزام. وأشارت إلى أن استثمار الوزارة في تطوير وتأهيل المعلم المواطن يرفع من جودة التعليم.
خطوة محورية
وأكدت المعلمة لطيفة عبدالله العبدولي أن التنسيق بين الوزارة والجامعات الوطنية يمثل خطوة محورية لاستقطاب المواطنين إلى مهنة التعليم، موضحة أن ربط التخصصات الجامعية باحتياجات الميدان التربوي يفتح الطريق أمام إعداد معلمين مواطنين مؤهلين.
وأضافت أن هذا التوجه يشجع الطلبة الإماراتيين على اختيار التخصصات التربوية بثقة أكبر، خاصة مع وجود برامج حكومية داعمة توفر لهم مساراً وظيفياً واضحاً بعد التخرج. وأكدت أن هذه السياسة ستضمن للميدان التعليمي قاعدة قوية من الكفاءات المواطنة.
الحصص اليومية
ومن جانبها أوضحت المعلمة شمسة إسماعيل أن كثيراً من المواطنين ما زالوا ينظرون إلى مهنة التعليم باعتبارها مهنة صعبة ومرهقة، نتيجة حجم المسؤوليات الملقاة على كاهل المعلم، بدءاً من التدريس اليومي وإعداد الخطط، وصولاً إلى متابعة الطلبة أكاديمياً وسلوكياً.
وأكدت أن هذه التحديات تجعل البعض متردداً في الالتحاق بالمهنة أو الاستمرار فيها على المدى الطويل، خصوصاً خلال السنوات الأولى من الخدمة.
وأكدت أن الوزارة استوعبت هذه التحديات، ولذلك تعمل على طرح مبادرات نوعية لجعل المهنة أكثر جاذبية، مثل برامج الدعم النفسي والتأهيل المهني، وإعادة هيكلة منظومة العمل داخل المدارس.
واعتبرت أن هذه الجهود تمثل خطوة مهمة نحو تغيير الصورة النمطية للمهنة وتحفيز المواطنين على الإقبال عليها باعتبارها خياراً مهنياً مستداماً.
بقاء الكفاءات
وفي السياق ذاته أكدت المعلمة وفاء ناصر حارب الشامسي أن إطلاق وزارة التربية والتعليم لبرنامج التدرج الوظيفي جاء في وقته المناسب، لأن الميدان التربوي كان بحاجة ماسة إلى آلية واضحة تضمن بقاء الكفاءات المواطنة واستمراريتها، وتحد من خروجها المبكر من المهنة.
وأضافت أن كل معلمة مواطنة تطمح بطبيعة الحال إلى أن تتدرج وظيفياً حتى تصل إلى مناصب قيادية، مثل أن تصبح مديرة مدرسة أو مشرفة أكاديمية.
وهو ما يتيحه برنامج التدرج الوظيفي من خلال مسار واضح يبدأ من المعلم المبتدئ وصولاً إلى المراتب القيادية. وأكدت أن وجود هذا النظام يرفع الروح المعنوية للكوادر التعليمية، ويجعل المهنة أكثر جاذبية على المدى الطويل.
معلمون:
المبادرات تعزز استقطاب الكوادر المواطنة وتحد
من الخروج المبكر
وجود مسار وظيفي واضح يمنح المعلم ثقة أكبر في الاستمرار بالمهنة
85
يوماً إجازة للمعلمين وفق التقويم المدرسي الجديد