ابتكرت الخريجتان الجامعيتان الإماراتيتان: تقى محمد العبدولي، وسارا حسن الكعبي، نظاماً ذكياً متطوراً لإدارة مياه الأمطار والاستجابة للطوارئ والذي يعرف باسم SRMERS، بهدف مواجهة التحديات الناجمة عن الأمطار المفاجئة والسيول، وتحويلها إلى فرص تنموية مستدامة.

ويجمع المشروع بين الحلول التقنية والبعد البيئي، واستطاع أن يحصد اهتمام الجهات المعنية بالابتكار والاستدامة في الدولة، ليحصل على دعم من أكاديمية صناع التغيير التابعة لمؤسسة مدينة إكسبو دبي التي تعد حاضنة للمشروعات الإبداعية الريادية للشباب.

ويعمل النظام على مواجهة الأمطار الغزيرة والسيول بآلية دقيقة تعتمد على أجهزة استشعار متطورة ترصد مستويات المياه في الوقت الفعلي، وترسل تنبيهات مبكرة إلى السكان وفرق الطوارئ، ما يتيح التحرك السريع قبل وقوع الغمر والفيضانات.

ولا يقف النظام عند حدود الاستجابة الطارئة، بل يسهم في الاستدامة من خلال تخزين مياه الأمطار في خزانات خاصة، وإعادة توجيهها لاحقاً إلى المزارع أو الاستخدامات الخدمية، ليحول التحديات الطبيعية إلى مورد ثمين يدعم الأمن المائي.

واستطاع المشروع الحصول على منحة مالية بالإضافة إلى رخصة عمل ومساحة عمل خاصة في مدينة إكسبو دبي، وذلك ضمن برنامج أكاديمية «صناع التغيير» الذي يشجع الشباب على ابتكار حلول عملية للتحديات البيئية والاجتماعية.

وأكدت تقى محمد العبدولي أن فكرة المشروع وُلدت من الحاجة الماسة إلى حل متكامل يمكنه مواجهة التحديات الناجمة عن الفيضانات المفاجئة، التي قد تؤثر في البنية التحتية وحركة الحياة في المدن.

موضحة أن النظام صُمم ليكون بمنزلة «درع وقائية»، فهو يراقب المياه بدقة، ثم يتدخل قبل أن تتحول إلى أزمة، من خلال تشغيل مضخات تنقلها إلى الخزانات الآمنة، ليتم لاحقاً إعادة استخدامها.

وأشارت إلى أن هذا النهج يسهم في دعم استراتيجية الأمن المائي في الدولة، ويعزز من قدرتها على مواجهة التغيرات المناخية.وأضافت أن المشروع لم يكن ليصل إلى هذه المرحلة لولا الدعم الذي وفرته أكاديمية صناع التغيير.

من جانبها، أوضحت سارا حسن الكعبي أن «SRMERS» يمثل حلاً ذكياً متعدد الاستخدامات، إذ يجمع بين تقنيات الاستشعار والذكاء الاصطناعي في قراءة دقيقة لمستويات المياه.

وقالت إن النظام لا يقتصر على إرسال إنذارات مبكرة فحسب، بل يسهم في اتخاذ قرارات فورية على أرض الواقع، ما يساعد فرق الطوارئ والسكان على تجنب الكوارث وتقليل الخسائر.

وبيّنت أن المشروع يأتي متماشياً مع الجهود العالمية في مواجهة تغير المناخ، لكنه يتميز بكونه مشروعاً محلياً نابعاً من أفكار إماراتية صرفة.

وأفادت بأن النظام يضيف بعداً تنموياً، إذ لا ينظر للمياه باعتبارها مشكلة، بل مورد يمكن أن يدعم الزراعة ويغذي المزارع عند الحاجة، ما يقلل من استهلاك الموارد المائية التقليدية.

وأكدت أن المشروع رسالة واضحة بأن الشباب الإماراتي قادر على الجمع بين الإبداع التقني والوعي البيئي، وتحويل التحديات المناخية إلى فرص استثمارية تدعم الاستدامة.