أطلقت جمعية حماية اللغة العربية مبادرة نوعية جمعت نخبة من الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، بهدف تطوير قدراتهم الإبداعية والفكرية، وترسيخ مفهوم أن الاستثمار الحقيقي يكمن في تنمية العقول، قبل السعي وراء الأعداد.

وذلك في إطار رسالتها الهادفة إلى دعم المواهب الطلابية وصقل إمكاناتها. وقد تميزت هذه المبادرة بكونها مصممة لتلبية احتياجات المشاركين الفردية، عبر برنامج تدريبي شامل يجمع بين التطبيق العملي والأنشطة التفاعلية، ويمنح كل طالب فرصة خاصة للتعلّم والتطوير في بيئة تعليمية محفزة.

وأوضحت الجمعية أن هذا المشروع بداية لسلسلة من المبادرات المشابهة التي تركز على النوعية في التدريب، وتستهدف اكتشاف الطاقات الكامنة لدى الطلبة ورعايتها.

وشارك في المبادرة نخبه من التربويين، حيث جرى إعداد برنامج متكامل يراعي تنمية الجوانب المعرفية والمهارية والشخصية للطلبة، وتضمن البرنامج محاور عدة، شملت التدريب الرقمي، والقراءة السريعة والفهم العميق، وتعديل السلوك، وتنمية مهارات الإلقاء والعرض، إضافة إلى تدريبهم على الحساب الذهني بأساليب ممتعة، بما يعزز سرعة التفكير والدقة، ويكسبهم الثقة في قدراتهم.

من جهتها أوضحت التربوية إيمان مصطفى أن اختيار المشاركين في المبادرة جاء وفق معايير دقيقة تهدف إلى استقطاب الطلبة الأكثر استعداداً للاستفادة من التدريب وتحويله إلى إنجازات فعلية.

وأشارت إلى أن هذا الانتقاء المدروس أتاح تصميم برنامج يتسم بالعمق والثراء، ويركز على رفع كفاءة المشاركين وتمكينهم من اكتساب مهارات عملية قابلة للتطبيق في مختلف المواقف التعليمية والحياتية.

مؤكدة أن التدريب، الذي يقوم على الجودة والاهتمام الفردي، يسهم في إحداث نقلة واضحة في مستوى المشاركين، وظهرت نتائجها في قدرتهم على التفكير النقدي، والتفاعل الإيجابي، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي طُرحت أمامهم.

وأضافت أن النهج المعتمد في المبادرة يقوم على الاهتمام بجودة الأثر أكثر من حجم الانتشار، موضحة أن برامج التدريب التي تستهدف أعداداً كبيرة قد تفتقر أحياناً إلى العمق والمتابعة، بينما التركيز على شريحة مختارة يتيح المجال لتطوير مهارات نوعية تترك بصمتها على المدى الطويل.

وشددت على أن التجربة أثبتت أن الاستثمار في مجموعة مختارة من الطلبة يمكن أن ينتج تأثيراً مضاعفاً، حين يتم العمل على تطويرهم بشكل فردي ومنهجي.

من جانبها، أكدت التربوية الدكتورة نزهة اليمني أن هذه المبادرة تمثل ترجمة حقيقية لرؤية الجمعية في تعزيز مكانة اللغة العربية وربطها بالإبداع والابتكار.

مشيرة إلى أن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي وعاء الفكر والهوية، وأن دمجها في برامج تدريبية معاصرة يمنحها حضوراً أكبر في حياة الطلبة، موضحة أن الهدف من ذلك هو جعل اللغة العربية محوراً للإبداع الفكري، بحيث يستخدمها الطالب كأداة لإنتاج الأفكار والمشروعات، وليس فقط للتلقي والحفظ.

وأضافت أن الاستثمار في المواهب الطلابية على مستوى الدولة يمثل خطوة استراتيجية في بناء قاعدة بشرية قادرة على المنافسة عالمياً وهي متمسكة بقيمها الوطنية، مشيرة إلى أن المبادرة جاءت لتثبت أن الجمع بين المهارات المعرفية والقدرة على الإبداع هو السبيل الأمثل لإعداد جيل يواجه التحديات بثقة.

وعبرت التربوية وفاء الشامسي عن فخرها بالمشاركة في تنفيذ المبادرة، مشيرة إلى أن الأثر النفسي على الطلبة كان واضحاً منذ الأيام الأولى للبرنامج.

وأكدت أن مجرد شعور الطالب بأن هناك من يخصص له الوقت والاهتمام كان دافعاً قوياً لانخراطه في التعلم، حيث لاحظت تغيّراً إيجابياً في مستوى الثقة بالنفس لدى المشاركين، خاصة في قدرتهم على التعبير عن آرائهم أمام الآخرين.

أما التربوية سها شعشاعة فأشادت بروح الالتزام والحماس التي أظهرها الطلبة خلال فترة التدريب، مشيرة إلى أن هذه الروح كانت مؤشراً قوياً على استعدادهم للاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لهم.