أكّدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنها توفر تجربة ابتعاث متميزة وآمنة للطلبة الإماراتيين عبر منظومة شاملة من الخدمات الذكية والميدانية من خلال منصة الخدمات الإلكترونية «E-Services» .
والتي تضم أكثر من 20 خدمة إلكترونية، مثل باقات «حيّاك» للطلبة الجدد و«ويّاك» للطلبة المستمرين، إضافة إلى خدمات تلقائية لتيسير الإجراءات الأكاديمية والإدارية.
وتتابع الوزارة أوضاع الطلبة من خلال ملحقيات التعليم وعلوم التكنولوجيا بالتنسيق مع سفارات الدولة، بما يضمن التواصل المستمر مع الطلبة ومتابعة أوضاعهم الأكاديمية والإدارية.
كما تقدم الوزارة دعماً مالياً وصحياً وإرشادياً إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، والتدخل عند الحاجة لضمان استقرارهم واستمرار رحلتهم الأكاديمية بسلاسة.
جهود
جاء ذلك خلال ملتقى الطلبة المبتعثين الجدد لعام 2025، حيث أكد الدكتور محمد إبراهيم المعلا، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن برنامج الابتعاث الأكاديمي يُعد أقدم برامج الابتعاث في دولة الإمارات، وقد شهد تطوراً نوعياً على مدى العقود الماضية بما يتماشى مع التحولات في قطاع التعليم العالي داخل الدولة.
وقال لـ«البيان» إن البرنامج انطلق في بداياته بهدف سد الفجوة الناتجة عن محدودية مؤسسات التعليم العالي في الدولة آنذاك، أما اليوم، وبعد أن أصبح لدى الإمارات منظومة تعليمية قوية ومتطورة.
فقد تحوّل البرنامج إلى أداة استراتيجية لاختيار نخبة الطلبة المتميزين وابتعاثهم إلى أرقى الجامعات العالمية، في تخصصات ترتبط بأولويات الدولة المستقبلية.
ولفت المعلا إلى أن البرنامج يعتمد على معايير دقيقة في اختيار المبتعثين، حيث يتم قبول 10 % فقط من إجمالي المتقدمين سنوياً، والبالغ عددهم حوالي 3000 طالب، ليشكّلوا نخبة النخبة من أبناء الدولة، كما تخضع الجامعات والتخصصات المعتمدة لتحديث سنوي بناءً على التصنيفات الدولية ومعايير الجودة الأكاديمية.
وأشار إلى أن البرنامج لا يقتصر على التأهيل الأكاديمي، بل يشمل أيضاً بناء الشخصية، وتنمية المهارات الحياتية، وتعزيز الانفتاح الثقافي من خلال تجربة الابتعاث، مبيناً أن البرنامج يواصل تطوره بما ينسجم مع خطط الدولة التنموية، ويستثمر في الطاقات الوطنية القادرة على الإسهام في صناعة مستقبل الإمارات.
منصة
ومن جانبه أكّد الدكتور فيصل محمد العلي وكيل الوزارة المساعد لعمليات التعليم العالي بالإنابة، أن الملتقى التعريفي للطلبة المبتعثين، مثّل منصة مهمة للتواصل المباشر مع الطلبة وذويهم، ووفّر جلسات إرشادية وورشاً تخصصية بحسب دول الابتعاث، بهدف تزويد الطلبة بكافة المعلومات والأدوات اللازمة قبل مغادرتهم الدولة.
وأضاف أن الوزارة تضع مستقبل أبناء الإمارات في قمة أولوياتها وتوفر للطلبة المبتعثين في الخارج دعماً إلكترونياً متكاملاً على مدار الساعة، إضافةً إلى خدمات الخط الساخن للتعامل مع أي طارئ خلال فترة الدراسة.
مشيراً إلى أن هذا الدعم يمتد أيضاً لما بعد التخرج، من خلال توفير الفرص الوظيفية في مجال تخصصاتهم بالتعاون مع شركاء الوزارة الاستراتيجيين في القطاعات الاقتصادية الوطنية، بما يضمن توفير مسارات مهنية واعدة للطلبة المواطنين بعد إنهاء بعثاتهم الدراسية.
تجارب متميزة
وتزامناً مع انعقاد ملتقى الطلبة المبتعثين الجدد لعام 2025، أعلنت طيف محمد الأميري، مدير إدارة الاتصال الحكومي في الوزارة، عن إطلاق برنامج «صُنّاع الأثر»، الذي يهدف إلى إبراز النماذج الملهمة من الطلبة الإماراتيين المبتعثين، وتسليط الضوء على تجاربهم المتميزة في التخصصات النوعية، ومشاركاتهم المجتمعية والثقافية في دول الابتعاث.
وأوضحت أن البرنامج يستند إلى رواية هذه القصص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كونها المنصات الأكثر تأثيراً ومتابعة لدى الشباب، مشيرة إلى أن المجموعة الأولى من الطلبة المشاركين يتم اختيارها بعد تقييم دقيق لحساباتهم ومجالاتهم الأكاديمية، تمهيداً لتمثيل الدولة بصورة مشرّفة أمام العالم.
وأضافت أن البرنامج سيواصل التوسع ليشمل أكبر عدد ممكن من المبتعثين، بهدف تحفيز الطلبة الجدد، وتعزيز الوعي بأهمية الابتعاث إلى تخصصات ذات أولوية وطنية، وفي جامعات رفيعة المستوى عالمياً.