دبي ليست مجرد مدينة عادية، بل هي مركز عالمي في التعليم، استطاعت خلال العقود الماضية أن تبني منظومة تعليمية متطورة قادرة على المنافسة عالمياً، إذ يجمع نظامها التعليمي بين الجودة الأكاديمية، والتنوع الثقافي، والابتكار، والتركيز على الاستدامة، ما جعلها وجهة مثالية للأسر الباحثة عن تعليم يواكب تطورات القرن الحادي والعشرين.
ويعتبر التنوع الثقافي في دبي من أهم مميزات التعليم فيها، حيث يدرس في مدارس الإمارة أكثر من 186 جنسية، ما يعد فرصة مميزة لتعزيز الحوار. وتحتضن الإمارة 223 مدرسة خاصة تقدم 17 منهاجاً تعليمياً متنوعاً، منها البريطاني، والأمريكي، والبكالوريا الدولية (IB)، والفرنسية، والهندية، إضافة إلى مناهج أخرى تناسب الجنسيات المختلفة التي تعيش في دبي، وهذا التنوع لا يقتصر فقط على المناهج، بل يمتد إلى أسلوب التعليم الذي يركز على الابتكار والتطوير المستمر، ما يضمن تزويد الطلبة بأدوات معرفية متقدمة.
وحققت دبي إنجازات عالمية متميزة في مجال التعليم، حيث برزت في دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS 2023).
وأظهرت النتائج تفوق طلبة الصف الرابع في العلوم بحصولهم على المرتبة الخامسة عالمياً، والمرتبة السابعة في الرياضيات، بينما حصل طلبة الصف الثامن على المرتبة الرابعة في العلوم والسادسة في الرياضيات، وشارك في هذه الدراسة أكثر من 9500 طالب وطالبة من الصف الرابع، و8500 طالب وطالبة من الصف الثامن، يمثلون 185 و159 مدرسة خاصة في دبي على التوالي، وشملت الدراسة 72 منظومة تعليمية حول العالم، ما يجعل تفوق دبي إنجازاً عالمياً يضاف إلى سجلها الحافل.
ولم تقتصر إنجازات دبي التعليمية على الرياضيات والعلوم فقط، بل امتدت إلى مجالات أخرى، مثل التفكير الإبداعي والمعرفة المالية، ووفقاً لبرنامج تقييم الطلبة الدولي (PISA 2022) الذي تنظمه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، حققت دبي المرتبة الثانية عالمياً في المعرفة المالية، والسادسة في التفكير الإبداعي، وشملت دراسة المعرفة المالية مشاركة 20 دولة ومنطقة حول العالم، وشارك فيها أكثر من 4478 طالباً وطالبة من المدارس الخاصة في دبي. أما في مجال التفكير الإبداعي، فقد شملت الدراسة 64 دولة ومنطقة، وشارك فيها قرابة 7474 طالباً وطالبة من 171 مدرسة خاصة تطبق 8 مناهج تعليمية دولية متنوعة.
وتعكس هذه النتائج تركيز دبي على تطوير مهارات الطلبة في مجالات حديثة ومتنوعة تتماشى مع احتياجات سوق العمل المستقبلي، وتعزز من مكانتها وجهة تعليمية عالمية رائدة.
التعليم الشامل والدامج
وإضافة إلى تركيزها على الجودة الأكاديمية، تُولي دبي اهتماماً كبيراً بالتعليم الشامل والدامج الذي يهدف إلى تلبية احتياجات جميع الطلبة، بمن في ذلك أصحاب الهمم، وتعمل الإمارة على تعزيز بيئة تعليمية متكاملة تدعم التنوع وتركز على تحسين جودة حياة الطلبة من خلال برامج مخصصة تعزز رفاهيتهم النفسية والاجتماعية.
ويظهر التزام دبي بالابتكار جلياً في استثمارها في التكنولوجيا التعليمية، إذ تدمج مدارس الإمارة التكنولوجيا الحديثة في المناهج الدراسية،و توفر المدارس برامج متقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
رؤية مستقبلية للتعليم
وتعمل دبي باستمرار على تحسين نظامها التعليمي من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير المناهج، وتدريب المعلمين، كما تركز على تبني ممارسات تعليمية جديدة تواكب التطورات العالمية. إن تفوق دبي في مجالات التعليم المختلفة يعكس رؤية الإمارة الطموحة لأن تكون مركزاً عالمياً للتميز الأكاديمي، سواء في الرياضيات، أو العلوم، أو التفكير الإبداعي، أو حتى التعليم البيئي.
