في «شتا حتا» حيث تتعانق الجبال مع سد حتا المبهر وبحيرة ليم، تكتمل ملامح الشتاء في أبهى صورها، وتتبلور تجربة فريدة تحتفي بالإبداع وروح المبادرة.

حيث تجتمع مشاريع شبابية إماراتية شقت طريقها بدعم من اللجنة العليا لتطوير منطقة حتا و«براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، لتضيف إلى جمال المكان بعداً آخر يتجلى في تنوع الأفكار وغنى التجارب.

لا يقتصر تنظيم «شتا حتا» على كونه مهرجانات تقام فيها الفعاليات الترفيهية واستقطاب الزوار فحسب، بل يبرز دوره منصة حقيقية لأصحاب المشروعات لتسويق منتجاتهم وتوسيع نطاق أعمالهم.

وانطلاقاً من ذلك يحرص «براند دبي» على دعم المشروعات الإماراتية الصغيرة والناشئة، من خلال تخصيص مساحة مميزة تحت مظلة مبادرة «بكل فخر من دبي» ماركت لعرض منتجات نخبة من رواد الأعمال، والتي توزعت مشاركاتهم على 6 مهرجانات يتضمنها الحدث المستمر حتى نهاية يناير، بما يفتح أمامهم آفاقاً أوسع للنمو وتعزيز حضورهم في الأسواق المحلية والإقليمية.

وفي «شتانا في حتا» الذي يقام على بحيرة ليم تزينت أروقة المهرجان بإبداعات أكثر من 40 مشروعاً إماراتياً متميزاً، أضفى أصحابها لمسات من الأصالة والابتكار على باقة متنوعة من المنتجات، راوحت بين العطور والحرف اليدوية ومستحضرات التجميل المبتكرة.

وصولاً إلى منتجات إبداعية فريدة تعكس ذائقة أصحابها وشغفهم، كما قدمت هذه المشاريع نكهات متعددة تجمع بين المأكولات الشعبية، والنكهات الشرقية التقليدية واللمسات الغربية العصرية، إلى جانب الحلويات والمشروبات الشتوية الدافئة، لتلبي مختلف الأذواق وتحول المكان إلى مساحة نابضة بالحياة والحراك التجاري.

روح حتا

وتميزت هذه المشاريع بأسمائها المستوحاة من البيئة المحلية وتفاصيل الحياة اليومية في حتا، لتعكس ارتباطها بالمكان وهويته، وتمنح الزائر إحساساً أصيلاً بأن كل فكرة ولدت من روح حتا نفسها.

وذلك ما تشير له أسماؤها الجاذبة مثل «عكوس لطيفة»، و«بطل ليم»، و«اجش»، و«جيران»، و«فريج حتا»، وهي أسماء استلهمت من البيئة المحيطة، لتصبح جزءاً من الحكاية التي يرويها المكان لزواره، فمع كل اسم تنفتح أمام الزائر قصة مختلفة تبدأ بفكرة بسيطة وشغف شخصي، وتنتهي بتجربة متكاملة تلامس الحواس.

في «شتانا حتا» تتنوع النكهات في المهرجان كما تتنوع الثقافات التي تمر به، حيث يجد الزائر مزيجاً غنياً من الأطعمة التي تستحضر دفء البيت، إلى جانب النكهات الشرقية ذات الطابع التقليدي، ولمسات غربية صممت لتواكب أذواق الزوار من مختلف الجنسيات، وبين هذه الخيارات، برزت الحلويات الشتوية والمشروبات الدافئة كرفيق مثالي للأجواء الباردة، لتتحول الجولة بين الأكشاك الصغيرة إلى رحلة مذاق متجددة.

ولا تقف التجربة عند حدود الطعام، إذ تتجاور النكهات لمشغولات يدوية ومنتجات إبداعية تعكس مزيجاً متناغماً من التراث والابتكار، حيث القطع الفنية الصغيرة، والأعمال اليدوية الدقيقة.

والمنتجات التي صنعت بعناية لتكون أكثر من مجرد سلعة، بل ذكرى تعبر عن روح المكان وعبق حتا. ومع توافد الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح، تتحول الممرات المحاذية للبحيرة إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة.