أشاد المفتش صادقي علي سلطاني، المحامي والضابط القانوني في القيادة العامة لشرطة تنزانيا، بما شاهده من ريادة وابتكار في منظومة شرطة دبي، مؤكداً أن التجربة شكلت محطة مهنية استثنائية، وفتحت أمامه آفاقاً جديدة في التفكير الشرطي القائم على التكنولوجيا والتطوير المستدام.
وقال المفتش سلطاني، الذي يمتلك 16 عاماً من الخبرة في العمل الشرطي والقانوني: «شرطة دبي أصبحت نموذجاً عالمياً في الدمج بين الابتكار والذكاء الاصطناعي وخدمة المجتمع، فهي لا تكتفي بتبني آخر التطورات التكنولوجية، بل تصنعها، وتقدم مثالاً يحتذى في تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان والأمن معاً».
وأضاف سلطاني أن أكثر ما أثار إعجابه هو تجربة مراكز الشرطة الذكية (SPS) التي وصفها بأنها «نقلة نوعية في مفهوم الخدمات الأمنية»، فهي «تتيح للجمهور الإبلاغ عن الحوادث والحصول على الخدمات الشرطية والمجتمعية على مدار الساعة ودون تدخل بشري، وتسهم في تسريع الاستجابة وبناء الثقة بين الشرطة والمجتمع».
وأشار إلى أن تطبيق هذه المبادرات في تنزانيا ممكن، شريطة الاستثمار في التدريب والتجهيزات التقنية وبناء القدرات البشرية، مؤكداً: «إذا وجدت الإرادة والتخطيط، يمكننا أن نحقق نجاحاً مماثلاً. الدروس التي تعلمتها في دبي أثبتت أن الابتكار يبدأ من العقل البشري قبل الأدوات».
تفاعل إنساني
وأوضح أن الجانب الإنساني في عمل شرطة دبي كان له الأثر الأكبر عليه، مشيراً إلى أنه تابع ميدانياً فعاليات مجلس الروح الإيجابية. وقال المفتش سلطاني: «ما رأيته في دبي تجاوز فكرة الشرطة التقليدية، حيث جمعت الفعاليات مختلف فئات المجتمع في أجواء إيجابية لتعزز بينهم التسامح والانتماء، وتقربهم من الشرطة بطريقة غير مباشرة وفعالة».
وأضاف: «تستخدم شرطة دبي هذه الأنشطة لترسيخ الوعي بخدماتها الأمنية بطريقة مبهجة وتفاعلية. لقد حولت مفاهيم الأمن المجتمعي إلى ممارسة حية تجسد قيم التعايش والثقة».
رحلة علمية ومهنية وبيّن المفتش سلطاني أن مشاركته في الدبلوم التخصصي للابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL) الذي نظمته شرطة دبي بالتعاون مع جامعة روتشستر للتكنولوجيا، كانت أول تجربة أكاديمية له خارج بلاده، واصفاً إياها بأنها «رحلة علمية ومهنية غيرت أسلوب تفكيره نحو الابتكار في العمل الشرطي».
وتابع: «لم أكن أملك معرفة واسعة بمفاهيم الابتكار قبل التحاقي بالدبلوم، لكن البرنامج منحني رؤية شاملة حول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والإدارة الحديثة. كما أتاح لي فرصة ثمينة للتعرف على زملاء من مختلف دول العالم وتبادل الخبرات معهم».
وأشار المفتش التنزاني إلى أن البرنامج ساهم في بناء شبكة مهنية دولية تضم ضباطاً من شتى القارات، مضيفاً: «تكونت بين المشاركين في الدبلوم صداقات وعلاقات تعاون ستستمر لسنوات، لأننا نتشارك الهدف ذاته: شرطة أكثر تطوراً وارتباطاً بالمجتمع».
