أكد مركز محمد بن راشد للفضاء أن مهمة المستكشف راشد للقمر «أول مهمة عربية إلى القمر» حققت أهدافاً استراتيجية وعلمية عدة سوف يُستفاد منها في مهمة إطلاق المستكشف «راشد2» للجانب البعيد من القمر في العام المقبل 2026 على متن مركبة الهبوط القمرية «بلو غوست».

الرحلة الملاحية

وقالت الدكتورة سارة المعيني، مسؤول أنظمة الاتصال والفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف القمر في المركز: «استفدنا بشكل كبير من الرحلة الملاحية لمهمة المستكشف راشد الأولى، والتي استمرت حوالي أربعة شهور، حيث خضع المستكشف في تلك الفترة لعدة فحوصات دورية للتأكد من صحة أنظمته، ما منحنا فرصة لدراسة أدائه في بيئة الفضاء العميق».

وأضافت: «كما ساعدنا وصوله لمسافة 1.3 مليون كيلومتر عن الأرض في التعرف على مدى تأثير الرحلات الطويلة على الأنظمة الفضائية للمستكشف راشد، والتي تم تحليلها ونشرها في نشر 12 بحثاً علمياً في عدد خاص من مجلة Space Science Reviews التابعة لـسبرينجر للأبحاث العلمية، حيث شرحت الأبحاث طريقة تطوير وتشغيل المستكشف وأجهزته العلمية وعمليات المهمة».

وأوضحت أنه على الرغم من عدم نجاح هبوط مركبة هاكوتو آر التابعة لشركة آي سبيس، والتي كانت تحمل المستكشف راشد على سطح القمر، إلا أن المهمة حققت هدفها الرئيس، وهو تصميم وتطوير مستكشف قمري إماراتي، وتوفير خبرات عملية كبيرة، سوف يُستفاد منها في مهمة المستكشف راشد 2.

ثاني مهمة

ويستعد مركز محمد بن راشد للفضاء لمهمة بناء «راشد 2»، حيث وقع مؤخراً اتفاقية استراتيجية مع وشركة «فايرفلاي أيروسبيس» الأمريكية، لتكون الجهة المسؤولة عن نقل المستكشف «راشد 2» إلى سطح القمر ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر.

وبموجب الشراكة، سيتم إطلاق المستكشف «راشد 2» إلى الجانب البعيد من القمر على متن مركبة الهبوط القمرية «بلو غوست» التابعة لشركة «فايرفلاي أيروسبيس»، والمثبتة على المركبة المدارية «إيليترا دارك»، لتكون ثاني مهمة في التاريخ تسعى للهبوط على هذا الجانب من القمر، وسينضم «راشد 2» إلى مهمة «بلو غوست ميشن 2» في العام 2026، والتي تشمل حمولات من وكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة ناسا، وأستراليا.

ووضع مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الأهداف العلمية الطموحة للمستكشف «راشد 2»، الذي سيُظهر قدراته على التنقل في بيئة القمر الصعبة، وتحديداً على الجانب البعيد منه، الذي يتميز بتضاريس وعرة، وتحديات أكبر في الاتصال مقارنة بالجانب القريب، وفي إطار المهمة، سيجري المستكشف تجربة لقياس تَماسُك المواد، حيث سيتم اختبار مجموعة متنوعة من المواد المثبّتة على عجلاته لتقييم مدى متانتها ومقاومتها للغبار القمري.

وسيحمل «راشد 2» مجموعة من الكاميرات والمجسات العلمية المتقدمة لدراسة سطح القمر وخصائصه الحرارية، وبيئة البلازما، والغبار، والجيولوجيا، وكفاءة المواد للحماية من تربة القمر، وسيجمع البيانات للمساعدة على تطوير تقنيات جديدة، وتعزيز فرص التوسع في استكشاف الفضاء، كما ستتضمن الحمولة أيضاً جهاز إرسال لاسلكي يتيح التواصل مع بقية مكونات المهمة.