وقعت دبي الإنسانية ومركز تنسيق المساعدات الإنسانية لإدارة الكوارث التابع لرابطة دول جنوب شرق آسيا المعروف بـ«مركز آها»، أمس، خطاب نوايا في مدينة سيام ريب بمملكة كمبوديا، في خطوة تمثل محطة رئيسية في تعزيز العمل الإنساني المشترك في جنوب شرق آسيا. يشكل هذا الاتفاق أساساً للتعاون الاستراتيجي بين الطرفين، لتعزيز جهود الجاهزية والاستجابة للأزمات الطارئة في دول رابطة دول جنوب شرق آسيا المتأثرة بالكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية الأخرى.

ويعكس التوقيع التزاماً مشتركاً ببناء أنظمة إغاثة أكثر مرونة واستدامة وسرعة في واحدة من أكثر المناطق عرضة للكوارث في العالم. ويحدد خطاب النوايا إطاراً للتعاون المشترك ضمن ركيزتين أساسيتين الأولى: الخدمات اللوجستية الإنسانية وحلول الإغاثة في الأزمات، حيث تسهِم هذه الشراكة في تنسيق عمليات الإغاثة، واستكشاف إمكانية إقراض مواد الإغاثة الأساسية، ودعم نظام لوجستيات الطوارئ في حالات الكوارث التابع لرابطة دول جنوب شرق آسيا (DELSA)، كما يضع الاتفاق تصوراً لمبادرات مشتركة بشأن الابتكار في سلسلة التوريد الإنسانية، وذلك بهدف تعزيز كفاءة واستدامة الاستجابة في حالات الطوارئ، والثانية تبادل المعرفة والتوعية، حيث سيتعاون الطرفان لتبادل أفضل الممارسات في مجالات الاستدامة، وخفض انبعاثات الكربون والتميز في العمليات الإنسانية. ويتيح هذا التعاون تنفيذ برامج تدريبية وندوات مشتركة، تركز على تعزيز قدرات الاستجابة المحلية ونقل المعرفة بين القطاعين العام والخاص.

ويشدد خطاب النوايا على أهمية الجهود التوعوية المشتركة، بما في ذلك الحملات الإعلامية، والمشاركة في الفعاليات الإنسانية الإقليمية لتقوية التعاون في بناء شبكة أمان عالمية. وقال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية: «نشهد حول العالم، وخصوصاً في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، ازدياداً في وتيرة الكوارث وتعقيدها، ما يتطلب استجابات لا تكون فقط أسرع، بل أيضاً أكثر ذكاء وتعاوناً.

إن هذه الشراكة مع المركز تنطلق من هذا الفهم، وتُجسد مسؤوليتنا كمركز إنساني عالمي في تقديم الدعم، والمساهمة في تصميم حلول مشتركة تبني القدرات المحلية، وتقلل من مواطن الضعف، وتتكيف مع المخاطر المتغيرة.

ويشكل خطاب النوايا هذا دليلاً على نوع التعاون المستقبلي الذي يحتاج إليه القطاع الإنساني». وأعرب مركز تنسيق المساعدات الإنسانية عن سروره بالتعاون مع دبي الإنسانية، المركز المعترف به عالمياً في مجال التنسيق والخدمات للوجستية الإنسانية.

ويأتي هذا التعاون انسجاماً مع رؤية المركز في بناء مجتمع «آسيان» مترابط ومرن، قادر على الاستجابة للكوارث بسرعة وفاعلية. وقال لي يام مينغ، المدير التنفيذي للمركز: «تشكل هذه الشراكة مع دبي الإنسانية محطة مهمة للمركز، كونها أول تعاون رسمي لنا مع جهة من منطقة الشرق الأوسط في مجال إدارة الأزمات والكوارث».