في فسحة هادئة تكتنفها السكينة، داخل «حديقة الريحان» المخصصة لكبار المواطنين في مستشفى الأمل للصحة النفسية بدبي، تتجلى مبادرة فنية وإنسانية عميقة: «جدارية الأمل»، لم تكن مجرد عمل تشكيلي، بل رمز حي يعكس لقاء الفن بالطب، والألوان بالعاطفة الإنسانية، في سعي مجتمعي لمعالجة التحديات الصحية بأرقى الأساليب الإبداعية.

على هذه الجدران التي تعد واحة من السلام والهدوء نقشت قصة مستمرة عن الذاكرة، والنسيان، والترابط بين الأجيال، تتوسط اللوحة صورة الحفيد، في حين يحتل الجد والجدة طرفيها، في تشكيل بصري يؤكد متانة الرابط الأسري عبر الأزمان، حتى إن حاول مرض الزهايمر سرقة تفاصيل الذكريات.

استغرق العمل على هذه التحفة الفنية قرابة ثلاثة أسابيع، وشهد تضافراً فريداً للجهود؛ إذ لم يقتصر التعاون على طالبات موهوبات من جامعة زايد، بل امتد ليشمل المرضى والموظفين على حد سواء، ليصبح هذا العمل نبضاً حياً يحكي معنى التضامن والأمل المشترك.

يحمل اختيار اسم «الريحان» للحديقة دلالات روحية غنية تشير إلى الرزق والنفحات الطيبة، أما الزهور البنفسجية التي تزين المكان فهي ليست مجرد زينة، بل تمثل الرمز الدولي للوعي بمرض الزهايمر، بهذا التناغم تتحول «حديقة الريحان» إلى جسر يربط بين الوعي بضرورة مواجهة المرض، ودفء الدعم المجتمعي الملهم.

وفي تأكيده للأثر العميق للجدارية صرح الدكتور عمار البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية: «تقع حديقة الريحان في قلب المستشفى، وقد خصصناها لتعزيز رفاهية كبار المواطنين ودعم صحتهم النفسية، هذه الجدارية أصبحت متنفساً للجميع، خصوصاً كبار السن الذين يجدون فيها بصيص أمل وراحة نفسية».