شهدت الدورة الخامسة من «دبي بودفست 2025» انعقاد جلسة حوارية بعنوان «الفن والإبداع بين الصوت والكاميرا» شاركت فيها الممثلة والمخرجة هيا عبدالسلام، تناولت خلالها دور الدراما والإعلام في صياغة محتوى بصري عربي مؤثر، وآفاق البودكاست المرئي بوصفه مساحة جديدة للإبداع والتأثير الثقافي في المنطقة.

وخلال الجلسة، التي أدارها الإعلامي نورالدين اليوسف، مقدم بودكاست مع نورالدين، أشارت هيا عبدالسلام إلى أن التقاء الدراما مع الإعلام يشكل فرصة حقيقية لصناعة محتوى عربي معاصر قادر على الوصول إلى جمهور أوسع، مؤكدة أن أدوات السرد البصري والسمعي تمنح المبدعين قدرة أكبر على التأثير ونقل الرسائل.

وفي إطار صناعة البودكاست والمقارنة بين تأثير المحتوى الصوتي والمرئي أوضحت هيا عبدالسلام أن تقديم المحتوى بالصوت والصورة يضيف بعداً بصرياً يعزز تفاعل الجمهور ويقرب من التجربة الدرامية التي اعتاد عليها المشاهد العربي.

وأضافت خلال الجلسة أن تصوير البودكاست منحها تجربة جديدة ومختلفة عن الأداء التمثيلي التقليدي، إذ يفرض توازناً دقيقاً بين الحضور خلف الكاميرا بوصفها ممثلة وصانعة محتوى، وبين الظهور أمامها بوصفها محاورة وصاحبة فكرة.

وتحدثت هيا عبدالسلام عن آلية اختيار الموضوعات والضيوف في برنامجها «مسرة»، مؤكدة الحرص على أن تكون موضوعات الحلقات ذات صلة بالجمهور المرئي والمسموع على حد سواء، وأن تراعي اختلافات الأفكار بين المستمع والمشاهد.

وأشارت إلى أن تفاعل الجمهور مع البودكاست المصور يختلف عن تجربته مع الدراما التقليدية، إذ يمنحه شعوراً أكبر بالمشاركة والتواصل المباشر مع صانع المحتوى.

وفيما يتعلق بأهمية البودكاست المرئي أكدت أنه قادر على الإسهام في نشر الثقافة العربية وإبراز قصص وتجارب ملهمة من المنطقة، بفضل انتشاره عبر المنصات الرقمية وسهولة وصوله إلى شرائح أوسع من الجمهور.

وختمت بالقول إنها تجد نفسها في الحالتين مقدمة وصاحبة فكرة من جهة، ومبدعة أمام الكاميرا من جهة أخرى، معتبرة أن هذه التجربة تجمع بين شغفها بالتمثيل واهتمامها بصناعة المحتوى الإعلامي الجديد، متوقعة مستقبلاً واعداً للبودكاست المرئي في الإعلام العربي، خصوصاً مع تزايد إقبال الجمهور على هذا النوع من المحتوى، مشددة على ضرورة الاستثمار فيه بوصفه أداة تعبيرية حديثة تدعم حضور الثقافة العربية في المشهد العالمي.

البودكاست المرئي قادر على الإسهام في نشر الثقافة العربية وإبراز قصص وتجارب ملهمة من المنطقة