أكدت عفراء الحاي المشرف العام على الأعراس في جمعية النهضة النسائية بدبي، لـ«البيان» أن السنة الأولى من الزواج تعد مرحلة دقيقة ومليئة بالتحولات في حياة أي زوجين، إذ يبدأ خلالها بناء الأسس الحقيقية لشراكة طويلة الأمد.

ومن واقع تعامل الإدارة مع الاستشارات الأسرية والتحديات التي تواجه الأسرة بشكل عام قدمت الحاي 11 نصيحة ذهبية لضمان عبور آمن في سنة أولى زواج وتعزيز استقرار الأسرة وضمان استدامتها بما يتماشى مع أجندة دبي الاجتماعية الرامية إلى تعزيز الاستقرار المجتمعي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين ويدعم أهداف عام المجتمع المبادرة الوطنية التي تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.

التركيز على الواقع

وأشارت عفراء الحاي إلى ضرورة تركيز الزوجين على الواقع وعدم رفع سقف التوقعات، وعدم المقارنة بالآخرين والتحلي بالصبر، وتجنب الانفعال في لحظات الخلاف، وممارسة أنشطة مشتركة مثل السفر أو الهوايات لبناء ذكريات جميلة.

وقالت: يجب طلب المساعدة من مختصين في حال تعقدت المشكلات، بدلاً من اللجوء إلى أطراف غير مؤهلة، ومراعاة التغيرات النفسية للطرفين، والتخطيط المالي الواعي، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات، وتحديد أهداف وأولويات مشتركة للمستقبل، والحفاظ على التواصل المفتوح والصادق. وأضافت إنه في حين ينشغل العروسان بالتأقلم مع تفاصيل الحياة اليومية المشتركة، تظهر تحديات جديدة تحتاج إلى وعي وحكمة في التعامل معها، مشيرة إلى أن الأزواج الجدد بحاجة إلى النظر لهذه السنة باعتبارها «عام التأسيس». وأكدت الحاي أن تجاوز هذه المرحلة بنجاح يفتح الطريق أمام حياة أكثر استقراراً وسعادة.

اختلاف التوقعات

وترى المشرف العام على الأعراس الجماعية بالجمعية، أن من أبرز ما يواجه الزوجين في عامهما الأول هو اختلاف التوقعات، حيث يأتي كل طرف بصورة مسبقة عن الزواج تحمل آمالاً وتوقعاتٍ قد تخالف الحياة الواقعية من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والمسلسلات وغيرها. وقالت: «كثير من الخلافات تنشأ لأن الزوج أو الزوجة ينتظر من الآخر دوراً مثالياً، بينما الواقع يتطلب قبول الاختلاف والعمل على التكيف». وأضافت إن التحدي المالي يمثل جانباً حساساً، وخاصة إذا لم تكن هناك خطة واضحة للنفقات، موضحة أنه من المهم أن يجلس الزوجان منذ البداية لوضع ميزانية مشتركة، ومناقشة أولويات الصرف والادخار، بغرض تعزيز الثقة والحد من أسباب الخلافات المتعلقة بهذا الجانب.

التدخلات الزائدة

وحذرت عفراء الحاي من التدخلات الزائدة من العائلة والأصدقاء، مؤكدة أن العلاقة الزوجية يجب أن تبنى على الاستقلالية، لافتة إلى أن ذلك لا يعني بالطبع قطع الصلة بالأهل، ولكن يعني وضع حدود صحية تحافظ على احترام الجميع، وتمنع أي تأثير سلبي على القرارات الزوجية.

وأكدت أن التواصل الفعال هو صمام الأمان للعلاقة الزوجية، مبينة أن الحوار الهادئ والصريح يختصر الكثير من الخلافات، فالسكوت أو التراكمات قد تتحول مع الوقت إلى فجوة يصعب رأبها ما يهدد استقرار الحياة الأسرية.

ولفتت إلى ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي والعاطفي في السنة الأولى، قائلة إنه يجب على الزوجين أن يعبرا دائماً عن تقديرهما لبعضهما، وأن يحرصا على إظهار مشاعر الحب والدعم، فذلك يرسخ الإحساس بالأمان العاطفي.

وأفادت بأن «نسائية دبي» تقدم حزمة من البرامج التأهيلية للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثاً من أبرزها «رخصة قيادة الحياة الزوجية»، والموجه للفتيات المقبلات على الزواج والمتزوجات حديثاً، لتزويدهن بالمعرفة والمهارات اللازمة، بغرض بناء حياة أسرية ناجحة ومستقرة، وتقليل نسبة الطلاق، ضمن جهودها الدائمة لتحقيق شعار «الأسرة أساس الوطن»، مشيرة إلى أن هذه البرامج يقدمها نخبة من الاستشاريين والمختصين في إدارة العلاقات الأسرية. وأكدت أن الزواج رحلة تحتاج إلى شراكة حقيقية، والنجاح فيها مرهون بالقدرة على الاحترام المتبادل، والحوار المستمر، والاستعداد للتنازل عند الحاجة.