أسفرت حملات التوعية المرورية التي تنفذها شرطة دبي عن نتائج ملموسة وملحوظة على مستوى خفض عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، ورفع مستوى الوعي بين مختلف شرائح المجتمع، لا سيما فئات العمالة الوافدة ومستخدمي الطرق، وذلك بفضل استراتيجية متكاملة تجمع بين الابتكار، والشراكة المجتمعية، والاستخدام الفعال للإعلام التقليدي والرقمي.

واستعرضت الملازم أول سلمى محمد راشد سيف المري، رئيس قسم التوعية المرورية في إدارة التثقيف المروري بشرطة دبي، خلال مشاركتها بفعاليات القمة الشرطية العالمية في مركز دبي التجاري العالمي، الذي اختتم فعالياته أول من أمس، أبرز عوامل نجاح الحملات التوعوية التي تنفذها شرطة دبي، والتحديات التي تم تجاوزها لجعل هذه الحملات أكثر تأثيراً وفعالية في سلوكيات مستخدمي الطريق.

وقالت الملازم أول سلمى: «تقيس شرطة دبي أثر الحملات التوعوية من خلال مؤشرين رئيسيين، هما عدد المستفيدين، ومعدل الوفيات، وقد أظهرت البيانات أن هناك انخفاضاً واضحاً في الوفيات على الرغم من الزيادة المستمرة في عدد السكان، ما يؤكد فاعلية منهجيتنا في التوعية».

وكشفت أن أكثر من 75 ألف شخص استفادوا من الحملات الميدانية فقط خلال عام 2024، دون احتساب التغطية الإعلامية، مشيرة إلى أن هذه الجهود ركزت بشكل خاص على سلامة المشاة والعمال الوافدين من جنسيات متعددة، مثل الهندية والبنغالية والباكستانية، الذين تختلف خلفياتهم الثقافية عن بيئة دولة الإمارات، ما استدعى ابتكار أساليب تواصل مباشرة ومبسطة.

وأضافت: «حرصنا على الوصول إلى هذه الفئات عبر حملات ميدانية مباشرة بدلاً من الاعتماد فقط على القنوات الرقمية، نظراً لطبيعة عملهم وانخفاض تفاعلهم مع وسائل الإعلام الجديدة. كما تم التركيز على توعية مستخدمي الدراجات الهوائية والكهربائية، وسائقي دراجات التوصيل».

وأكدت أن حملات شرطة دبي لم تقتصر على التوعية التقليدية، بل شملت مبادرات مبتكرة مثل مسلسل كرتوني للأطفال بعنوان «الشرطي منصور»، بالتعاون مع قناة سبيستون، والذي حقق أكثر من 76 مليون مشاهدة خلال عامه الأول.

وأشارت إلى أن شرطة دبي تعتمد على برنامج متخصص لرصد وتحليل نتائج الحملات عبر الإعلام يعرف بـ«سبنكلر»، الذي أظهر أن المحتوى التوعوي الموجّه عبر الإعلام الرقمي والتقليدي وصل إلى نحو 246 مليون شخص داخل الدولة وخارجها خلال عام 2024 فقط.