دعا المتحدثون في فعاليات «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي»، ضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، إلى تكريس البُعدين الأخلاقي والقيمي، كعامل أساسي في ابتكار وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وأكد الخبراء في الذكاء الاصطناعي وقطاعات التكنولوجيا المرتبطة به، أنه يجب أن يرتكز على الإنسان، بحيث تكون مصلحة البشر منطلقه وغايته، وتعم منافعه الجميع، دون تحيّز أو تمييز.

الإنسان أولاً

وفي جلسة بعنوان «لماذا يُعد الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان خياراً ذكياً للأعمال؟»، شدد الخبراء على أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد أكثر التقنيات المتقدمة التي تصب في خدمة البشرية. وقال الخبراء إنه ينبغي توجيه الذكاء الاصطناعي بالذكاء البشري، لضمان تعزيز قدراتنا، عوضاً عن استبدالها.

واعتبر كلٌ من بانوس ماداموبولوس، المدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرامج الصناعة والشراكات، ستانفورد إتش إيه آي، ومايكل سبرانجر الرئيس التنفيذي للعمليات لدى «سوني للذكاء الاصطناعي»، أن التحديات الكبرى التي تواجه الذكاء الاصطناعي اليوم ليست تقنية، بل بشرية، نظراً للحاجة إلى تعريف واضح متوافق عليه لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مروراً بالبيانات غير الدقيقة.

وانتهاءً بالفجوة بين مصممي التكنولوجيا ومستخدميها، مؤكدين أن المقياس الحقيقي لنجاح الذكاء الاصطناعي، لا يكمن فقط في الأتمتة، بل في استخدامه لتعزيز الجوانب التي تخدم المجتمعات البشرية وتضعها كأولوية، داعين إلى تحديد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون بين القطاعات الحكومية والأكاديمية والخاصة، لضمان تطوير وتوفير تكنولوجيا متقدمة، ذات مغزى إنساني وأخلاقي.

رأس المال البشري

وضمن جلسة بعنوان «رأس المال البشري في عصر الذكاء الاصطناعي»، بحضور كل من كِرِم ألبر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «نيول»، والدكتور ناثان موندراغون الرئيس التنفيذي للابتكار في «هاير فيو»، تطرّق الحوار إلى دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل قطاع التوظيف والمواهب، عبر تعزيز القدرة على اتخاذ قرارات واعية ومدعومة بالبيانات.

كما استعرضت جلسة أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي المفتوح نظمتها «أوبن إيه آي»، وسلطت الضوء على مدى الوعي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة للإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، أهمية تصميم استراتيجيات وطنية لدمج الذكاء الاصطناعي في الرؤى الاقتصادية بعيدة المدى، وإطلاق حوارات عالية المستوى حول البنية التحتية، والحوكمة، وتنمية المواهب، للعب دور رئيس في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.

واستعرضت الجلسة ابتكارات الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، حيث سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تخصيص تجارب التعلم، وستتمكن النماذج المستقلة من التعرف إلى أنماط التعلم الأنسب للفرد حسب احتياجاته.

كالتعلم المرئي أو المسموع، وتقديم محتوى يلبي احتياجات كل متعلم على حدة، وفق محورين أساسيين، هما تمكين الطلاب من الوصول إلى أدوات تعليمية ذكية، ودعم المعلمين في تكييف أساليب التدريس وتحديث المناهج، بما يُسهم في معالجة تحديات عدة، مثل اكتظاظ الصفوف الدراسية، وتعزيز تكافؤ فرص الوصول إلى تعليم عالي الجودة.

ممكّنات التوسّع

وفي جلسة بعنوان «أسس الذكاء الاصطناعي: كيف نبني بنية تحتية قابلة للتوسّع في الواقع العملي؟»، من تنظيم كاتونيك – بي جي سي، تحدث فيصل حمادي المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، عن التحول من أنظمة الذكاء الاصطناعي النمطية القائمة على النماذج، إلى أنظمة أكثر استدامة ومرونة.