حققت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» إنجازات قياسية منذ تأسيسها عام 2015، حيث أنفقت عبر 35 مؤسسة تندرج تحت مظلتها، 13.8 مليار درهم على جميع المبادرات الإنسانية والتنموية والبرامج المجتمعية منذ تأسيسها وحتى عام 2024، استفاد منها 788 مليوناً، من 118 دولة، وبلغ إجمالي عدد المتطوعين المشاركين في مشاريع ومبادرات المؤسسة 972 ألفاً و256 متطوعاً.

وتترجم المؤسسة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الساعية إلى تطوير العمل الإنساني والإغاثي والمجتمعي في صيغة أكثر تكاملية، وفق منظومة تتبنى صناعة الأمل ثقافة وفكراً استراتيجياً وعملاً مستمراً يتجسد واقعاً على الأرض.

وضمن هذه المنظومة، تتحول عشرات المبادرات والبرامج والمشاريع التي يرعاها سموه إلى كيانات راسخة تعمل على مأسسة العمل الإنساني والتنموي، بما يكفل استدامته وتعظيم أثره الإيجابي، وتعمل المؤسسة ضمن 5 محاور هي:

المساعدات الإنسانية والإغاثية، الرعاية الصحية ومكافحة المرض، نشر التعليم والمعرفة، ابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات. واستطاعت المؤسسة ضمن محور نشر التعليم والمعرفة تقديم المساعدات على مدار 10 سنوات منذ إطلاقها إلى 457 مليون مستفيد بحجم إنفاق بلغ 3.8 مليارات درهم، وتندرج تحت هذا المحور مؤسسات عدة، من أبرزها:

دبي العطاء، مؤسسة الجليلة، تحدي القراء العربي، جائزة محمد بن راشد للغة العربية، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وقمة المعرفة، ومكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومنصة مدرسة، والمدرسة الرقمية، ووقف الأم.

دبي العطاء

ونجحت دبي العطاء منذ تأسيسها عام 2007 في إحداث تغيير إيجابي في حياة أكثر من 116 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر في 60 دولة نامية. وتعاونت مع 143 شريكاً لتنفيذ 260 برنامجاً، و48 مبادرة لحشد الدعم، و40 برنامجاً بحثياً، وبحلول نهاية عام 2024، سددت مليار درهم من محفظة التزاماتها لدعم تدخلاتها البرامجية، كما عززت جهودها في مجال حشد الدعم من خلال إطلاق تقرير «إعادة صياغة مشهد التعليم:

الترابط بين التعليم والمناخ»، ما يؤكد التزامها بتحويل التعليم العالمي لتحقيق مستقبل مستدام. وفي العام الماضي، أكدت دبي العطاء التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية من خلال حملتين رئيسيتين للاستجابة للأزمات: «غزة في القلب» و«الإمارات معك يا لبنان».

وتمكنت حملة «غزة في القلب» من جمع نحو 15.7 مليون درهم، وفّرت من خلالها 253.984 وجبة ساخنة عبر مطابخ مركزية، و37.813 سلة غذائية تم توزيعها على الأسر في غزة.

كما أطلقت دبي العطاء، بالتعاون مع مبادرة حكومة الإمارات «الإمارات معك يا لبنان»، حملة لجمع التبرعات نجحت خلالها في جمع نحو 39 مليون درهم لتوفير مساعدات طارئة للأسر النازحة في لبنان، وأشركت من خلالها 5.425 متطوعاً أسهموا في تجهيز 20 ألف طرد إغاثي.

وحرصاً على إشراك المجتمع في دعم التعليم وتعزيز ثقافة العطاء، نظمت دبي العطاء خلال العام الماضي 16 دورة تطوعية ضمن مبادرة «التطوع في الإمارات».

وأسفرت دورة «العودة إلى المدرسة» عن مشاركة أكثر من 400 متطوع في أبوظبي، اجتمعوا لحزم وتجهيز 10 آلاف حقيبة مدرسية مجهزة بالمستلزمات الأساسية، لدعم الأطفال من الأسر المتعففة في دولة الإمارات قبيل انطلاق العام الدراسي 2024 - 2025.

وشهدت مبادرة «طلاب من أجل طلاب»، التي أطلقتها دبي العطاء في 2024، تفاعلاً غير مسبوق من المجتمع المدرسي في الإمارات، حيث أسهم طلاب من 14 مدرسة في جمع 720 ألف درهم، ما مكن المؤسسة من توفير مستلزمات مدرسية أساسية، شملت الحقائب والقرطاسية للأطفال من الأسر المتعففة داخل الدولة.

وفي المرحلة الثانية من المبادرة، استضافت 12 مدرسة أياماً تطوعية، شارك فيها أكثر من 3.500 طالب ومعلم وولي أمر، حيث عملوا معاً لحزم وتجهيز 9.000 حقيبة مدرسية.

ونجحت دبي العطاء في 2024 بجمع تبرعات لبناء 8 مدارس ومكتبات في المناطق النائية في الهند، ومالاوي، ونيبال، والسنغال، في إطار التزامها بتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم في المجتمعات الأكثر احتياجاً.

وفي إطار التزامها بتعزيز التعليم الأساسي ومحو الأمية، شهد العام الماضي اكتمال بناء مدرستين جديدتين، إحداهما في مالاوي، يستفيد منها 920 شخصاً، والأخرى في نيبال، يستفيد منها 860 شخصاً.

مشاريع قيد التنفيذ

وتواصل دبي العطاء توسيع نطاق مشاريعها التعليمية، حيث يجري حالياً تنفيذ مشاريع جديدة عدة لدعم التعليم الأساسي ومحو الأمية في عدد من الدول؛ ففي باكستان، تستمر عمليات بناء وحدة مدرسية للتعليم الأساسي في ولاية راتوديرو لاركانا، والتي ستوفر فرص التعليم لـ1.056 شخصاً.

وفي مالاوي، يجري العمل على إنشاء مدرستين جديدتين للتعليم الأساسي، إلى جانب تطوير برامج محو الأمية للبالغين، ومن المتوقع أن يستفيد منهما 3.220 شخصاً عند اكتمالهما في عامي 2026 و2027.

وفي نيبال جارٍ تنفيذ مشروع بناء 3 مدارس جديدة للتعليم الأساسي، سيستفيد منها 5.160 شخصاً عند اكتمالها عام 2027. كما تشهد السنغال تنفيذ 3 مشاريع تعليمية، تشمل بناء مدارس جديدة وبرامج لمحو الأمية، ما يوفر فرص التعليم لأكثر من 4200 شخص بحلول 2027.

وقف الأم

وجرياً على عادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بإطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية، تزامناً مع شهر رمضان الفضيل، أطلق سموه، في مارس 2024، حملة وقف الأم، تكريماً للأمهات.

وذلك من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام عبر مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية، وشهدت الحملة إقبالاً مجتمعياً واسعاً وتسابقاً على فعل الخير، حيث نجحت في تخطي مستهدفاتها خلال أقل من شهر من إطلاقها.

ووصلت الإسهامات إلى أكثر من 1.4 مليار درهم. وأصدرت الحملة من خلال موقعها الإلكتروني أكثر من 230 ألف سند مشاركة في الحملة للمساهمين بأسماء أمهاتهم براً بهن وعرفاناً بعطائهن.

وواصلت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في 2024، عملها على «مشروع المعرفة العالمي» الذي يضم مبادرات عدة، من بينها «مؤشر المعرفة العالمي» و«مهارات المستقبل للجميع»، وذلك ضمن شراكتها الاستراتيجية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وخلال الدورة التاسعة من قمة المعرفة، كشفت المؤسسة عن نتائج «مؤشر المعرفة العالمي» لعام 2024، وهو مؤشر مرجعي عالمي يقيس أداء الدول في مختلف مجالات المعرفة، وحافظت الإمارات على صدارتها عربياً متقدمة على 10 دول عربية، كما حلت في المرتبة الـ26 عالمياً.

وتعزيزاً لتوزيع المحتوى الرقمي المعرفي، واصلت المؤسسة تطوير «مركز المعرفة الرقمي»، وهو منصة معرفية رائدة تجمع وتنتج وتنظم المحتوى المعلوماتي الرقمي باللغة العربية لسد الفجوة الرقمية. ويضم المركز أكثر من 800 ألف عنوان، ليصل عدد مستخدميه إلى 3.1 ملايين مستخدم، فيما تجاوز عدد الزيارات 25 مليون زيارة خلال عام 2024 من 171 دولة حول العالم.

كما أطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة «برنامج دبي الدولي للكتابة» بهدف اكتشاف وتمكين المواهب الشابة في مجال الكتابة، عبر احتضان الكتّاب والمبدعين وتعزيز معارفهم عبر ورش تدريبية متخصصة في مختلف المجالات الأدبية والمعرفية.

وفي عام 2024، شهد البرنامج قبول 50 متدرباً، من بين أكثر من 300 مترشح، خضعوا لأربع ورش تدريبية مكثفة. وتُمنح جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة كل عامين ضمن فعاليات قمة المعرفة، تكريماً للشخصيات والمؤسسات العالمية التي قدمت إسهامات بارزة في إنتاج ونشر المعرفة في مختلف المجالات.

وفي أكتوبر 2024، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان عبر المدرسة الرقمية التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لمواجهة التحديات التعليمية التي فرضتها الأوضاع الصعبة في لبنان.

وباشرت المدرسة الرقمية تنفيذ مشروع «استمرارية التعليم في لبنان 2024 - 2025»، الذي استهدف بمرحلته الأولى 40 ألف مستفيد، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء والجهات المعنية، ويشمل المشروع مسارين رئيسيين:

الأول «التعليم الرقمي»، والثاني «دعم التعليم في مراكز النزوح»، ونجحت المدرسة الرقمية بنهاية عام 2024 في الوصول إلى أكثر من 101 ألف شخص من برامجها كافة في لبنان.

وأطلقت المدرسة الرقمية في يونيو 2024 مرحلة جديدة للشراكة مع وزارة التربية والتعليم في الأردن، بتحويل مدرسة المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود إلى مدرسة رقمية متكاملة للمراحل الدراسية كافة.

وتقدم المدرسة الرقمية خدماتها لنحو 2.500 طالب وطالبة في المخيم، وزُودت جميع الصفوف التعليمية البالغ عددها 45 فصلاً، بتقنيات تدعم التعليم الرقمي، مثل شاشات العرض الرقمي والوصول للإنترنت، إلى جانب تجهيز 5 قاعات تعلم رقمي متكاملة.

وسعياً إلى توسيع نطاق التعليم الرقمي عالمياً، أعلنت المدرسة الرقمية عام 2024 عن شراكات استراتيجية مع 5 دول أفريقية، تشمل: ناميبيا، وليسوتو، ومدغشقر، وزامبيا، وأنغولا، لتوفير التعليم الرقمي للأطفال في المجتمعات الريفية والمناطق الأقل حظاً، ونجحت المدرسة الرقمية في إحداث تأثير ملموس على المستوى العالمي، حيث استفاد من برامجها أكثر من نصف مليون طالب من 14 دولة.

كما قامت بتطوير مكتبة تعليمية رقمية ضخمة تحتوي أكثر من 25 ألف درس رقمي، و100 ألف محتوى تعليمي تفاعلي، متاحة بـ5 لغات، كما تم تجهيز 903 مساحات تعلم رقمي، وتدريب أكثر من 10 آلاف معلم من 31 دولة، من خلال الأكاديمية الدولية للمعلم الرقمي التي ترعاها المدرسة.

وحققت حملة «تبرع بجهازك» التي أطلقتها المدرسة الرقمية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، نجاحاً كبيراً بجمع أكثر من 50 ألف جهاز إلكتروني، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية في 14 أكتوبر.

وضمن جهودها لدعم توجهات دولة الإمارات في عام الاستدامة. وشاركت فيها أكثر من 100 مؤسسة، واستهدفت الحملة تحقيق أثر مزدوج بيئي وتعليمي.

حيث أسهمت في توفير 120 طناً من النفايات الإلكترونية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 122 طناً، وتوفير 170 ألف لتر من الوقود، ما يدعم جهود الإمارات في تقليل الاعتماد على الموارد غير المتجددة وحماية البيئة.

كما ساعدت على حماية 32 ألف قدم مربع من الأراضي من التلوث الناجم عن المعادن السامة الناتجة عن الأجهزة الإلكترونية غير المُدارة بشكل صحيح، وأسهمت الحملة في تزويد آلاف الطلاب الأقل حظاً بفرص تعليمية رقمية متقدمة، عبر توفير الأجهزة في 14 دولة.

وفي يونيو 2024، حصلت المدرسة الرقمية على الاعتماد الأكاديمي الدولي من مؤسسة نيو إنغلاند للمدارس والكليات (NEASC)، لتصبح أول مؤسسة تعليمية رقمية على مستوى العالم تنال هذا الاعتماد. وفي ديسمبر الماضي.

حصدت المدرسة الرقمية جائزة «1885 للخدمة الجليلة في التعليم» من مؤسسة نيو إنغلاند للمدارس والكليات، تقديراً لإسهاماتها البارزة في إحداث تحول إيجابي في التعليم العالمي

وبذلك أصبحت أول مؤسسة تعليمية خارج الولايات المتحدة الأمريكية تحصل على هذه الجائزة المرموقة. وبحلول نهاية عام 2024، بلغ عدد المسجلين في منصة مدرسة نحو 3.7 ملايين مستخدم استفادوا من 7.400 فيديو تعليمي مجاني، إلى جانب 151 مليون حصة تعليمية قُدمت على مدار 6 سنوات، لتصل بمحتواها المعرفي إلى أكثر من 70 دولة حول العالم.

3.8

مليارات درهم الإنفاق على محور نشر التعليم استفاد منه 457 مليوناً

تنفيذ مشاريع لدعم التعليم ومحو الأمية في باكستان ومالاوي ونيبال والسنغال

972256

متطوعاً شاركوا في مشاريع ومبادرات المؤسسة