واعتمدت الكلية على هذا النهج التفاعلي الفريد لتحويل التجارب القيادية الواقعية إلى مادة تعليمية غنية، حيث نجحت في دمج البعد الإنساني مع العمق الاستراتيجي، ما لاقى تفاعلاً لافتاً من المشاركين الذين مثلوا العديد من الدول العربية.
وخُصص لكل مشارك ما بين 3 إلى 5 دقائق لعرض قصته، تلاها نقاش جماعي معمق لاستخلاص الدروس وتوثيق الأفكار. وأكد مسؤولو الكلية أن هذه الآلية تأتي في سياق تحويل التعلم التنفيذي من النمط التقليدي إلى فضاء حيوي يعكس تعقيدات الواقع.
كما ركزت على تطوير مهارات التواصل عبر صياغة السرد القصصي المؤثر، وإبراز القيمة العملية للدروس المستفادة، سواء من التجارب الشخصية أو قصص الزملاء. واتسمت الجلسات بخطوات متسلسلة بدأت بمرحلة التهيئة.
حيث قدم المدربون شرحاً عن دور القصص في تشكيل الهوية القيادية، ثم انتقل المشاركون إلى مرحلة اختيار التجارب الأكثر تأثيراً في مسيرتهم، تلاها عرض القصص بتركيز ووضوح، وانتهاء بمناقشات جماعية حللت عناصر كل قصة، واختُتمت الجلسات بتلخيص المدربين لأبرز الرؤى وربطها بالنماذج القيادية العالمية، ما أضفى طابعاً منهجياً على التجربة.
وعبرت ردود الفعل عن تحول جوهري في تصور المشاركين لمفهوم القيادة، حيث أصبحت القيادة في أعينهم سلسلة من الحكايات الإنسانية قبل أن تكون إدارة أرقام واستراتيجيات.
وأشاروا إلى أن تبادل القصص كشف عن أوجه التشابه في التحديات رغم اختلاف السياقات، ما عزز لديهم قناعة بأن القيادة الفعّالة تُبنى على التعلم المستمر من الواقع، وليس فقط من النماذج النظرية. ومثلت هذه المبادرة جزءاً من رحلة الكلية الطويلة نحو إعادة تعريف التعليم القيادي في المنطقة، عبر دمج الأصالة المحلية مع أفضل الممارسات العالمية.
وبينما تواصل الكلية تطوير أدواتها التدريبية، تؤكد أن الهدف الأسمى يبقى تمكين قادة قادرين على مواجهة تعقيدات العصر بوعي إنساني عميق، وحكمة مستمدة من واقع التجارب لا من بطون الكتب فقط.
