انطلقت، أمس، فعاليات النسخة الثانية من مهرجان «دبي للرطب»، وسط مشاركة واسعة من مختلف مناطق الدولة، حيث شهد اليوم الأول حضوراً جماهيرياً كبيراً، عكس حجم التفاعل المجتمعي المتزايد مع هذه الفعالية السنوية التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وجرى خلال اليوم الأول تتويج الفائزين بالمراكز الأولى في شوطي «أكبر عذج دبي»، و«أكبر عذج عام»، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، ومعالي عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وعبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
مشاركة مجتمعية
وخطف حضور السيدات المتوجات بالمراكز الأولى أنظار الجمهور، حيث تمكنت النساء من حصد النسبة الكبرى من الجوائز، في مشهد يعكس شمولية المبادرة وقدرتها على الوصول إلى مختلف فئات المجتمع، ويؤكد أن «دبي للرطب» بات منصة حقيقية لتعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المرأة في قطاع الزراعة والابتكار المرتبط بالنخيل.
وتميّزت المسابقة هذا العام بمستوى تنافسي مرتفع، حيث شاركت عذوج بلغت أوزانها قرابة 100 كيلوغرام، في مؤشر على الاهتمام الكبير الذي يوليه المشاركون بزراعة النخيل وتحسين جودة وإنتاجية الرطب، وأظهرت النتائج مدى التقدم في الممارسات الزراعية والاعتناء الفائق بالنخلة الإماراتية التي تعد رمزاً للهوية والكرم والعطاء.
مكملات غذائية
وقال عبدالله بن طوق المري لـ«البيان»: إن الرطب والتمر الإماراتي يشهدان إقبالاً متزايداً في الأسواق العالمية، وأصبحا من المنتجات الزراعية الوطنية التي يتم تصديرها إلى العديد من الدول حول العالم.
وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأت تستخدم التمور الإماراتية في الصناعات الغذائية وإنتاج المكملات الصحية والغذائية، نظراً لجودتها العالية وقيمتها الغذائية الغنية.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للقطاع الزراعي، وحرصها المستمر على تمكين المزارعين وتحفيزهم نحو التميز والإبداع في إنتاج التمور والرطب.
وتطرق للدور المحوري الذي تلعبه مهرجانات الرطب في دولة الإمارات، ومنها «دبي للرطب»، الذي بات يمثل منصة وطنية لتشجيع المزارعين على تحسين جودة الإنتاج والتنافس في تقديم أفضل وأندر وأجود أصناف الرطب والتمر، إلى جانب دوره في تعزيز الهوية الزراعية الإماراتية، وتجسيد مكانة النخلة رمزاً للارتباط الوثيق بين الإنسان والأرض، ومكوناً أساسياً من مكونات الأمن الغذائي الوطني.
الأمن الغذائي
وأكد المري أن زراعة النخيل لم تعد مجرد موروث ثقافي أو تراثي انتقل إلينا من الآباء والأجداد، بل أصبحت اليوم من الأعمدة الاقتصادية الحيوية التي تسهم بشكل مباشر في تحقيق الاستدامة وتعزيز منظومة الأمن الغذائي في الدولة،.
لافتاً إلى أن المهرجانات والمسابقات الزراعية توفر بما تتضمنه من جوائز تقديرية وتشجيعية حافزاً حقيقياً للمزارعين لتبني أفضل الممارسات الزراعية، وتطوير تقنيات الزراعة الحديثة، والارتقاء بمستويات الإنتاج، بما يواكب تطلعات دولة الإمارات نحو مستقبل زراعي مستدام ومتطور.
جهود
وقال عبدالله حمدان بن دلموك: إن نجاح انطلاقة النسخة الثانية من «دبي للرطب»، وحجم المشاركة والإقبال الكبير من الزوار وأهل النخل، يؤكد أن هذه الفعالية باتت موعداً سنوياً ينتظره الجميع ويجسد القيم التراثية والاجتماعية التي نسعى لترسيخها.
وأضاف: «من اللافت هذا العام الحضور الكبير للسيدات ضمن قائمة المتوجين، وهذا يدل على وصول «دبي للرطب» إلى جميع شرائح المجتمع دون استثناء، وهو هدف أساسي انطلقت منه الفعالية منذ نسختها الأولى».
وأكد أن «دبي للرطب» مستمر في دعم وتمكين المجتمع المحلي والمهتمين بزراعة النخل من خلال إبراز الموروث الزراعي وتحويله إلى منصة تنافسية تراثية تعزز الإنتاج المحلي وتكرّس قيم الكرم والتواصل المجتمعي.
عبدالله بن طوق لـ«البيان»:
التمور الإماراتية تشهد إقبالاً متزايداً في الأسواق العالمية
الولايات المتحدة تستخدم تمور الإمارات في الصناعات الغذائية وإنتاج المكملات الصحية والغذائية
