أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن سعادته باستضافة 8000 إعلامي عربي في دولة الإمارات ضمن قمة الإعلام العربي في دورتها الثالثة والعشرين.
وجدد سموه دعوته لإعلام عربي تنموي يبني ولا يهدم، يوحد ولا يفرق، يصنع الأمل لا اليأس، مؤكداً سموه أننا بحاجة إلى إعلام يحارب الجهل والتخلف والمرض الفكري والثقافي، ويصنع مستقبلاً أجمل لأجيال عربية شابة تمتلك الثقة بنفسها لتصنع نهضتها ومستقبلها.
وقال سموه عبر حسابه على منصة «إكس»: «سعدنا باستضافة 8000 إعلامي عربي في دولة الإمارات، ضمن قمة الإعلام العربي في دورتها الثالثة والعشرين ... نجدد دائماً دعوتنا لإعلام عربي تنموي .. يبني ولا يهدم .. يوحد ولا يفرق .. يصنع الأمل لا اليأس .. إعلام يحارب الجهل والتخلف والمرض الفكري والثقافي .. ويصنع مستقبلاً أجمل لأجيال عربية شابة تمتلك الثقة بنفسها لتصنع نهضتها ومستقبلها».
وأُسدل الستار، أمس، على فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لقمة الإعلام العربي في دبي التي حققت نجاحاً كبيراً، عكس مكانتها كأبرز المحطات الإعلامية في العالم العربي، وذلك ليس لحجم المشاركة غير المسبوق الذي فاق 8000 إعلامي عربي من مختلف الدول فحسب، بل للرسائل الجوهرية التي بعثت بها، وفي مقدمتها تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على ضرورة تبني إعلام عربي تنموي قادر على الارتقاء بالواقع الإعلامي وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.
نجاح تنظيمي
وترجم النجاح التنظيمي والمشاركة القياسية لهذه الدورة من القمة قدرة دولة الإمارات، وإمارة دبي على وجه الخصوص، على أن تكون حاضنة لأكبر وأهم الأحداث العربية والعالمية في مختلف القطاعات، لا سيما الإعلام، إذ شكل الحضور اللافت للإعلاميين والمهنيين والخبراء من شتى أرجاء الوطن العربي شاهداً حياً على المكانة التي باتت تحظى بها هذه القمة، والتي أضحت المنصة العربية الأولى لاستشراف مستقبل الإعلام وتشكيله.
مشاركة قياسية
ولم تقتصر المشاركة القياسية على الكم، بل شملت التنوع، حيث حضر ممثلون عن مؤسسات إعلامية حكومية وخاصة، ومنصات رقمية، وشركات تقنية ناشئة في مجال الإعلام، وسط أجندة ثرية تضمنت: أكثر من 175 جلسة، و300 متحدث، وعقد أكثر من 35 ورشة عمل تخصصية تقدمها شركات ومؤسسات ومنصات إعلامية عالمية، وحضور أكثر من 200 شخصية إعلامية من الوطن العربي، وهذا ما أضفى على القمة طابعاً شمولياً يعكس طبيعة التحولات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع.
بوصلة الإعلام العربي
وما ميّز هذه الدورة هو التوجيه المباشر والدعوة المتجددة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإعلام عربي تنموي، حيث إن هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات، بل مثلت خريطة طريق لوسائل الإعلام العربية لتلعب دورها الأساسي كناقل للحقائق وصانع للوعي الجمعي، ومن هنا تأتي أهمية هذه الدعوة التي أعادت التأكيد على الدور الإيجابي للإعلام في التنمية، وبناء المجتمعات، وترسيخ التماسك الاجتماعي.
أجندة ثرية
وحفلت أجندة هذه الدورة من القمة بجلسات ومحاور استراتيجية تناولت أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام العربي في العصر الرقمي، من بينها قضايا الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على صناعة الأخبار، ومستقبل الإعلام التقليدي في مواجهة الإعلام الرقمي، كما سلطت القمة الضوء على أهمية تطوير المهارات الإعلامية لدى الشباب، ودعت إلى بناء جيل إعلامي عربي جديد، يمتلك أدوات العصر، ويعي مسؤولياته في بناء الوعي وتوجيه الرأي العام بشكل مسؤول وواعٍ.
مستقبل الإعلام
وشهدت القمة حوارات ونقاشات أسهمت في تحولها إلى منصة عملية لصياغة رؤى إعلامية جديدة، من خلال إطلاق مبادرات تدريبية، وتوقيع كتب واتفاقيات شراكة استراتيجية لدعم المبادرات الإعلامية والمعرفية، ورسم مستقبل المحتوى الرقمي والتفاعلي وتطوير إنتاج الأفلام والتقنيات المتطورة التي تستخدم في إنتاج المحتوى المرئي الجاذب للجمهور.
وعزز هذا الزخم من مكانة القمة كأكبر منصة عربية لاستشراف وتشكيل مستقبل الإعلام العربي، ليس فقط من خلال طرح التحديات، بل عبر المساهمة في صياغة حلول عملية تتماشى مع التحولات التكنولوجية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي.
لحظة تحول
ولم تكن الدورة الـ 23 من قمة الإعلام العربي مجرد حدث إعلامي دوري، بل كانت بمثابة لحظة تحول حقيقية في مسار الإعلام العربي، حيث وضعت القمة أسساً جديدة لرؤية تنموية في الإعلام، تستند إلى الثقة بالمستقبل، وتتبنى الابتكار، وتحمل رسالة إيجابية تنهض بواقع الإعلام وتطويره ومواكبته لأبرز المستجدات التقنية والمهنية، حتى يسير الإعلام العربي بخطى واثقة نحو دور أكثر عمقاً وتأثيراً في بناء المجتمعات، وصناعة أجيال تمتلك الوعي، والثقة، والإرادة لرسم مستقبلها.
