أكد إعلاميون ومفكرون عرب، شاركوا في جلسة «المنطقة العربية في عالم متغير»، في منتدى الإعلام العربي، أنّ المنطقة العربية تمرُّ بتحولاتٍ جوهريةٍ في ظل متغيراتٍ دوليةٍ وإقليميةٍ كبرى، مؤكدين أن الإسلام السياسي أبرز التهديدات لأي مشروع عربي ناجح.

شارك في الجلسة الكاتب د. محمد الرميحي، والإعلامي عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية، والإعلامية والنائبة البرلمانية بولا يعقوبيان، وأدار النقاش الإعلامي يوسف الشريف من قناة «سكاي نيوز» عربية.

وقال د. محمد الرميحي إن العالم يشهد متغيرات كبرى، وإن القواعد الدولية التي تأسست عقب الحرب العالمية الثانية لم تعد قائمة، واصفاً المرحلة الراهنة بأنها مرحلة «بناء القِلاع»، حيث تتشكل تكتلات وتحالفات جديدة، بينما لم ينجح العرب بعد في بناء «قلعتهم» الخاصة.

وقال الرميحي إن الإسلام السياسي يعد من أبرز التهديدات التي تواجه أي مشروع عربي ناجح، إذ يُراهن على تشويه الدين لخدمته، وأشار إلى أنّ أزمة الإعلام تبدأ من التعليم، مضيفاً: «إذا لم نربِّ جيلاً بمناعة فكرية، فلن يكون لدينا إعلام فاعل».

وأوضح أنّ ما يُصرف على التعليم في العالم العربي يتراوح بين 12 إلى 15 مليار دولار، يتركّز معظمه في دول بعينها دون أخرى، لكن المناهج العربية لا تزال تقليدية وكلاسيكية، ولا تُؤهّل لأجيال قادرة على التعامل مع الإعلام العصري.

وقال الإعلامي عماد الدين حسين، إنّ عدداً من الدول العربية تعيش حروباً أهلية أو صراعاتٍ على الهوية، مشيراً إلى أنّ مشروع «عالم عربي موحّد» بات صعب التحقيق في ظل هذه الظروف، محمّلاً الإسلام السياسي مسؤولية كبيرة في تفكيك المشروع العربي، ومعتبراً إيّاه الخطر الأكبر الذي يهدد الاستقرار والتقدم في المنطقة.

وتطرق عماد الدين حسين إلى تراجع الإعلام التقليدي، وخصوصاً الصحافة الورقية، التي «تُوشك على الموت»، بحسب وصفه، مؤكداً أنّ الإعلام الرقمي والفردي في صعود مستمر، لكن المؤسسات الإعلامية لا تزال تعيش في الماضي، ولا تُحسن مخاطبة الشباب أو الوصول إلى جمهورها الطبيعي.

وتابع: «غالبية شبابنا اليوم لا يقرأون الصحف ولا حتى المواقع الإلكترونية.. وبالتالي كيف يُمكن أن تصل إليهم؟ أغلب الإعلام العربي غير قادر حتى الآن على فهم جمهوره».

من جانبها، شددت بولا يعقوبيان على أن العالم العربي أمام فرصة تاريخية لبناء مشروع عربي جامع، لكن بشرط التخلص من الأيديولوجيات والمفاهيم الطاردة للتقدم، وعلى رأسها الإسلام السياسي.

وقالت: «المشكلة الأساسية ليست فقط في الضغوط الخارجية أو المشاريع الإقليمية، بل في التهديد الداخلي الذي يختبئ تحت عباءة الدين ليفشل أي مشروع وطني».

ودعت يعقوبيان إلى ضرورة تبني خطاب إعلامي جديد لا يكتفي بعكس رأي الأغلبية، بل يبحث عن الحقيقة وينتصر للعقل والتنوير.

وأضافت: «نحتاج إلى إعلام ينتج أفكاراً حقيقية لا مجرد صورة براقة بلا مضمون، وإلا فسنظل ندور في حلقة مفرغة من الشعارات والتعبئة التي لم تقدّم شيئاً للناس».