تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة مملكة البحرين الشقيقة احتفالاتها باليوم الوطني الرابع والخمسين الذي يصادف 16 ديسمبر من كل عام، تأكيداً على العلاقات التاريخية والأخوية المتجذرة لخير وازدهار البلدين والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين الشعبين الشقيقين.

وتستند العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مقومات راسخة أساسها الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك والتاريخ الواحد والتطلعات والرؤى التنموية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والرخاء والتنمية وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة بين أبناء البلدين الشقيقين.

دعائم مميزة

وأرست قيادتا البلدين دعائم علاقات مميزة أسست قاعدة صلبة للانطلاق نحو تعزيز شراكة استراتيجية مثمرة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة بينهما، حيث تتسم العلاقات الثنائية بالتعاضد التاريخي وتعد نموذجاً راسخاً وقوياً للعلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة، إذ تعد أحد أهم مرتكزات وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وتتشارك القيادتان الرؤى نفسها في مختلف القضايا والملفات العربية.

وتشهد الإمارات سنوياً فعاليات احتفالية متنوعة بهذه المناسبة، تشمل إضاءة المعالم الوطنية الشهيرة بالعلم البحريني، ولافتات التهاني التي تزين اللوحات الرقمية الإرشادية على الطرق الرئيسة، واستقبال الزوار البحرينيين القادمين عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، وتكتسي مراكز التسوق في الدولة بألوان العلم البحريني.

وتترجم هذه الفعاليات مدى التقارب الاجتماعي والثقافي بين الشعبين، حيث تشكل مساحة للتواصل المباشر بين المواطنين والمقيمين من كلا الجانبين، وتسهم في تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية التي تستند إلى تاريخ طويل من الجيرة الطيبة والتعاون المشترك.

وتعكس هذه الاحتفالات مدى تماسك الروابط بين الإمارات ومملكة البحرين، والتي تتجاوز العلاقات الرسمية لتشمل جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون المستمر، وترسيخ الشراكة الاستراتيجية التي تأسست على تاريخ مشترك وأواصر أخوة متينة.

وتشهد العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة التي تربط الإمارات بشقيقتها البحرين، نمواً وتميزاً استثنائياً، يستند إلى أسس صلبة، وضع لبناتها الآباء المؤسسون على مر العصور، ويحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين الشقيقة، على تنمية هذه العلاقات وازدهارها، ودعم ورعاية جهود الارتقاء بها إلى آفاق أشمل برؤى طموحة، متطلعة إلى المستقبل، إذ تعكس الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين خصوصية وعمق هذه العلاقات الثنائية والمضي قدماً نحو مسارات أوسع من التعاون المشترك في جميع المجالات.

تكامل وشراكة

وفي المجال الاقتصادي، تعكس العلاقات التجارية بين الإمارات والبحرين مستوى عالياً من التكامل والشراكة الاستراتيجية، حيث بلغ رصيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الإمارات إلى البحرين نحو 10 % من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في المملكة حتى عام 2024، كما تصدرت الإمارات مرتبة متقدمة كواحدة من أكبر 3 دول مستثمرة في البحرين، برصيد بلغ 4.5 مليارات دولار، وفقاً للبيانات الصادرة عن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية البحرينية وبوابة البحرين للبيانات المفتوحة.

وفي يونيو الماضي تم تدشين مركز المستثمر الإماراتي في مقر وزارة الصناعة والتجارة البحرينية، وفي العام الماضي أعلنت شركة «إيجل هيلز» العقارية الإماراتية عن استثمار بقيمة 4 مليارات دولار في مشاريع تطوير عقاري في مملكة البحرين.

ووصل عدد المستثمرين الإماراتيين في البحرين إلى أكثر من 1500 مستثمر يعملون في مختلف القطاعات والمجالات، وخلال 2010 - 2022 بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي 231.6 مليار درهم.

وفي ديسمبر 2023 بلغ رصيد الاستثمار البحريني في الإمارات 5.1 مليارات درهم وعدد العلامات التجارية البحرينية المسجلة في الإمارات 689 علامة، و4 وكالات تجارية ووصل إجمالي الشركات البحرينية المسجلة في الإمارات إلى 41 شركة. ويرتبط البلدان بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في تعزيز حجم التبادل التجاري بينهما خلال الفترة الماضية.

كما تجاوز عدد المستثمرين الإماراتيين المسجلين في الشركات المساهمة ببورصة البحرين 7 آلاف مستثمر. وبلغ عدد المستثمرين الإماراتيين في السجل التجاري البحريني 1846 شركة.

جسور متينة

كما يوجد بين البلدين الشقيقين جسور متينة في مجالات التعليم والثقافة والإعلام والفنون تعكس خصوصية العلاقات الإماراتية البحرينية، إذ تتشاركان تاريخاً عريقاً وحراكاً ثقافياً مميزاً، يسهم في تعزيز مكانة المنطقة كمركز حضاري وثقافي عالمي، وثمة مشاريع ثقافية مشتركة بين البلدين تترجم حرصهما على الحفاظ على الإرث التاريخي والأصول الثقافية والحضارية.

وشكلت الموروثات الثقافية المشتركة من فنون وآداب والتي تجمع بين الإمارات والبحرين هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولمختلف شعوب منطقة دول الخليج العربي.

وتعد العلاقات الثنائية بين البلدين نموذجاً استثنائياً للتعاون والشراكة الاستراتيجية، فهي مبنية على أواصر أخوة ومصير متقارب، وتغطي جميع المجالات وتوفر قاعدة متينة لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وتسهم في تحقيق التكامل في جميع المجالات، ما يصنع حاضراً مشتركاً ويستشرف مستقبلاً واعداً، ويترجم ذلك رؤية قيادتي البلدين المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.