شارك وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في أعمال الجمعية العامة 151 للاتحاد البرلماني الدولي، التي عقدت في مدينة جنيف السويسرية، حيث مثل الوفد الدولة في عدة لجان وفعاليات، وقدم مداخلات موسعة تناولت قضايا سياسية وإنسانية وتنموية وتقنية مهمة على الصعيد الدولي.
تعكس هذه المشاركة المتنوعة التزام دولة الإمارات بدعم السلام والتنمية وحقوق الإنسان، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية المتنوعة.
ففي اجتماع لجنة مسائل الشرق الأوسط، أكدت سارة محمد فلكناز، نائب رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية، أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة دقيقة معقدة سياسياً وأمنياً واجتماعياً وإنسانياً، مشددة على ضرورة اعتماد الحكمة والحوار وبناء الجسور لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، كما استعرضت الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر عملية «الفارس الشهم 3»، التي نفذت براً وجواً وبحراً على مدى عامين بتكلفة تجاوزت 1.8 مليار دولار، شملت توفير الغذاء والملابس والمستلزمات الطبية، وإجلاء المصابين للعلاج في الإمارات، بالإضافة إلى الدعم النفسي والتأهيل للمصابين، وتوسعة المستشفيات وإعادة تأهيل المراكز الصحية، وتوفير مياه الشرب من خلال محطات التحلية، وإصلاح الآبار، وتنفيذ حملات التطعيم، ودعم التعليم عبر توزيع الحقائب المدرسية وتشغيل المخابز.
من جانبها، ترأست ميرة سلطان السويدي، عضو الشعبة البرلمانية، اجتماع لجنة التنمية المستدامة الذي ناقش تعزيز التعاون البرلماني الدولي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتصدي للتحديات البيئية والاقتصادية العالمية، وجرى خلال الاجتماع استعراض مشروع قرار حول «بناء اقتصاد عالمي عادل ومستدام»، ودور البرلمانات في مكافحة الحمائية، وخفض الرسوم الجمركية، والحد من التهرب الضريبي، إضافة إلى بحث الأعمال التحضيرية للاجتماع البرلماني المقرر على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) في البرازيل.
وفي لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان، قدمت الدكتورة موزة محمد الشحي ورقة عمل بعنوان «الاعتراف بضحايا التبني الدولي غير القانوني ودعمهم»، مشيرة إلى أن هذه الممارسة تمثل تحدياً عالمياً ينتهك حقوق الأطفال والأسر الضعيفة، خصوصاً في سياقات الحروب والأزمات.
وأكدت الشحي جهود دولة الإمارات في سن قوانين اتحادية لمكافحة الاتجار بالبشر وحماية حقوق الطفل، بالإضافة إلى توفير مراكز إيواء ودعم للضحايا، وإطلاق «صندوق دعم الضحايا»، وقدمت مجموعة من التوصيات التي تضمنت حث الدول على تبني منظور يراعي الفوارق بين الجنسين ويعزز الشفافية والتعاون الدولي لمنع التبني غير القانوني.
وشارك الدكتور مروان عبيد المهيري في منتدى البرلمانيين الشباب ولجنة شؤون الأمم المتحدة، حيث أكد على أهمية تبادل الخبرات لتعزيز العمل الإنساني في الأزمات، واقترح إطلاق برامج وطنية لتوعية الشباب بالتطوع والعمل الإنساني، كما ناقش آليات انتخاب الأمين العام للأمم المتحدة، داعياً إلى إصلاح شامل للنظام الأممي يعزز فاعليته واستدامته، مع التأكيد على دور البرلمانات في دعم هذه الإصلاحات وتوفير الشفافية والمساءلة.
وفي مجال العلوم والتكنولوجيا، قدم أحمد مير هاشم خوري مداخلتين حول جهود الإمارات في مجالي العلوم والذكاء الاصطناعي، مشيداً بسياسات الدولة الرامية لبناء مستقبل معرفي قائم على الابتكار والتكنولوجيا، وموضحاً تطوير المجلس الوطني الاتحادي لأدوات الذكاء الاصطناعي البرلمانية لتعزيز العمل التشريعي والرقابي.
