القادم أجمل..
أحب هذه العبارة، وأكررها باستمرار، وأتفاءل بها.
نعم، القادم أجمل.. لأن الأمل قوة.. واليأس كفر.. وسوء ظن بأقدار الله.
القادم أجمل.. لأن التفاؤل يفتح أبواب السماء، ويغلق أبواب اليأس، ويجعل في كل صعوبة فرصة، وليس في كل فرصة صعوبة.
القادم أجمل لأن الحياة علّمتني أن الإيمان بالمعجزات هو بداية تحقيقها.. والثقة بالذات هي مفتاح قوّتها.. والحلم بغد أفضل هو سرّ تحققه في حياتنا.
القادم دائماً أجمل.. نحن في أفضل حالاتنا بحمد الله، ولا يمكن أن نذهب إلا للأفضل، لم تكن البشرية بهذا التطور العلمي والتقني في تاريخها، ولم تكن بهذا الغنى والوفرة عبر قرون كثيرة. وحتى عدد النزاعات والحروب هو الأقل اليوم عبر تاريخ الإنسانية الحديث.. فلماذا لا نتفاءل؟
القادم أجمل بإذن الله، لأن من يملك الأمل يملك كل شيء، ومن يفقده فليس بيده شيء. الأمل يعطيك قوة.. وإرادة.. وعزيمة.. وثقة بنفسك.. وإيماناً بحكمة ربك.. وصبراً على التحديات من حولك.
القادم أجمل.. لأن الحياة إما فوز بالإنجاز، أو تعلم من الأخطاء، لا يوجد خسارة.. الأهم هو أن تستمر ولا تيأس ولا تقف.
علّمتني الحياة أن الأمم كالأشخاص، لها وعي وعقل جمعي وثقافة واحدة مشتركة، الأمم تتفاءل وتتشاءم، وتكبو وتنهض، ويرفعها الأمل، ويدمرها اليأس والقنوط، ودور القادة ليس قيادة التنمية المادية فقط.. بل أيضاً إدارة الروح المعنوية للأمة، وتعزيز ثقتها بالله، وإيمانها بقدراتها، وأملها بمستقبل أجمل وأفضل.
الأمة التي لا تدفن نفسها في الماضي بل نظرها دائماً للأمام، وتطلعها للأعلى، وطموحها للأفضل، هي أمة حيّة تنمو وتكبر وتزدهر باستمرار.
علّمتني الحياة أن من يملك الأمل يملك سبباً للحياة، ويملك قوة للتحمّل، ويملك صبراً على الشدائد، ولا تموت أمة تحمل سلاح الأمل.
أسمينا أول مسبار عربي وإسلامي يصل للمريخ «مسبار الأمل»، لنبعث برسالة تفاؤل لمنطقتنا بأننا نستطيع، وبأننا قادرون.. وبأن الأمل موجود بعودة حضارتنا واستئناف دورنا التاريخي.
أطلقنا مؤسسة ضخمة تصل تبرعاتها السنوية لأكثر من 2 مليار درهم هدفها أيضاً استئناف الحضارة وغرس روح الأمل.
أطلقنا مسابقة لصناعة الأمل يشارك فيها آلاف الشباب، ودربنا الملايين على لغة المستقبل، البرمجة. وبدأنا مشروعاً للنوابغ العرب، وقبل ذلك شهدنا في دولتنا نموذجاً تنموياً ناجحاً لإخواننا في المنطقة ودعونا الجميع للاستفادة منه، ونصدره اليوم لأكثر من 40 دولة حول العالم.. لأنه نموذج يحمل الأمل.. نموذج يجمع بين الروح المعنوية السوية والإنجازات القوية.
علمتني الحياة أن روح التفاؤل معدية بين الأشخاص، وفي المؤسسات، وحتى بين الدول، وأن غرس بذور الأمل من أعظم القربات، لأن بذورها سوف تزهر بساتين من الشباب والشابات المؤمنين بالمعجزات، المتفائلين بالإنجازات والمتفانين في خدمة المجتمعات.
نعم القادم أجمل، لأن الأمة التي تحمل الأمل هي أمة تحمل بذور المستقبل وهي أمة قوية لا تموت بإذن الله.
