يبدأ موسم العقارب في 10 فبراير ويستمر حتى 20 مارس، وهو من المواسم التي تحمل دلالات تفاؤلية في الثقافة العربية، حيث يُعتقد أنه يجلب الخير والبركة، ويُقال في الأمثال العربية: "لا دخلت العقارب.. ترى الخير قارب".
ووفقا لإبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، فإن الطبيعة خلال هذا الموسم، تشهد تحولات كبيرة، حيث تهطل الأمطار، ويبدأ الربيع بوفرة المراعي، وتتفتح الأزهار، وينشط النحل، وتزداد خضرة الأرض، ما يؤدي إلى تحسين حالة الماشية وزيادة إنتاج الحليب، ويعمد مربو الماشية إلى تجفيف الحليب لصنع "الإقط"، وهو اللبن المجفف، أحد المنتجات التقليدية.
يُعتبر موسم العقارب آخر مواسم الشتاء في المنطقة، حيث تتحول الأجواء من البرودة إلى الاعتدال ثم إلى الدفء تدريجياً، ويتضمن هذا الموسم ثلاثة نجوم رئيسية من منازل القمر، تُعرف بـ"نجوم السعودات"، وهي:
سعد الذابح:
يبدأ في 10 فبراير، ويتميز ببرودة الطقس وهطول الأمطار، خاصة في المناطق الشمالية من الجزيرة العربية، حيث تشهد هذه المناطق ما يُعرف بـ"صقيع فبراير" أو "صقيع شباط".
سعد بلع:
يبدأ في 23 فبراير، وفيه تبدأ الأجواء بالاعتدال نهاراً مع استمرار برودة الليل. يُعتبر هذا النجم فترة انتقالية بين انتهاء البرودة وبداية الدفء، ويُطلق عليه "برد العجوز".
سعد السعود:
يبدأ في 8 مارس، وفيه تسود الأجواء الدافئة نهاراً مع اعتدال الليل. تبدأ خلاله الاضطرابات الجوية الربيعية المعروفة بـ"السرايات"، ويتساوى طول الليل والنهار قبل أن يبدأ النهار بالازدياد.
سُمي موسم العقارب بهذا الاسم بسبب ظهور نجوم كوكبة العقرب في السماء فجراً، أو بسبب تناوب الأجواء الباردة والدافئة التي تشبه لسعات العقرب. كما يُعتقد أن صغار العقارب تبدأ بالظهور في هذا الوقت. بعد انتهاء موسم العقارب، يبدأ موسم "الحميمين"، الذي يُعتبر أول مواسم الربيع، حيث ترتفع درجات الحرارة اعتباراً من 21 مارس.
وقد تغنى الشعراء العرب بهذا الموسم، حيث يُعتبر وقتاً للتفاؤل والخير. ومن أشهر الأبيات الشعرية التي قيلت في هذا الموسم:
يقول راشد الخلاوي:
"فيالله بتالي العقربيات سيله … يفرح بها راعي السواني الهزايل"
ويقول الشاعر يعقوب المطيري:
"السيـل يــا ســدرة الغـرمـول يسقـيـك ** مـــن مـزنــة هـلــت الـمــاء عـقـربـيـه"
وبهذا، يُعتبر موسم العقارب علامة على بداية التحولات الطبيعية والمناخية التي تُبشر بقدوم الربيع والخير الوفير.
