أكد خبيران اقتصاديان أن دولة الإمارات تنتهج نهجاً تنموياً متكاملاً يضع الإنسان، والاقتصاد المستدام، والتنافسية العالمية في مقدمة الأولويات الوطنية، وأشارا إلى أن استحداث حكومة دولة الإمارات وزارة للتجارة الخارجية وتعديل اسم وزارة الاقتصاد لتصبح وزارة الاقتصاد والسياحة، تأكيد على ديناميكية الأداء الحكومي الاتحادي، وقدرته على مواكبة المتغيرات العالمية برؤية واضحة واستباقية، وخطوة تعبّر عن الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

ورأى جمال بن سيف الجروان، الخبير الاقتصادي، أن حكومة الإمارات تعتبر من أكثر الحكومات ديناميكية وتفاعلاً في العالم العربي، وهي تتبنى منهجاً حديثاً في الإدارة يعتمد على التطوير المستمر حسب الحاجة، فالقيادة الرشيدة لا تنتظر المستقبل، بل تقوم بتحديث الوزارات، وتمكين القيادات، وإطلاق مبادرات مستقبلية بشكل استباقي.

وقال: «اليوم نشهد تغييراً إيجابياً على مستوى وزارة الاقتصاد، لإعطاء ملفات حيوية أكثر تركيزاً واهتماماً في التجارة الخارجية والسياحة والذكاء الاصطناعي».

وأضاف أن اعتماد منظومة الذكاء الاصطناعي الوطنية - كعضو استشاري في مجلس الوزراء والمجلس الوزاري للتنمية وجميع مجالس إدارات الهيئات الاتحادية والشركات الحكومية بداية من يناير 2026 - يعني التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وقال: «نحن أول دولة في العالم تعيّن وزير دولة للذكاء الاصطناعي وتعتمد أدوات رقمية في الخدمات، وتستهدف حكومة بلا ورق منذ سنوات.

واليوم نشهد إعطاء هذا القطاع أكثر أهمية ليكون في موقع قريب من مركز اتخاذ القرار واستشاري لمجلس الوزراء الموقر».

وأضاف أن القرار خطوة استباقية، وتوقيتها يأتي في وقت مهم، حيث استثمرت الدولة بشكل كبير في هذا القطاع.

وأكد جمال الجروان أن حكومة الإمارات حكومة استشرافية لا تركز فقط على الحاضر، بل تعمل وفق رؤى مستقبلية ولديها استراتيجية (رؤية الإمارات 2031) و(استراتيجية المريخ 2117)، مشيراً إلى أن سياسات التنويع الاقتصادي لما بعد النفط، والتجارة الخارجية تمثل مكوناً رئيساً في الناتج القومي الإجمالي.

وقال: «نبارك للإمارات حكومة وشعباً، نحن محظوظون لدينا قيادة تؤمن بالكفاءات والتمكين، وإعطاء الفرص للشباب والنساء في المناصب القيادية مثل تعيين وزراء شباب، والاعتماد على شابات في ملفات استراتيجية مثل الأمن الغذائي والمجتمع والتعليم والسياحة والذكاء الاصطناعي».

وتابع: «لدينا حكومة مرنة، ومتجددة، لا تعرف التجمّد وهدفها خدمة الإنسان، وتحقيق المستقبل».

تغييرات استراتيجية

وقال أحمد عبيد القصير، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): «أن هذه التغييرات الاستراتيجية تعكس نهجاً تنموياً متكاملاً يضع الإنسان، والاقتصاد المستدام، والتنافسية العالمية في مقدمة الأولويات الوطنية، وتُسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي مؤثر في مجالات الاقتصاد والسياحة والتجارة الدولية».

وأضاف: «نؤمن بأن هذه الخطوة تشكل دفعة نوعية نحو تعزيز منظومة العمل الاقتصادي والسياحي في الدولة، وتفتح آفاقاً جديدة لتعميق الشراكات وتكامل الجهود بين مختلف الجهات الاتحادية والمحلية ضمن رؤية اتحادية موحّدة».